الشيخ عبدالرحمن آل عمرو
هو الشيخ عبدالرحمن بن عيسى بن عمرو والذي قاد تمردا شعبيا ضد الحكم المصري الذي بدأ بسيطرة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا حاكم مصر على الخليل وغزة والرملة ويافا وحيفا والقدس وهي تشكل المساحة الكبرى من فلسطين وبعد سيطرته على الخليل في عام 1831م قام إبراهيم باشا بتعين احد ضباطه المدعو ضباطه إبراهيم أغا متسلما للخليل ولكن الحكم المصري لم يلبث ان وجد نفسه أمام تمرد كان أقرب للثورة الشاملة ضد الوجود المصري قادها الشيخ عبدالرحمن بن عيسى بن عمرو شيخ عشيرة آل عمرو في دورا اندلعت عام 1255ه (1839م) وحاولت الإدارة المتنفذة في فلسطين معالجة الثورة دون الصدام مع الشيخ عبدالرحمن ال عمرو فأرسلت متسلم القدس أحمد أغا بصحبة مفتي القدس الشيخ محمد طاهر الحسيني الى الخليل لمحاولة تهدئة الأمور، ولكن يبدو ان مهمة الوفد قد فشلت واعتبرت السلطات المصرية الشيخ عبدالرحمن مسئولا عن تصاعد الثورة فأهدرت دمه وعممت على متسلمي حكام مختلف المناطق الفلسطينية التي تخضع للحكم المصري بقتل الشيخ عبدالرحمن إذا تكمنوا منه، وفي مواجهة هذه الملاحقة الخطيرة اضطر الشيخ عبد الرحمن بن عيسى بن عمرو إلى اللجوء إلى شرق الأردن.
ولكن إقامته في شرق الأردن لم تطل إذ لم يطل الأمر بالمصريين حتى اضطروا للتخلي عن نفوذهم في بلاد الشام ومنها فلسطين وعاد الشيخ عبد الرحمن الى دورا الخليل ليقوم مع غيره من الزعماء بمضايقة الجيوش المصرية أثناء انسحابها أثناء انسحابها من فلسطين بتحريض من السلطان العثماني عبدا لحميد الثاني ولم يلبث أن فوض أمر إدارة منطقة الخليل إلى الشيخ عبدالرحمن بن عيسى بن عمرو شيخ عشيرة آل عمرو وكان ذلك في مطلع ذو القعدة 1256ه ( كانون الثاني 1840م).
يبدو أن روح الثورة ضد تسلط جهات غير فلسطينية على فلسطين لم تلبث أن استيقظت في نفس الشيخ عبد الرحمن رغم تقدمه في السن، فأعلن في عام 1859 الثورة ضد الحكم العثماني، وتصاعدت المواجهات بين السلطات المصرية والثوار بقيادة الشيخ عبدالرحمن واستمرت بضع سنين مما اضطر حاكم القدس العثماني ثريا باشا لقيادة قوة بنفسه هاجم بها معاقل الثوار واستمر القتال سبعة أيام متواصلة وانتهت المعركة بتغلب الجيوش العثمانية والقاء القبض على الشيخ عبدالرحمن والعديد من أشقائه وأبناء عمومته وأقربائه من آل عمرو، ونفي الشيخ عبدالرحمن وشقيقه سلام الى عاصمة الدولة العثمانية اسطنبول وذلك في عام 1862م وقامت الحكومة العثمانية بتعين موظف تركي حاكما للخليل برتبة قائمقام بدلا من الشيخ عبدالرحمن عمرو الذي كان يشغل هذا المنصب قبل إعلان ثورته ....
المصدر: من كتاب بلادنا فلسطين للمؤرخ مصطفى مراد الدباغ الجزء الخامس.