دينا آغا - صيدا
ذهب برفقتي قريب والدتي محمود سلامة (أبو سامي ) يوم الأربعاء الموافق 18-5- 2011 لزيارة الحاج محمد فايز حزوري ( مواليد عكا 1938 ) المهاجر إلى كندا والذي جاء في زيارة إلى لبنان هو وعائلته للاطمئنان على أقاربهم المقيمين في صيدا .
"معظم أهالي عكا كانوا يعملون بالتجارة وكان والدي يعمل بالنقليات ، فنحن مثلا بيت الحزوري كنا نعمل في شركة شل للبترول ، وكان هناك عدد من الرجال يعملون في الصيد ". هكذا استهل الحاج محمد حديثه.
وحين سألته عن أسماء جيرانهم في عكا ذكر لي بيت الخروبي ، بيت السعدي وبيت الطايش.
ثم تابع قائلا :" لقد تلقيت العلم في سنواتي الأولى في مدرسة عكا الحكومية وأذكر أن مدرس الحساب كان اسمه أستاذ عيد فقد كان شديدا مع الطلاب لذلك كان معروفاً بأستاذ عيد .
أطلق على عائلتنا لقب الآغا وخاصة جزء من عائلة حزوري كان يقيم في "فرادية " كانوا معروفين بلقب الآغا.
وهنا سرد لي الحاج قصة قصيرة وطريفة حيث أن أحد أعمامه كان مع الجيش التركي وقد جمع الأتراك بعض الأشخاص وسألوهم من يجيد السباحة ، ففرح عمه لأنه اعتقد أنهم سيأخذونم إلى سلاح البحرية حيث الأحوال أفضل ، فإذا بهم أخذوه لينظفوا "الشاشامة " وبعدها يقوموا بتنظيف أنفسهم في البحر.
وتابع حديثه قائلا :
" سنة 1948 بدأ الناس بالخروج حين انسحب الجيش الانجليزي وأخذ اليهود بالقصف بواسطة المدفعية الاسرائيلية التي كانت تقف على تل الفخار شرقي عكا التي كانت تقصف على البحر لإثارة الرعب بين الناس ، فكانت تمر القذائف فوق منزلنا ، فقرر والدي أن يخرجنا فورا فركبنا في السيارة وتوجهنا إلى مجد الكروم عند بيت عمتي وبقينا فيها ثلاثة أشهر ، ومن ثم اقترب اليهود من مجد الكروم فركبنا السيارة نحن وبيت عمتي ودار الهدباوي وفي الطريق بيتنا ليلة في كفر برعم في فلسطين ومنها إلى صيدا وبقينا فيها حتى الآن.
وكذلك أخبرني الحاج محمد بأن عدداً من أقاربهم لم يغادروا عكا وبقوا فيها ولكنهم توفوا جميعا، فقد قام بزيارة منزلهم في عكا بعد حصوله على الجنسية الكندية والناس الذين يسكنون فيه أخبروه بأن عمه قاسم وزوجته هم آخر من سكن في المنزل من أقاربه وأنهم توفوا منذ سنين .
وهذه كانت حكاية أخرى تشبه الكثير من القصص والحوادث التي واجهت الشعب الفلسطيني ورحلة عذابه وتشتته وتهجيره.
وبالطبع أخذنا جزءاً من وقت الحاج كي نجمع شجرة عائلته، وبدأنا بالأساس الذي يعرفه: خالد وأولاده فايز ،جميل ، جمال ، صبحي ، عرسان ، ولطفية .