ناجي السعدي
وكان ينضم الى رواد المقهى في بعض الأوقات ، رجل اسمه ناجي السعدي . وكان هذا الرجل قارئا كاتبا . بينما هم كانوا أميِّـيـن في معظمهم ، لا يقرأون ولا يكتبون . لذلك ، كان ناجي أكثرهم متابعة لأخبار السياسة ، المحلية منها والخارجية . وأكثرهم قدرة على سبر أغوارها وكشف خفاياها . وكثيرا ما كانوا يطرحون عليه الأسئلة ، حول بعض ما استمعوا اليه للتوّ في نشرة الأخبار . فيشرح لهم ما استعصى على أفهامهم ، ويتنبأ لهم بما سيكون في مستقبل الأيام . وكان هو من أوائل القائلين : ضاعت فلسطين ! ..
بعد النكبة بسنتين ، وكنت حينئذ في بيروت ، رأيت ناجي السعدي من بعيد . كان يبيع علكة التشكليتس على باب ادريس ! شئ لا يُصدّق . أتكسرُ النكبة رؤوسَ الرجال الى هذا الحد ؟ للقارئ الكريم أن يتصوّر مدى الخراب الذي أحدثـته الهزيمة في صدر هذا الرجل ،
وربما في رأسه أيضا .
كتاب: قرية الزيب كما عرفتها
أحمد سليم عودة