. بيروت 15-5-2011 وفا- عبد معروف
لم تغب المجازر التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني في عام 1948 عن ذاكرة المسنين والشيوخ الذين عاصروا النكبة، ولا تكف ألسنتهم عن رواية فصول قصة أول تهجير قسّري للفلسطينيين من أرضهم.ذاكرة هؤلاء ما زالت حية وتؤرخ لأيام من القتل والتدمير والتهجير لم يشهد لها التاريخ مثيلا، خاصة أنها مازالت جاثمة على صدور الأبناء والأحفاد بعد الآباء، ذلك لأن الحدث الذي لم يكن عاديا كما يقول المؤرخون، وشرد شعب عن أرضه، لم يتوقف مسلسله حتى يومنا هذا .
ويستذكر أبو عدنان مسعد (80 عاما) من بلدة الكساير، لاجئ مع عائلته في مخيم برج الشمالي جنوب لبنان قصته مع النكبة قائلا 'دخل المسلحون الإسرائيليون علينا وهم مدججون بالسلاح، وأطلقوا النار علينا وهدموا منازل المدنيين العزل دون رحمة، ارتكبوا المجازر وقتلوا الأطفال بدم بارد'.
وفي مكان آخر من مخيم الرشيدية قرب مدينة صور، قال الحاج أبو عمر ظاهر 'أنا استعد للمشاركة في الحملة التي ستنطلق اليوم من لبنان إلى الحدود، سأتنشق هواء فلسطين، وسأطلق نظري إلى الديار التي هجرت منها قبل 63 عاما، حيث لا يستطيع أحد أن يمنعني من هذه النظرة التي تغص حسرة'.
وتزينت المخيمات الفلسطينية في لبنان بالأعلام الفلسطينية، ونقشت على جدران منازلها عبارات أكدت حق اللاجئين في العودة ، وخصت أزقة المخيمات بشيوخ ورجال عاشوا النكبة بتفاصيلها المريرة، ويتذكرون بصمت حسرة تهجيرهم قسرا عن ديارهم، لكنهم ورغم آلام الماضي يرون الأمل والعزيمة في عيون الأطفال وإرادة الشباب بأن الحق لا يموت مهما طال الزمن.
وتروي أم سمير قدورة 85 عاما شاهداتها عندما أجبرت مع أهلها ترك منازلهم واللجوء إلى لبنان وتقول 'أطلقوا علينا النار، وهددوا بقتلنا وتدمير بيوتنا، والاعتداء علينا، خرجنا من منازلنا إلى لبنان لحماية النساء والأطفال والمدنيين العزل بعد ما تناقلته الأخبار عن مجازر في قرى ومدن فلسطينية'.
وقال الحاج أبو عمر الأسعد لاجئ في مخيم برج البراجنة لـ'وفا' عن سنوات النكبة العجاف 'سنوات قاسية نعيشها منذ العام 1948، وحياة قاسية نعيشها منذ ذلك الوقت في مخيمات البؤس واللجوء بانتظار استعادة حقوقنا الوطنية والإنسانية بعودتنا إلى ديارنا'.
وأضاف 'لن ننسى اللحظات الرهيبة التي عشناها عندما أشهرت العصابات الصهيونية بنادقها على صدورنا، ونسفوا منازلنا ودور العبادة، وأطلقوا النار على المدنيين العزل وأجبرونا على الرحيل'.
وتقاطعه الحاجة أم إسماعيل معروف 'أنا من بلدة دير القاسي، وأعيش لاجئة منكوبة في لبنان، حقنا في الحياة وفي وطن حر مستقل هو الحل الوحيد لنكبتنا'.
وأضافت 'لا سلام ولا استقرار بالمنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية ودون أن يمنح شعبنا حقه الطبيعي بحياة حرة كريمة كباقي شعوب العالم'.
كثيرة هي الخواطر في نفوس اللاجئين من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، وغزيرة هي المشاعر التي يصعب وصفها في لحظات الحسرة والألم، لكنها حتما ستبقى حية مادام شعبنا لم يســــــتعد حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصــــمتها القـــدس وعدوة اللاجئين إلى ديارهم.