جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
إن من يتجه إلى التحقق من اسم هذه العائلة في سجلات المحكمة الشرعية، يجد أن هذه العائلة كانت تنسب لابن حبيش وهو الجد الرابع للشيخ البديري، وقد عرفت بهذا الاسم على ما يبدو في القرن الحادي عشر ومعظم القرن الثاني عشر الهجري، وبعد شهرة الشيخ محمد، الذي يعتبر حتى الآن العالم الوحيد لهذه الأسرة المعروف في القدس على الأقل فيما قبل القرن الثالث عشر الهجري/ القرن التاسع عشر الميلادي. لقد استوطنت عائلة ابن حبيش في القدس قبل الشيخ بمائة وخمسين إلى مائتي سنة، ولهذه العائلة جذور ضاربة بعمق في هذا البلد المقدّس، ويبدو أن الشيخ البديري ما هو إلا أحد الجدود المتأخرين لهذه العائلة، أن هذه المعلومات تتعارض مع ما أورده الدكتور إسحق الحسيني وعادل مناع من أن والد الشيخ جاء من المغرب وأن هذا الشيخ نفسه هو مؤسس العائلة البديرية في القدس وفلسطين. ومن خلال الاطلاع على عدة حجج في سجلات المحكمة الشرعية تعود إلى ما قبل مائة وأربعون سنة من وفاة الشيخ، ويمكن أخذ الملاحظات التالية منها: إن هذه العائلة عائلة ثرية وأن الثراء متوارث فيها وليس حادث في حياة الشيخ, وأن تمركز العائلة في الفترة المذكورة كان في منطقة باب حطة. ومما يلفت النظر تلك الألقاب التي وردت أمام أسماء أفراد عائلة البديري مثل، باشا، نقيب، وهذا يدلّ على المكانة التي تمتعت بها هذه العائلة، فلا يمكن أن تسجّل هذه الألقاب وبشكل رسمي في سجلات المحكمة اعتباطاً، بل كان لها مدلول على المركز الاجتماعي لهؤلاء الأفراد. وفي عصر الشيخ وفيما بعده أصبحت هذه العائلة تنسب إلى ابن بدير أي إلى الشيخ نفسه على اعتبار أن والده كان يسمى بدير، ثم أضيفت ياء النسبة على عادة العرب لتصبح عائلة البديري. وفي الجيل الثاني من أبناء الشيخ، وبالتحديد في الثمانينات من القرن الثالث عشر يلاحظ تداخل اسم عائلة حبيش مع اسم إسلامبولي و نازك، وأصبح يطلق عليها حبيش الإسلامبولي و نازك حبيش، أما كيف تم ذلك؟ وهل يوجد علاقة بين الاسمين؟ أم أنهما مختلفان؟ فهذا ما يلزمه الكثير من البحث والتنقيب.
المصدر: موقع بكرا