عبرت الحاجة الفلسطينية المهجرة فهمية الغول من مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر عن شوقها لقريتها المهجرة “الكفرين” قضاء حيفا، وقالت الحاجة انه خلال مسيرة العودة الثانية عشرة التي قام بها فلسطينيو 48 أول أمس بالقول “ولدت في الكفرين عام ،1937 لا أذكر في أي يوم بالتحديد، لكنني لا أنسى يوم قامت القيامة وهجّرنا من حبيبة الروح إلى أم الفحم. رافقت والدتي وأبي وأعمامي وأخوالي في تلك الليلة. خرجنا على عجلة من أمرنا ونحن حفاة وخائفون بعد محاصرة البلدة من قبل العصابات الصهيونية”.
وأشارت إلى أنها تزور الكفرين كل عام برفقة أبنائها وأحفادها منذ عشرات السنين، لكن حنينها يزداد لهيبا عاما تلو عام. وتابعت والدمع يغالبها “وربي يسامحني أنا سيدة متدينة ومشتاقة جداً لزيارة قبر النبي الكريم في المدينة المنورة، لكنني مشتاقة أكثر للعودة للكفرين والعيش فيها ولو ليوم واحد وأدفن في ترابها، فالوطن غال ولا تعادله كنوز الدنيا”. وأكدت أن الشوق للكفرين مرتع طفولتها يحرق فؤادها وهي تستذكر أيامها الحلوة وأن أكثر ما يلوعها الحنين لأعمامها وأخوالها ولزميلاتها اللاتي تفرقن في بقاع الدنيا.
تتنهد عميقاً وهي متكئة على عكازتها، وتضيف “كلما زرت الكفرين تتعالى ألسن لهب الشوق لها فأحاول إطفاءها بنظم بعض القصائد والأهازيج فهي تخفف وزر الاشتياق الذي يثقل القلب ويعذب الروح، ويوم الأربعاء كنت أرحّب بالوافدين للكفرين بعدما غمرني شعور جميل ونحن على ترابها وأحسست أنهم حلوا ضيوفا علينا. تراودني الذكريات كأنها بالأمس وهي على التخوم الفاصلة بين الحلم والعلم”.
ولفتت الحاجة فهمية التي هجرت وهي بالثانية عشرة من عمرها أنها كانت ابنة لعائلة ميسورة الحال تمتلك أراضي مترامية الأطراف في الكفرين ترفل بالنعيم قبل أن تتحول لمجموعة لاجئين تعدم كل شيء في ليلة واحدة خلال النكبة.
وتقول إنها لم تجد من يحب السلام ويتمناه أكثر منها كأم وجدة لأحفاد، لكن كل أنواع الحلول والتسويات التي تفرط بحقها بالعودة لبلدتها ستنهار ولا تستحق أن تسمى سلاماً. وتتساءل “كيف ننسى ونرضى ونحن نرصدها من شرفة البيت كل صباح؟.. أهي حلال على مهاجرين من روسيا والأرجنتين وحرام علينا نحن أصحاب الدار؟ لماذا إذن أسامح من سرق مني الروح.. بالنسبة لي العودة أكثر من حلم، فمن لا أرض له لا عرض له”.
المصدر: شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية