دينا آغا – صيدا
يوم الخميس 19-5-2011 توجهت إلى منزل عم والدتي الحاج عبد الكريم سلامة للقاء الاستاذ شوقي اسماعيل رباح (1941) وهو استاذ في الفلسفة حيث كان لديه الكثير ليفيدني به.
وحدثني الاستاذ اسماعيل قائلا :
"كان والدييملك الكثير من الأراضي الزراعية حيث كان يعمل بالزراعة وكان يعمل في بنك في طبريا.
كانت حطين تقوم على تلة صغيرة وتحتها سهل فسيح وكانت أراضيها واسعة جدا ومعظمها زيتون وجميع أنواع الحبوب حتى أني أذكر أنه في إحدى المسابقات حظيت حطين بالمرتبة الأولى في جودة الزيتون. وكان هناك ما يدعى بالمراح حيث كانت تقام الأفراح ورقصات الدبكة وغيرها فقد كان أبو سعيد الحطيني هو الذي يقيم الأفراح فكانوا يؤدون ما يسمونه بطراد الخيل والسحجة والدبكة. وأذكر من الجيران بيت قدورة فقد كانوا مقربين إلينا كثيرا. وكان مختار البلدة يدعى قاسم رباح ،ومعظم الرجال كانوا يعملون بالزراعة وكانت النساء تقوم بمساعدتهم في الأرض.
كان يوجد في حطين مدرستان وكان الشيخ محمد يدرسنا ولكني لا أذكر اسم عائلته وكان هو نفسه شيخ الجامع في حطين. كانت المدرسة الأولى حتى الصف الثاني وبعدها ينتقل الطالب إلى المدرسة الثانية وبعدها ينتقل الطالب إلى المدرسة الثانية حتى الصف السادس.
كان للبلدة داية وحيدة تدعى أم محمد لا أزال أذكرها فقد قامت بتوليد جميع نساء البلدة.
وهنا كان لنا مع الاستاذ شوقي وقفة شعرية صغيرة فهو يهوى الشعر ويعشق نظمه فقال:
أنت يا أغلى من مقلة العيون وأرق من قلوب العذارى وأقوى من كل الشجون
يا كريمة السجايا وأحلى من كل الصبايا
يا أنشودة الحب وأهزوجة العتابا
حبيبتي
آه لو أستطيع أن أتخطى القدر وأحول التراب إلى درر
وأغير دورة الشمس والقمر لأعيش في أحضانك كل العمر
حبيبتي
وهذا كان مقطع من قصيدة يتغزل فيها الاستاذ شوقي بوطنه فلسطين.
وعن سنة النكبة 1948 يقول:
بعد أن دخل اليهود إلى البلدة ، اختلفت آراء الناس ،أنخرج أم نبقى ولكن أغلب الآراء كانت بأن نخرج ونعود لاحقا عندما تصطلح الأحوال.
فخرج الأهالي وقام اليهود بتهديم الكثير من البيوت وكان منزلنا أحدها.
وخرجنا من حطين إلى عيلبون سيرا على الأقدام وفي عيلبون أيضا وجدنا جيش الانقاذ . وهناك كان اليهود يرمون القذائف على البيوت وأصيبت يد أختي الأكبر مني سنا. وخلال رحلة السير إلى عيلبون كان يتم إطلاق النار علينا من قبل اليهود، ومن عيلبون تم نقلنا بواسطة القطار إلى المخيم القديم (عين الحلوة) في لبنان ،ومن بعدها إلى المخيم الجديد، وعشنا في الفترات الأولى في الخيم التي كانت تطير من شدة الهواء في موسم الشتاء، وقد عانينا الكثير حتى تحسنت الأحوال وها نحن الآن مازلنا ننتظر العودة ".
هكذا انتهت المقابلة مع الاستاذ شوقي الذي مدني أيضا بجزء من شجرة عائلة رباح:
اسماعيل وابنه محمود،وأولاد محمود: أحمد، اسماعيل، زكية، قاسمية، وتميمة.