موت بأرضك ولا تسمع كلمه لاجيء"
ومن ذكرى الرحيل حدثني مصطفى دحابرة (1941): "إحنا طلعنا من حطين، لما صارت المعارك بقرني حطين وصرنا نسمع عن دير ياسين وعن قرى حوالينا سقطت، كنا نسمع يقولوا الطيارات بتضرب بصفوريه قزان، هاي عبارة عن قنابل كبيره. أهل البلد عملوا اجتماع بالمراح والأكثرية اخذوا قرار انه لازم نرحل، المختار احمد قاسم رباح وجماعته رفضوا يطلعوا بس بالآخر الأكثرية قررت، المختار عمل بابور زيت حديد قبل ما نرحل وجاب كل العدة وحطها فيه بس للأسف ما فرح فيه. طلعت مع عائلتي ماشين، اكبر ولد كان محمد 14 سنه، أنا حملت صينيه نحاس، أبوي حمل اخوي الصغير واخوي الكبير حمل لحاف وأمي فرشه. وصلنا على المغار حوالي الساعة 3 الصبح لأنه أبوي كان عنده أصحاب دروز هناك، بس جيش الإنقاذ ما سمح لنا ندخل على البلد، يومها نمنا تحت سدره مع وسخ البقر، سكنا شوي بالمغار وبعدها رحنا على لبنان ولما وصل أبوي على راس الناقوره لاقينا ناس من حطين راجعه ولما شافوا أبوي قالوله ارجع وموت بأرضك ولا تسمع كلمه لاجيء أو غريب من الجنوب. رجعنا واستقرينا بالمغار وصرنا حاضرين غايبين".
"يمينــاً دُر"
ويضيف مصطفى دحابرة ساخراً: "بذكر مره كنت أنا واخوي نتفرج على جيش الإنقاذ بالمغار، سمعنا القائد بقلهم "يمينا در" قاموا كلهم راحوا على الشمال، اخوي كان جنبي بقللي شوف هذا الجيش اللي جاي يحرر فلسطين. الشاويش إبراهيم من جيش الإنقاذ كان ييجي عنا يشرب قهوة، مره اجا وقال لأبوي "إحنا الليلة بدنا نمشي، اجت أوامر انه ننسحب لأنه اليهود بدها تفوت وما بدنا نقاوم، أنا ما بخلف أولاد وبدي ابنك مصطفى"، قاله أبوي انت بتطلب المستحيل أنا ما صدقت إني خلفت أربع أولاد من المرا الجديدة ما بقدر أعطيك ابني.
المصدر: شبكة بيت العائلة الفلسطينية