الحسيني، حسين أفندي: (1257-1327ه/ 1841-1909م)
(القاضي في صور وحيفا والخليل في أواخر العهد العثماني، وأحد علماءغزة وأعيانها، ونقيب الأشراف فيها مدة قصيرة.)
ولد في غزة، وتربى في حِجر والده الشيخ أحمد محيي الدين وأمه عائشة أخت الشيخ عايش الوحيدي، شيخ عربان غزة، حتى صارت له معرفة في التاريخ والآدب والنظم والنثر. توجه إلى مصر مع والده الذي كان عزل عن وظيفته سنة 1282ه/1865م. وقد أمرت الدولة بإعدام حسين مع الشيخ سليمان الهزيل، شيخ عرب التياهة، فبقي في مصر مدة حتى استحصل على العفو عنه بوساطة إسماعيل باشا، خديوي مصر، وأعيان العلماء فيها. ثو توجه إلى الآستانة، وحاز فيها التوفيق والقبول، وأعاد وظيفة الإفتاء إلى والده، واستحصل على نيابة قضاء صور. فتوجه إليها ومكث فيها قاضياً ستة أعوام. ثم تولى نيابة قضاء حيفا ومكث فيها عامين. وعاد بعدها إلى غزة التي شهدت حركات ومفاسد كثيرة رحل بسببها إلى دمشق، ونزل مع والده عند الأمير عبد القادر الجزائري. ثم عاد إلى غزة سنة 1294ه/ 18777م، وعُين فيها عضواً ومستنطقاً في محكمة البداية. ثم رفع من ذلك، وعُين فيما بعد رئيساً لمجلس البلدية في أول فترة تأليف المجلس، ثم ألغي ذلك المجلس أعواماً عدة. ولزم حسين مصالحه وأملاكه، وتعاطى مزارعه وأشغاله، وتملك أراضي في عدة قرى، واشترى بيارات في يافا، وأنشأ في جورة عسقلان بيارة حسنة، ومثلها في قرية دير البلح. ثم لزم ديوانه، لكبر سنه وبسبب مرضه مدة طويلة. وعين متولياً على وقف حسين باشا مكي، لأن جدته من ذريته، وتوجهت عليه وظيفة قائمقام نقيب السادة الأشراف. ثم صار يحب العزلة والإقامة في بياراته في قرية الجورة لحسن موقعها وطيب هوائها، وبقي فيها حتى توفي هناك ضحى يوم الأحد الموافق 13 شعبان 1327ه/ 30 آب (أغسطس) 1909م. ونقل إلى غزة ودفن في موضع مجاور لداره.
له نثر ونظم لم يُحفظا ولم يُجمعا، ورسالة في الحرية. وقد رثاه الشيخ محيي الدين عبد الشافي. ولم يخلف ذكوراً غير ولده محيي الدين باشا، الذي تولى نقابة الأشراف مدة قصيرة وتوفي سنة 1348ه/ 1929-1930م.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع