زعيتر، عمر أفندي: (1872-1924)
(رئيس بلدية نابلس في إبان الحرب العالمية الأولى وفي بداية فترة الإنتداب البريطاني، وكان قبل ذلك أحد أعضاء «الجمعية الحمادية» المنافسة لآل طوقان في نابلس في أواخر العهد العثماني، وعضو مجلس الإدارة العمومي في بيروت، ومن أعيان المدينة البارزين.)
ولد عمر أفندي زعيتر في نابلس، وفقد أباه وهو صبي صغير، فرعاه عمه الفقيه العالم الشيخ محمد زعيتر. وبعد إتمام دراسته الإبتدائية، تلقى علوم العربية والفقة على أشهر علماء نابلس، ونال إجازة التدريس من أستاذه العالم الشيخ موسى صوفان القدومي.
عُين مدرساً في المدرسة الرشيدية في نابلس، ورشح نفسه لمنصب الإفتاء في المدينة لكن الحكومة العثمانية عارضت تعيينه في ذلك المنصب. فعُين في محكمة الحقوق في نابلس فكتب لابنه عادل، الطالب في إستنبول، معاهداً نفسه على «إحقاق الحق وقمع التزوير». وانتُخب عضواً في المجلس البلدي، فعضواً في مجلس إدارة نابلس سنة 1914. ثم انتُخب ممثلاً لنابلس في المجلس العمومي لولاية بيروت سنة 1915. وكان المجلس العمومي أشبه بمجلس نيابي للولاية، وقد أُلّف بعد إعادة الدستور سنة 1908. ثم انتُخب رئيساً للجنة النافعة (الأشغال) والزراعة، وعُرف عنه مطالبته بحقوق منطقته في المشاريع العمرانية.
وكان الحاج توفيق حماد رئيساً لبلدية نابلس في أواخر العهد العثماني، ثم انتقلت إلى غيره من الصف المنافس. وعين عمر أفندي لرئاسة البلدية في أواخر الحرب العالمية، وكان فيها لما احتل الإنكليز البلد. ويروي بقلمه تفصيلات أحداث تلك الأيام في رسالة بعث بها إلى ابنه أكرم زعيتر في القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) 1918. ففي صباح يوم الجمعة، 3 تشرين الأول (أكتوبر)، قرر الأتراك الإنسحاب من المدينة، وأوكل المتصرف إليه إدارة شؤون الحكومة المحلية. فلما اقترب جيش الإنكليز من المدينة سلمها رئيس البلدية من دون قتال. وشاهد القائد الإنكليزي إدارة أمور المدينة بنظام قبل دخول الإنكليز إليها، فخاطب عمر أفندي قائلاً «أنت الحاكم المسؤول لدى الحكومة الإنكليزية.» وألّف عمر أفندي حكومة محلية برئاسته، تقوم بإدارة شؤون المدينة، فعُين الحاج نمر أفندي حماد مدير تحريرات، أي رئيس ديوان المتصرفية، والشيخ رشيد البيطار قاضياً شرعياً، وآخرون من علماء نابلس وأعيانها لدواوين المعارف والصحة والمال وغيرها. ودامت هذه الحكومة المحلية شهراً واحداً فقط، ثم عُين المستر كن حاكماً عسكرياً، وعاد عمر أفندي إلى المجلس البلدي الذي وسّعت صلاحياته.
وخلال تسلم عمر أفندي رئاسة البلدية تمت مشاريع تطويرية كثيرة، منها تحسين الإنارة والأحوال الصحية، وإنشاء دباغة ومسلخ في الجهة الشرقية، وغير ذلك من الأعمال. وكان توفيق حمّاد، حليف عمر أفندي وأحد أقاربه، رئيساً للجمعية الإسلامية – المسيحية في نابلس، فتعاون عمر أفندي مع تلك الجمعية ودعمها. وقد ساهم في تعديل سياسة جمعيتهم «الحمادية» السابقة في أواخر العهد العثماني، فسعى للتفاهم بين عائلات نابلس وجمع كلمتها. وما زال عمر أفندي في منصبه حتى توفي سنة 1924، فعُين عمر أفندي الجوهري، رئيس البلدية، قائمقاماً مكانه لكونه أكبر أعضاء المجلس سناً. وقد ورث دور عمر أفندي زعيتر ومكانته ولداه عادل وأكرم، وهما من أبرز الشخصيات الفلسطينية العاملة في الحقل السياسي والوطني في إبان الإنتداب البريطاني، وبعد زواله.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع