أصل المسمية الكبيرة
سميت قرية المسمية بهذا الاسم نسبة إلى قرية صغيرة في حوران بسوريا تدعى (مسمية) وهي بلدة صغيرة تبعد عن مركز أزرع مسافة صغيرة. ويبدو أن جماعة من سكانها تركوا ونزلوا في الأيام الماضية هذه البقعة من بلاد غزة ودعوها باسم بلدتهم القديمة.
ويرجع سبب تسميتها بالمسمية الكبيرة نظراً لوجود قرية أخرى باسم المسمية الصغيرة كانت أصلاً جزءاً من القرية المسمية ونظراً لحدوث خصومات بين عائلات القرية وخاصة بين آل مهنا، وآل الحوراني، اضطرت عائلة آل الحوراني وهم من عرب المحاميد إلى الرحيل إلى بقعة تبعد عن المسمية الكبيرة ثلاث كيلو مترات لجهة الشرق ،و بنوا منازلهم وسميت باسم المسمية الصغيرة، وتبلغ مساحتها 6478 دونماً، وبلغ عدد سكانها 530 عربياً مسلماً عام 1948 م. ولا يوجد بها مدرسة وإنما يتعلم أبناؤها في مدرسة المسمية الكبيرة، وقد امتد العمران حتى أصبحت القريتان قرية واحدة تقريباً عام النكبة 1948 م بعد أن زالت أسباب الخلاف بين آل مهنا وآل الحوراني وتصاهرت الأسرتان .
وليس غريباً ان تسمى قريتنا باسم قرية في بلاد حوران في سوريا ، لأن السكان إبان الحكم العثماني كانوا يتنقلون من مكان للآخر بحثاً عن طلب الرزق في أرجاء دولة الخلافة في الوطن العربي، وذلك اعتقاداً منهم بأن البلاد بلاد الله وحيثما يجد المسلم الخير يقيم تطبيقاً لقوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) وكان من عادة الناس الذين يتنقلون من مكان إلى آخر تسمية المكان الجديد باسم بلدتهم القديمة اعتزازاً بها وافتخاراً وتقديراً ، وهناك كثير من المدن تكررت أسماؤها في عدة بلدان عربية منها طرابلس في لبنان وليبيا ، وصور من لبنان وعُمان وغيرها.
أما نشأة القرية ، فتشير المصادر إلى أنها حديثة العهد ، فقد ورد أنها أنشئت منذ حوالي ثلاثمائة عام ، إذ أن المدقق في أجيال عائلات المسمية كعائلة ياغي مثلاً يرى أن عشرة أجيال تعاقبوا من هذه العائلة حتى الآن في المسمية مما يجعل إنشاؤها يقارب 300 سنة على الأقل .
بينما يرى مؤلف كتاب معجم بلدان فلسطين ، وهو محمد محمد شراب، أن المسمية أنشئت في الثلث الأول من القرن التاسع، أسسها عرب قدموا من المسمية في حوران - سوريا - وأطلقوا عليها اسم بلدتهم .
وقد ورد اسم المسمية في كتب الرحالة الأجانب الذين زاروا فلسطين والأردن فقد ذكر الرحالة و.م. تومسون والذي قضى ثلاثين عاماً في سوريا وفلسطين متجولاً بين بلدانها وكتب كتاباً عن الأرض والكتاب ويقصد بالأرض فلسطين وبالكتاب التوراة (العهد القديم) والإنجيل العهد الجديد وكتب عن المسمية ما يلي :
زار أسدود متجهاً إلى غزة ثم ذكر عن المسمية التي زارها وقضى فيها ليلة وذلك في عام 1857م فقال عنها: (المسمية وهي القرية الزراعية الكبيرة التي تزدحم بيوتها المصنوعة بالآجر (الطين ) إلى جانب بعضها البعض .وقضيت ليلة إلى جانب القرية ، وقد أدهشني أن الحياة دبت في القرية منذ طلوع أضواء الصباح الأولى ، حتى بدت كأنها خلية نحل ،ورأيت أهلها يخرجون منها زرافات زرافات وأمامهم الجمال والخيول والبغال والحمير والأبقار والشياة والماعز، حتى الدجاج. كان الصخب عنيفاً وكانت تلك الجماعات تتجه هنا وهناك ، ولم تلبث حتى غابت في السهل الواسع وراء الضباب الكثيف.
أصل عائلة أبو زعنونه
أصل عائلة ((أبو زعنونه)) من شمال العراق حيث هاجرت هذه العائلة وعلى رأسها الجد الأول محمد أبو زعنونه وأولاده الثلاثة حسين ومحمد وأحمد إلى مدينة الخليل في فلسطين ومن ثم انتقلت من مدينة الخليل إلى قرية المسمية والتي تقع على ساحل فلسطين حيث استقروا فيها.