(المفتي في غزة، وأمين الفتوى في القدس في أوائل القرن التاسع عشر.)
هو أحمد بن الخواجا محمد زايد الحنفي الغزي. أخذ فقه المذهب عن إبراهيم الصحابي الغزي في بلده، وذهب مرتين للمجاورة في الأزهر، فأخذ العلوم عن أعلامها مثل الشيخ حسن الجبرتي، ثم رجع إلى بلده. وكان أحد علماء غزة، ومدرساً فيها، فلما شغرت وظيفة الإفتاء ترشح لها وعُين فيها فعلاً سنة 1211ه/1796م على الأرجح. وبقي في وظيفته تلك حتى سنة 1213ه/1798م فرفع منها وتولاها بعده العلامة الشيخ عبد الرحمن التمرتاشي.
ارتحل الشيخ أحمد إلى القدس، وتولى فيها أمانة الفتوى. وكان المفتي فيها حينئذ حسن أفندي الحسيني، فجمع فتاويه الحسنية القدسية ونقحها وهذبها وحررها ورتبها ووضع ديباجتها. وبقي يساعد المفتي، الذي كانت الأسئلة تأتيه من سائر البلاد، فيجيب عنها والشيخ أحمد يجمعها ويرتبها. وكانت وفاة المفتي حسن أفندي في القدس سنة 1224ه/1809م.
كان الشيخ أحمد في أول حياته صاحب ثروة عظيمة ورثها عن واله لأنه كان من أعاظم تجار غزة، ثم إنه أنفق معظم أمواله، وضعفت حاله، ولا سيما بعد انتقاله مع عياله إلى القدس. وقد ألمّ مرض عضال به فقيل إنه كان دائماً يدعو الله ألاّ يطول المرض به حتى لا يستثقلوه. فدخل حمام الشفا في بيت المقدس، واغتسل، فخرج وصلى، ثم توفي عقبها على دكة الحمام، فجأة – وكانت وفاته تخميناً سنة 1221ه/1806م.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع