الباحث النشيط الذي يقوم بعمل النملة لتوثيق الذاكرة الفلسطينية ومخاطر إلغاء الجغرافيا
أجرى اللقاء رفيق بكري
في الطابق السفلي من بيته، الذي تحوّل إلى أرشيف لإصداراته التوثيقية لذاكرة شعبنا الفلسطيني بكل جوانبها التاريخية والجغرافية والتراثية، التقينا بالمؤرِّخ د. شكري عراف (أبو العبد) 77 عاماً ابن قرية معليا في أعالي الجليل.
استقبلني بحفاوة وكرم عربي أصيل، وفي غرفة الاستقبال كان يجلس ومن حوله الكتب والأوراق في كل زاوية ولكنه كان يعرف كل ورقة ومكانها، بعد ذلك علمت أن هذه الأوراق هي مسوّدات لكتاب يستعد لإصداره قريباً.
قبل السؤال والجواب بدأ أبو العبد يحدِّثني عن أهمية توثيق التاريخ الحقيقي في هذه البلاد وأثنى على ما تقوم به الحقيقة في زاويتها الأسبوعية ذاكرة وطن، إلاّ أنه لم يُخفِ قلقه عندما تحدّث عن المحاولات المتكررة لمحو ما يسميه الجغرافيا الفلسطينية لهذه البلاد.
قال لي: تفضّل معي إلى مكتبي في الطابق السفلي. توقّعت أن أدخل إلى غرفة مكتب صغيرة فيها طاولة ومقعدان، وعندما دخلت كانت فعلاً تلك الطاولة بمقاعدها الأربعة، ولكن من حولها الخزائن والرفوف التي تعجُّ بالملفات والكتب، ومقابل مكتبه غرفة واسعة جداً مليئة بالكتب والموسوعات والملفات التي تحتوي على أبحاث كثيرة جمعها وأرشفها د. عرّاف بنفسه على مدار سنوات طويلة بعمل النملة.
التغيّرات التي نشأت ألغت التاريخ الجغرافي لفلسطين بشكل قاطع
بدأ د. عرّاف يروي لي بشغف وبنبرات صوت قوية فيها روحٌ شابّة، وطاقة وحيوية ونشاط استمدّها من إيمانه الكبير بأبحاثه وكتبه القيِّمة.
بدأ أبو العبد يروي لي دون أن تظهر عليه أي علامة تعب وقال: هذا الذي تراه هنا هو جزء من الأرشيف الذي أمتلكه في بيتي، هنا في هذا الأدراجْ توجد خرائط وكل دُرج يحتوي على خرائط لمرحلة تاريخية معينة. فتح أبو العبد الدرجْ الأول وقال: إذا بدَّكْ أولْ خريطَة علميِّة رسمتها فرقة لاستِكشاف فلسطين سِنة 1870، كل هذه الخرائط هي أساسْ لكل الخرائط اللي رُسِمت وبعدين تسجَّلت في دائرة المساحة إن كانت فلسطينية أو إسرائيلية، أما في الدُرجْ الثاني هنا ترى خرائط بِمقياس رسِم واحَدْ لَميت ألف إمتِدادي، هذه الخرائط ممكن أن تنفَع لأيْ دِراسِة، إذا بْتوخُذْ مثلاً مدينة (صفد) وتقدّم هذه المعطيات لإنسان اختصاصي مع الأدوات العلمية القياسية اللازمِة، تستطيع أن تجد ما هي التغيّرات التي نشأت في إلغاء التاريخ الجغرافي لفلسطين بشكل قاطع.
قلت: من المفضّل أن نقول محاولة إلغاء التاريخ الجغرافي لفلسطين؟..
أبو العبد: لالالا هي ليست محاولة، بل ألغَتْ التاريخ الجغرافي لفلسطين، وسأنشر عن ذلك في صحيفتكم الحقيقة قريباً.
إيلان بابي كتب عن التطهير العرقي وأنا اشتغلت على التطهير الجغرافي
وبصراحة اسم شكري عراف يُذكر في كتب الباحثين الإسرائيليين وأُعرَّف على أنني من الباحثين المُتزمِّتين على أنني ضد النظرية الصهيونية .... هُنِّي كان عندهم تطهير عِرقي كتب عنه د. إيلان بابي في كتابه الأخير بعدين طِلع بابي على لندن لأنّو ما لاقى مَحلّو هون، وواحد مثله لا يستطيع أن يجد مكاناً له في مثل هذا البلد، فإذا كان هو كتب عن التطهير العرقي، فأنا اشتغلت على التطهير الجغرافي، ولكن لم تلق دراساتي بهذا الصدد الاهتمام والعناية الكافية حتى الآن.. صدرت مقالات كثيرة عن كتبي في الخارج ... في بيروت وحتى في كندا، ولكن للأسف هنا في هذه البلاد لا يوجد باحثون في هذا المجال وأرجو أن لا أكون الباحث الوحيد.
نعتمد في دراساتنا على إحداثيات وضعتها فرقة استكشاف فلسطين رغم بعض الأخطاء فيها
وتابع أبو العبد حديثه وقال: إذا خذنا الدُّرج الثالث فيه خرائط من نوع آخر أكثر دِقّة 1 إلى عشرين ألف، يعني على سبيل المثال هذه الخريطة ليافا وتل أبيب وهي إنتدابية المرحلة والتاريخ، ولذلك تستطيع أن تستعيد هنا جميع أسماء البلدات الفلسطينية العربية في تلك الفترة.
في الدُّرج الرابع هنا خرائط مقياس 1 إلى 250 ألف للمواقع السياحية في فلسطين. وهنا في الدُّرج الأخير توجد خرائط لكل بلدة على حِدة ولكل شارع، يعني خرائط تفصيلية لقرانا وبلداتنا العربية... فإذا أخذنا بشكل عشوائي هذه الخريطة مثلاً وهي لمعلوت، أُنظُرْ هُنا، مكتوب عليها فقط (معلوت) وباللغة العبرية ولم يكتب اسم ترشيحا بالمرّة رغم أن هناك يوجد مجلس بلدي مشترك.. ولهذا يمكن الحديث كثيراً عن الأدراج الخمسة لأنها مصدر معلومات أساسي لإجراء الأبحاث عن تاريخ هذه البلاد، إذاً فإن تعيين ما يسمّى بالإحداثيات (خطّْ الطول والعرض) المحلي وضعته فرقة استكشاف فلسطين التي لا نزال نعتمد عليها حتى الآن رغم بعض الأخطاء هنا وهناك إلاّ أنها تعطينا صورة كاملة عن جغرافية المكان.
القرى المهجّرة أسمّيها القرى المهجّر أهلها لأن مكان القرية ومعالمها لا تزال موجودة
توجّه أبو العبد إلى مكتبته وقال: إذا انتقلنا إلى زاوية الدراسات القروية، فهنا جانب بسيط من الدراسات القروية التي تحتوي على دراسات لعدد من القرى، وقد أصدرت كتاباً حول هذا الموضوع باسم (القرية العربية - مبنى واستعمالات أراضٍ) صدر لأوّل مرّة عن جمعية الدراسات الفلسطينية التي أسسها المرحوم فيصل الحسيني، وأعتقد أن هذا الكتاب أصبح حجر الزاوية لكل الدراسات القرويّة الريفيّة الفلسطينية، وفيه تَعْدادْ القرى والبلدات الفلسطينية، فيه اسم البلدة وعدد سكانها منذ سِنة 1596 وهذه هي أقدم إحصائية لسكان المدن والقرى في فلسطين منذ الدولة العثمانية وبعد قيامها بثمانين سنِة.. ونجد أيضاً في الكتاب إذا كانت قرية قد هدمت عام 1948 يمكنك أن ترى اسمها وعلامة محوها ومكانها ترى اسم المستوطنة اللي بنيت على أنقاضها..هذا الكتاب كما قلت أعطانا أساس لكل الدراسات اللي جاءت بعده حول القرى المهجّرة والتي أسمّيها (ألقرى المهجّر أهلها)، لأن القرية ومكانها لا يزال موجوداً فلو أخذنا الكويكات والمنشية والغابسية وعمقا، فالموقع بَعدو موجود، بَعِدْ في آثار، بَعِدْ في صَبِِرْ، بَعِدْ في جامِعْ، بَعِدْ في مَقبَرة، بَعِدْ بَعِدْ بَعِدْ . هذا ما أردت أن أقولو بما يتعلّق بالدراسات، وهناك كْثارْ من الشباب والصَبايا اللي تْوجّهولي هون وكمان من قِطاعْ غَزٍّة لمساعدتهِن بدراسات ووظائف حول هذه المواضيع.
وتابع أبو العبد: الصراحة أنا أحاول جاهداً إجراء هذه الدراسات لسبب بسيط إنّو إحنا اهتمّينا أكثر في الدراسات المدنية المدينيّة وأهملنا دراسات القُرى والأرياف.
حضارتنا تواجه خطر الزوال
قلت: شايِفْ هونْ في زوايا المكتب أدوات بيتية قديمة كمَحْمَصْ القهوة والقُفِّة والميزان؟... أبو العبد: أنت انتبهت إلى شيء مهم جداً أنت تأخذني بسؤالك إلى موضوع آخر... أنا من سِنة 1952 أهتم بجمع الآثار، فقد توجّهت إلى المدارس العربية مراراً وعرضت على المسؤولين مسألة هذه الحضارة التي تواجه خطر الزوال، وأنا شخصياً عملت في دور المعلِّمين والجامعة ولاحظت مدى جهل الطلاب بحضارتهم الماديَّة، وأقصد بالمادية كل شيء يتعلّق بالأرض بالإنسان بالبناء بالحجر وغير ذلك.
زوجتي روز قالتلي: روحْ بيعْ البيت واصدِرْ كتاب القريِة العربيِة الفلسطينية
وتابع أبو العبد: انظُرْ إلى هذا الكتاب لقد كان الكتاب الأول اللي أصدَرتو عام 1982 إسمو (الأرض والإنسان والجهد) وعلى الغلاف ترى رسم للمحراث والسلّم والرُمح. هذا الكتاب يتحدّث عن نقطة العرق التي تصبَّبت من جسم ومن جبين الفلاح الفلسطيني لكي يجبل التراب بها وينتج أنماط حياة معينِّة.
زوجتي روز في وقتها لمّا شافَتْ المادِّة قالَتلي: هيك بدّو يِطلع لِكتاب؟..قُلتِلها: بَلا هكذا.. قالَتلي: روحْ بيعْ البيت واصدِرْ كتاب القريِة العربيِة الفلسطينية...هذه حقيقة مُطلَقة ومِنشان هيكْ أنا أهديتها الكتاب وفي الصفحة الثانية كتبت: إلى زوجتي التي حاولت نقل حضارتنا القروية إلى رَعيلنا الثاني والثالث... بَتصوَّر أنها تستحق هذا التقدير لأنها ساعدتني كثيرْ وكانت تسافر معي للضفة الغربية ولقطاع غزِّة ولكل مكان، وعندما نزور القرى كانت هناك مجالس للنساء ومجالس للرجال، كانت حصّتها في العمل بين القطاع النسائي، وأنا بين القطاع الرجالي، وفيما بعد كنا نجتمع ونجمع ما سمعناه ونكتبه.
قلت لأهل المزرعة قناة الباشا بِتمُرّْ بأرضْكو تعالوا نِعمَل مشروع صغير
وقال أبو العبد باعتزاز: أنا لا أخجل أن أقول أنني واحد من اللي أسسو متحف إسرائيل. جاءني (شموئيل آبي تْسور) تلميذي سابقاً ومُعلِّمي لاحِقاً وقال لي: بَدنا نِجمع التراث المادي لهذا الشعب.. قلت له: أيْ شعب تقصد؟... صار يتأتئ ويقول: آ آ آ .. المهم في الأمر إنّو هذا الرجل هو الذي أوجد وخلق البطل عند اليهود اللي إسمو (الحضارة الماديّة)... هذا الأمر أثارني وحفَّزني لإصدار كتاب (الأرض والإنسان والجهد). اليوم في إشي إسمو بيت شموئيل آبي تْسور في متحف إسرائيل بالقرب من اليركون، هناك يمكنك الدخول على قسم (الإنسان وعمله) وبِتلاقي أدوات كثيرِة بَسْ شُكري عراف جمعها.. قضية ثانية يجب أن أتحدث عنها ومن الضروري أن تعرفها الناس، في بيت يجئال ألون في الجونيسار أنا أعطيت الطابق الثالث عن القرية العربية ومبناها بشكل مجسَّد لكل قرى الجليل ومحوسَبة أيضاً..... قلت لأبو العبد: يعني ما يشبه بِـ (جوجِلْ) شكري عراف؟... أبو العبد: الواقع هو كذلك، ولكني لم أذكر اسمي لأنّو المهم ليس اسمي بل ماذا عملنا، أنا إلى فناء وكلّنا إلى فناء والمهم ما نبقيه من أثر.. دعني أعطيك مثل على ذلك: في بلدة (رِجْبا) قرب المزرعة يوجد محلّْ أثري أطلقوا عليه اسم (بَرَشاتْ مايِمْ). توجّهت كثيراً لأهل المزرعة وقُلتلهُم: قناة الباشا بِتمُرّْ بأرضْكو تعالوا نِعمَل مشروع صغير عن الموضوع هذا ممكن أن يحفظ التاريخ لاولادكو، خاصة وأن مدرسِتكو تقع بالضبط على القناة... بسْ ما حدا سِمِعْ منّي ولا ردّْ علينا.. هذا المشروع كان ممكن يدِرّْ عليهُم ملايين الشواقل من السياحة، فيه ممكن نِحكي عن المياه في المنطقة وكيف المطاحِنْ كانت تِشْتغِل على المَيْ، لكن للأسف هذا لم يحدث حتى الآن.
لما بتقول لواحد إنتي جَمَلْ المَحامِلْ بِقُلك:بالأوّل فَرْجيني جَمَلْ حتى أفهم عليك
وتابع أبو العبد: أعطيك نموذج آخر.. إحنا اليوم بصدد أن نقيم متحف محلي في معليا، يعني قضية إقامة المتاحف في كل بلد وبلد مهمة جداً.. هذا الكتاب اللي تحدّثنا عنه قبل قليل واسمه (جناح الإنسان وعمله) وهو عبارة عن معرضي القائم في متحف إسرائيل.. في هذا الكتاب وضعت الأشياء كما هي بالصور أُنظر مثلاً إلى الكتاب .. هذا جُهد الحيوان، وإذا فتحنا صفحة أخرى في الكتاب، هنا نتحدّث عن النبيذ والزيت، وإذا قلبنا الصفحة التالية نجد وسائل النقل المختلفة عالجمل عالحمار عالبغل ألخ. بمعنى آخر أنا حاولت توثيق حضارتنا المادية عن طريق جمع الآثار وزيارة كافة الأماكن الأثرية من أجل نقل الحضارة للأجيال القادمة.
قلت أنت تحدثت عن إقامة المتاحف ونحن نرى المواقع الأثرية تهدم يوم بعد يوم وتباع لليهود ليبنوا البيوت والفيلاّت الجديدة بها؟...
صار أبو العبد يصول ويجول في كل زاوية من أرشيفه ويشرح لي عن أعماله وأبحاثه وعن كثير من المواد التي جمعها وتنتظر خروجها إلى النور من خلال دراسة أو بحث أو كتاب، ثم توجه إلى زاوية في المكتب وقال: هذه لوحات ألومينيوم صدرت في كتاب (المثل الشعبي) الذي يحتوي على أكثر من عشر آلاف مثل شعبي وأنا أطلقت عليه اسم (المثل الشعبي بين المتحفية والاستمرارية).. في أمثال قديمة يعني إذا بقُللك مثلاً :إنتي جَمَلْ المَحامِلْ .. بِتقُللي : بالأوّل فَرْجيني جَمَلْ حتى أفهم عليك.. حتى ولاد النقب اليوم بِعْرَفوشْ كلهُم الجمل لَحتى يْروحوا على متحف (جو الون) اليهودي وهناك بتعرّفوا على الجمل وعن كل الأدوات القديمِة... بمعنى آخر إحنا ناقِصنا قيادِة تفهم أهمية الحفاظ على مقدّساتنا وعلى تراثنا المادي.
إسرائيل ببرنامجها التطهير العرقي نجحت في مصادرة أسماء البلدات العربية في كتبها وموسوعاتها
ثم قال أبو العبد: أريد أن أتحدّث عن كتاب (المواقع الجغرافية في فلسطين – ألأسماء العربية والتسميات العبرية) اللي أصدرتهُ مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت بتمويل الشيخ أحمد زكي اليماني وزير النفط السعودي سابقاً... ماذا يحوي هذا الكتاب؟.. هنا تتجلى قضية التطهير العرقي للإنسان الفلسطيني.. إسرائيل حاولت من قبل قيامها وما زالت تعمل على التطهير العرقي، وبقي عليها أن تحاول تكملة برنامجها هذا في الضفة بعد أن نجحت في ذلك هنا. نجحت في ذلك من خلال مصادرة الأسماء العربية في كتبها وموسوعاتها وفي صحافتها على اختلاف أنماطها، يعني لا يوجد اليوم أي كتاب عِبري تعليمي أو غير تعليمي يَذْكُرْ أي اسم عربي، ولذلك بدأت ومنذ عام 1952 لأرصد هذه الأمور.
ما حدث في هذا الوطن لم يحدث في العالم كله
وتابع أبو العبد: هنا في هذا الكتاب تجد مثلاً زاوية (الجِبال)، الاسم العربي للموقع، اسم الجبل بالعربي وبالإنجليزي وحتى ما أسموه اليهود فيما بعد باللغة العبرية، ثم الإحداثيات (خطّْ الطول وخطّْ العرض) إلى أين يمتد ومعلومات شاملة عن هذا الجبل من كل النواحي.. في هذا الكتاب شرح مفصّل عن الشوارع وعن الخِرَبْ، والقُرى والمدن والمَغاوِرْ والصخور وكل ما تريده عن البلاد وتضاريسها... كل هذه المواقع قامت إسرائيل بتغيير أسمائها ومصادرتها إلى العبريّة. أنا أتحدّث عن واقع تاريخي مُعاشْ.. ما حدث في هذا الوطن لم يحدث في العالم كله... وأنا أسأل هنا الإسرائيليين: لماذا غيّرتُم كل الأسماء العربية؟ أتريدون محو كل شيء!.. في هذا الكتاب أحاول أن أكشف وأفضح النيّة التي لا تزال مبيَّتة لنا.
البُعد المُخيفْ جداً أننا اليوم نعيشْ في جُغرافِيتين داخل وطن واحد
قلت هل يمكنك أن تعطيني أمثلة على ذلك؟... أبو العبد: أبسط شيء أعطيك إيّاه اسم (جبل الجرمق) الذي أصبح (هارْ ميرون)، ووادي العامود أصبح (ناحَلْ عَمودْ).. وبحيرة طبريا أصبحت (الكنيرِتْ)... أما بالنسبة للبحر المتوسط، فاليوم صدرت خريطة من شخص يسمّى بِمدير دائرة الخرائط في إسرائيل ترى كل الأسماء الموجودة في قلب الخريطة المعلَّقة باللغة العبرية، يعني لا يوجد كلمة (البحر الأبيض المتوسط) يوجد بدلاً منها (هَيامْ هَتيخون بالأحرف العربية)، هذا خطير جداً، وأقول بصراحة لقد تحدّثت قبل يومين فقط في اجتماع في كوكب أبو الهيجاء، أنه يجب وضع الكتاب الذي أصدرته عن كوكب في كل مكتبة عامة من المكتبات في القرى العربية لكي نوجِدْ ونحقِّقْ الجُغرافيا رقم 2 التي تُناقَضْ الجغرافيا رقم 1 التي وضعتها حكومة إسرائيل.
على لافتاتهم تتغيّر بلدة (البياضة) إلى (البيادة) فتتحول الضاض إلى دال
هذا بُعد مُخيفْ جداً لأننا اليوم نعيشْ في جُغرافِيتين داخل الوطن.. فكيف يمكن أن تفسر إذاً مشكلة اللافِتاتْ.. فأنا من الذين يحاضرون كثيراً في مسألة ما يسمى بِـالنَقْحَرَة أي النقل الحرفي، في أسماء الشوارع وأسماء المدن.. مثلاً: بدل الخضيرة ترى على اللافتات (حَديرا)، مثلاً بلد إسمها البيّاضة بالقرب من أم الفحم يكتبون على اللافتة (البيادا) بالأحرف العربية.. فكيف يمكن أن تتحول الضاض إلى دال.
إذا كان بعض من بعض ما أكتب يؤثر على بعض من بعض من شعبي فأنا أكون قد نجحت
قلت: المؤسسة الحاكمة معنية بأن تندثر الأسماء العربية وتُنسى لأن مصلحتهم تتطلب ذلك.. إلى أي مدى يؤثِّر ذلك على ذاكرتنا نحن وذاكرة الأجيال القادمة؟...
أبو العبد: سؤالك رائع جداً.. إذا كان بعض من بعض ما أكتب يؤثر على بعض من بعض من شعبي فأنا أكون قد نجحت... أتحدَّث عن أثَري أنا.. فقد علَّمت في دار المعلِّمين وأُعطي مساقات عديدة في الاستكمالات المدرسية، إنني أرى بالمعلم (وكيل تغيير).. إذا كان المعلِّم جاهلاً فَشعبي جاهل، قدّمت آلاف المحاضرات في القرى العربية، ولا أنكر عليك لقد كنت أوّل من قام بالعمل التطوعي في البلاد وبعدي جاءت الحركات السياسية، قمت مع شباب معليا وبهذه الذراع بتعزيل عشرات عربات النفايات من القرية، ولهذا علاقة بتعزيز روح الانتماء.
نْسينا إنّو تسومِت جولاني كانت مفرق مَسكَنة
وتابع أبو العبد: هناك أخطاء شائعة ونسيان للغتنا العربيِّة الجميلة.. نسمع مثلاً شخص يرتِّب للقاء صديقه فيقول : لاقيني على تْسومِتْ جولاني.. وَلَك ياعَمّي شو هايْ تسومِت جولاني.. برجع وبِقول: عِند المجْدونالدز... ضايعينْ إحنا ياعَمّي لإننا نْسينا إنّو تسومت جولاني كانت (مفرق مَسكَنة)، يا سيِّدي العزيز نحن نجهل ذواتنا.....
أنا مسؤول عن هذا التوثيق رضوا أو لم يرضوا ومِشْ على كيفْهِنْ
بدأت العمل على موسوعة جديدة اسمها موسوعة (المستوطنات اليهودية)، كل المستوطنات من سنة 1878 حتى هذا اليوم وأنا أعني ما أقول.. أنا مسؤول عن التوثيق العربي رضوا أو لم يرضوا ومِشْ على كيفْهِنْ، هنا في كتاب (الخبز في الوسط العربي)، وهكذا أنقل حضارتي للأغيار أتحدّث عن (قطعة الخبز من لحظة زراعتها حتى أكلها)، وهذا الكتاب ترجم للغة الإنجليزية لكي نصل بحضارتنا إلى الأجنبي أيضاً في كل جامعات العالم.
أعود إلى مقولتي وإيماني بدوائر ثلاث دائرة الأنا، والثانية هي دائرة اليهود التي أعيش معها، والدائرة الثالثة هي الدائرة العالمية التي ليس لي سيطرة عليها.
كوكب أبو الهيجاء جذرها في الأرض وفرعها في السماء
قلت: حدّثتني عن دراسة جديدة لك عن قرية كوكب أبو الهيجا؟..
أبو العبد: نعم إنه كتاب أسميته جذرها في الأرض وفرعها في السماء صدر لي قبل أيام معدودة، وأنا قلت للكواكبِة: بَدّي تعملو احتفال وتِدعوا عليه أعضاء كنيست وسلطات محلية وصحافيين عرب ويهود لكي نقول لهم جميعاً أننا على الخارطَة، ولكي يتعلّم أبناؤنا غداً في المدرسة عن مواقع أراضي القرية.
تطرقت في بحثي هذا لملكية أراضي القرية، واسماء مواقع الأرض ومصادرها، مثلاً أثر الجيولوجيا، وأثر الجغرافيا، وأثر التاريخ، والمقاسم (يعني تقسيم الأراضي إلى موارس ووو)، وغير ذلك.. وأنا سأكون سعيداً أكثر عندما سيدرْ الطلاب عن بلدهم ويخرجون ليروا حقيقة ما يتعلّمون على أرض الواقع. هكذا نكون قد ثبّتنا جذورنا.
ماذا نعرف عن اليهود مقارنة بما يعرفونه عنّا?!
قلت: إذا أردت أن تسدي نصيحة ما ماذا تقول؟.. أبو العبد: وصية ارجو أن تنقلوها بإخلاص: أطلب من كل صحفي أن لا يكون مُرتجلاً وسطحياً، وأعطيك مثالاً على ذلك: جاءني صديق لي وهوأحد الفنانين الكبار ومعه شباب صغار ومخرج شاب من الطيبة وقللي : بدنا نعمل فيلم عن النكبِة والقُرى وكيف هُجِّرت.. أنا سمّيتها النكبِة والصمود.. قلت للشباب: شو بْتِعرفوا عن النكبِة، وهل قرأتوا كتاب إيلان بابي، هل قرأتوا مثلاً كتاب كيف نشأت مشكلة اللاجئين سنة 1948؟..قالوا : لم نقرأ.. قلت لهم: كيف ممكن تعملوا فيلم عن النكبة وإنتو ما قرأتوا إشي عنها.
لم نكن مؤهلين وجاهزين أبدا لحرب الـ48
قلت لأبو العبد: شو رأيك نتطرَّق إلى ما بعد كل أبحاثك ودراساتك، إلى ذاكرتك الشخصية لتحدِّثنا عنها، في مراحل قديمة ممكن أن تصل إلى ألانتداب البريطاني وما بعده؟.. فقال أبو العبد: في الحقيقة مهم جداً أن أتحدّث عمّا واجهته أنا، لأن الباقين تحدّثوا عن السرد التاريخي.
ثم تابع أبو العبد وقال: نحن لم نكن مؤهلين وجاهزين ابداً لحرب الـ48 .. كل هذه الملفات التي أمامك هنا في هذه الزاوية هي أرشيف الهجاناة سنة الـ38 في الثورة الفلسطينية الكبرى لغاية 1943 هم أرشفوا كل القرى والمدن الفلسطينية، وكانوا يعرفوا عن عائلاتنا أكثر ما نعرف عن أنفسنا، مثلاً عن قرية إبطن المهجرة، يقول أرشيف الهاجاناة بالحرف الواحد: أن بعد البيت الرابع في ابطن يوجد مسجد يقع من الغرب إلى الشرق، فيه خمسين مصلٍ ... بمعنى آخر إذا بدك تنسف إبطن فالهدف هو البيت الرابع من اليمين من الغرب الى الشرق ... ماذا نعرف عن اليهود مقارنة بما يعرفونه عنّا!!، هذه نقطة هامّة جداً ، لأننا جهلنا بذاتنا وبتاريخنا...
ثورة نخوات وفزعات وعليهم !
وتابع أبو العبد: هذه الثورة ضد الانجليز كانت ثورة نخوات وفزعة وعَليهُم، كنا عندما يقترب الجيش نقول خرى واوي، وهالشباب اللي عندو بارودة واللي عندو مقلاع ويلاّ.. أجت نكبة الـ47 ، 48، الشارع الشمالي من رأس الناقورة حتى المطلة بنتوا (السولل بونيه) سنة الـ38 بمساعدة حكومة الأنتداب اللي موَّلتْ اليهود بمئات ألوف الجنيهات لشق الشارع وبناء المستوطنات حنيتا متسوبا وغيرها... فتحوا شارع للمستوطنات حتى يحمي اليهود من أي اعتداء من العرب.
اليهود أخذو دولة جاهزة من الأنجليز
المشكلة الأخرى في حرب الـ48 إنّو إسرائيل كانت تطلب هدنة عشان تستقبل سلاح جديد من تشيكوسلوفاكيا عبارة عن 93 الف طلقة، وإحنا يا حسرتي بارودتنا بالكاد كان يكون فيها مُشطْ فَشَكْ او مُشْطين 32 طلقة، نطلق رصاصة ونعمل حساب الثانية، كان شعب بلا قيادة وبلا سلاح ولا حتى معرفة بأساليب القتال.
ليش حسب رأيك طلبوا الغاء الأنتداب سنة 1948 !!؟ . بعد الحرب العالمية أجو الإنجليز صادروا سلاح العرب يعني أجينا على الحرب عشية الـ48 غير مهيئين للقتال. السلاح كان يصل من الفرنسين والانجليز، الملك عبدالله حصل على السلاح عشان يوخذ القدس ويِضُمّْها للأردن، في لبنان كمان الفرنسيين كانوا يِعرفوا أكَمّْ طلقة عند سكان لبنان، وأكَمّْ بارودِة وشو نوع السلاح... اليهود أخذو كل المعسكرات الإنجليزية واستعملوها مع الخرايط والمعلومات ... بمعنى إنو اليهود أخذو دولة جاهزة من الإنجليز تنفيذا لوعد بلفور .
وحسب البرنامج والمخطّط الأنجلو صهيوني يجب إفراغْ العرب من البلاد. وفعلاً من عند طرف الساحل للجبل كل هذه القرى أجبرت على الرحيل من داخل الدولة العبرية حسب تعبيرهم. ومن مفرق مسكنة وللشمال كل القرى التي تقع شرقي الشارع حُكِم عليها بالهدم والترحيل ، 70 قريه في الحولة لم يبق منها أثرْ، حتى صفد كانت من ضمن الدولة العبرية حسب المخطط ولذلك فكل ما هو ضمن الدولة العبرية يجب إفراغ العرب منه بكل وسيلة .
زرعوا أشجار الكينا لإخفاء المعالم وسرقوا حجارة البيوت العربية وبنوا بها المستوطنات
وكمل أبو العبد قائلاً: بعد ذالك جاءت مرحلة الحكم العسكري وواصلت الحركة الصهيونيه برنامجها في إخفاء معالم القرى المهدومة من خلال زرع اشجار الكينا وسرقوا حجارة البيوت العربية وبنوا بها المستوطنات.
بالنسبة للمساجد فقد هدموا 113 مسجدا من اصل 120 مسجدا، كذلك الأمر بالنسبة للكنائس والبيوت السكنية. وأهم ما يجب معرفتة أنهم يعملون دائما على كسب الوقت. وهنا يجب التأكيد على إيصال هذه الذاكرة الى الجيل الثالث البعيد كل البعد عن التمسك بالوطن والبيت والمسكن. هذا الجيل لا يعرف عن النكبة ! إلا إذا كان الشخص هو ابن لاجئ ، مع ذلك لا يعرفون كفاية عن بلدهم ومسقط رأسهم، فيجب الاهتمام بالتوعية والذاكرة الجماعية.
أقترح عليك كصحفي أن تخصص زاوية لتوثيق المصطلحات وتجميعها وبعدها توثيقها بكتاب لأن هذا الكتب التوثيقية تصبح في المستقبل أطلسنا.
هذه الطريقة في التوثيق مهمة جدا وتجهيزها يحتاج الى الكثير من الوقت، انظر مثلا الى هذا الملف فيه تجميع لأسماء قرى من الفترة الهيلينية ...صراحة نحن لا نعرف شيئاً نحن مساكين، نعيش لنأكل الخبز فقط. هذا ما أوصلونا له، فلاحة الأرض بطَّلْت تْوَفّي وما بِقي من الأرض تم مصادرته.
قبل ما تحكي عِبري أتقن لُغَتكَ العربية
قلت: يعني تأسرلنا؟!.. أبو العبد: هذا هو السؤال الخطير جدا الذي يجب أن يسأل، نحن اليوم إسرائيليون حتى أكثر من اليهود، ويظهر ذلك في حديثنا وتصرفاتنا، ولهذا أقول: قبل ما تحكي عِبري أتقن لُغَتكَ العربية، قبل ما تروح على هو روح على الاْنا، قبل ما افهم هُواك يجب أن افهم أنايَ.
قلت: أعتقد أن هناك تحركاً ايجابياً في السنوات الأخيرة نحو التمسك بالأنتماء والوعي الجماعي ؟...ابو العبد :هذا التحول غير كافٍ، وكما قال الرسول (ص): إن ذا الوجهين لن يكون وجيها عند الله.
سَجِّلْ بإسمي: إن جهاز التعليم هو أخطر جهاز في الدولِة.. ولا يقبل أيْ معلم أو مدير مدرسة إلاّ إذا رضي الشينبيت عنه
وتابع أبو العبد: الحكم العسكري في الواقع دَجَّنَ أكثر من %70 من السكان العرب لصالح الأحزاب الصهيونية وخصوصا لحزب المباي اللي أصبح فيما بعد المعراخ، ألمباي عَيَّن ووظف معلمين ومدراء مدارس فقط من رضيت السلطة و(الشين بيت) عنهم... وسَجِّلْ بإسمي إن جهاز التعليم هو أخطر جهاز في الدولِة.. كان لا يقبل أيْ معلم أو مدير إلاّ إذا رضي الشينبيت عنه، هذا النهج موجود حتى هذا اليوم وأنا اعني ما أقول، جهاز التربية والتعليم هو اخطر جهاز بالدولة لأن عليه سيطرة مطلقة بما في ذلك المنهاج، ونقل المعلمين مثلا من النقب إلى الجليل أيضاً مرهون بموافقة الشين بيت.
بعيد استقلال بلادي غرّد الطير الشادي
قلت: عندما كنت صغيرا علموني حفظا وعن ظهر قلب نشيد بعيد استقلال بلادي غرّد الطير الشادي...أبو العبد: نعم هذا كان ولا يزال جزءً من محاولة تدجيننا.
في ألـ 2005 تم تعيين لجنة من 21 شخص لإعادة صياغة منهاج التعليم، وقلنا لهم لا يصح أن يكون هناك في المنهاج عن التراث والتاريخ اليهودي وأن لا يكون للعرب ذلك، وقمت أنا بصياغة المنهاج وحتى الآن وللأسف لم يتم الموافقة على هذه الصياغة.
الحزب الشيوعي صاحب العَلَمْ في المحافظة على الهوية
قلت: في الـ48 الدول العربية سلّمت البلاد لليهود.. أبو العبد: هذا غير دقيق .. سوريا حاربت، لكن السلاح اللي كان بإيدين الناس لا يوازي لا بكمِّيتو ولا بنوعو السلاح اللي مع اليهود...القائد العربي كان يقول :ماكو أوامر.. بينما اليهود كانوا منظّمين وعندهم الفرق مثل (الليحي، والإرجونْ، والهجاناة، وشطيرنْ، الأيتسِلْ، والبلماحْ) البلماح هي كانت القوّة الضاربة القوية، مين اللي هاجم سعسع غير البلماح!!. ومين اللي احتل يافا غير الإرجون والأيتسل.
قلت: هل ممكن أن نقول أن وجود الحزب الشيوعي كحزب وحيد ضد الصهيونية في ذلك الوقت كان المنقذ؟.. أبو العبد: نعم الحزب الشيوعي كان من نشر التوعية، وصاحب العَلَمْ في المحافظة على الهوية، هويّة اللغة وهوية الوجود، وهوية تحدّي الحكم العسكري. وفي كتاب لمسة وفاء كتبتُ عنه أنه حركة تحرر وطني، ولولاه لكانت الناس في البعنة وقرى الجليل هجَّت ورحلت، وكان الحزب عامل من عوامل البقاء في هذه البلاد، هذه حقيقة مطلقة، وقد كانت مناشيرهم تطبع على ماكنة ستانسل.
أخذتُم أرض والدي وحوّلتموه إلى عامل وأجير في أرضه
ماذا فعل الحكم العسكري!! هو أقنعنا أننا نعيش في واحة الديمقراطية، ومنع عنّا وصول أيْ صحيفة أو مجلّة من الدول العربية، هذه السياسة التي كنت أحاضر عنها في الكيبوتسات، وكنت أقول لهم: أخذتُم أرض والدي وحوّلتموه إلى عامل وأجير في أرضه، أصبح مسحوقاً.. عندنا مآسي من الحكم العسكري، أنا كنت مدير مدرسة في حرفيش، وممنوع أن أذهب إلى هناك إلاّ بعد أن أركع في مركز الحكم العسكري في ترشيحا من أجل أن آخذ تصريح لمدّة أسبوعين، سياسة إذلال وإبعاد، كانوا ينفون الشيوعيين من هنا إلى المثلث، وشيوعيي المثلث إلى الجليل، وهناك شباب أبعدوهم على منطقة النقب لسنة أو أكثر، وأوامر إثبات الوجود اليومية.
المسألة متعلِّقة ليس بفرد أو بمجموعة بل بقضية لم تنته بعد
في نهاية اللقاء ظننت أننا انتهينا من تمشيط كل ما يتعلّق بأرشيف أبو العبد د. شكري عراف إلاّ أنه اقتادني إلى الطابق العلوي وهناك أطلعني على باقي مكتبته وأرشيفه الذي لا يقل عمّا شرح لي عنه طوال ثلاث أو أربع ساعات متواصلة وبدا اللقاء وكأننا في بدايته، فهل أسئلة أبو العبد وكتبه ودراساته التي لم تنته ستجد آذاناً صاغية لدى ذوي العلاقة بالأمر، فالإجابة عن ذلك من الصعب أن تكون بنعم أو لا لأن المسألة ليست متعلِّقة بفرد أو بمجموعة بل بقضية شعب لم تنته بعد.
عن: مؤسسة فلسطين للثقافة