شهير دعوش
الموطن الأصلي: قرية أم الفحم
العمر: مواليد 1933
السكن الحال: البلدة القديمة/نابلس
انا كنت بحيفا اشتغل في العزيزيه، هاي مسبح ع شط البحر، كنت اشتغل في اسبينه هناك، كنت اشتغل كمان في الهدار بالكرمل، اشتغلت في محل بوظه عند واحد طيراوي، لعند ما اجت الحوادث هربت ع ام الفحم، عمي كان بحيفا بواد الجمال، كنت انام عنده بعد الشغل. ابوي لحام، واخوي كان يشتغل بالغنم، واخوي التاني محمد كان يشتغل بحيفا عند واحد انجليزي، كان في حيفا شارع الملوك والكرمل، كان فيها ميت الف فلسطيني وعشرين الف يهودي، كان فيها شغل كويس.
ضلوا اهل ام الفحم بأراضي الـ1948 بسبب اتفاقية رودوس بين اليهود والأردن ممثلاً بمحمد المعايطة على تبادل الأراضي لمدة خمس سنوات على بين ما اعدوا الحدود بين الأردن واسرائيل على امل ان تعيدها اسرائيل للاردن، ووقعو عليها على انها اتفاقية لمدة خمس سنوات، بس لما انقتل الملك عبد الله في القدس، راحت المعاهدة واخدتها اسرائيل كاملة، ام الفحم ما احتلوها احتلال وانما ضمن اتفاقية تعديل الحدود مع العلم انها كانت ضمن الأراضي المتفق على انها تضل مع الفلسطينيين، اخدوها بتعديل حدود ضمن خط العفولة الخضيرة، مشان يمشو الخط ويربطو الغرب بالشمال، او يدورو من تل ابيب بحيفا بالشمال، كان عمري 15 سنة ايامها.
انا كنت اشتغل بالجيش الأردني، اتعهدو لنا الاردنيين انه نضل نشتغل بالجيش، بس يومها رمجونا من الجيش، على اساس انه كل واحد اهله ضلو بأراضي الـ48 بترمج وبطلع على جنب اطلعنا حوالي 300-400 واحد، كل واحد طلع من الطابور اللي هو فيه، كل واحد اهله ضلو بالبلاد، على اساس بلاش توصلو الأخبار للعدو، رمجونا. قلنالهم احنا اهاينا بالخط الأخضر جوا، بس قالولنا متلكم كتير مكاطيع، ورمونا.
انا كنت جندي باليجش الأردني، لما استلموا باقة الشرقية، قالوا بدبحو اليهود كل واحد كان بالجيش، فهربنا عالضفة بلاش نندبح، بعدها اجا الجيش العراقي، ولبسونا اواعي عسكرية مع الجيش العراقي، وصرنا نحارب معهم، كنا حوالي 400 واحد، كنا نحارب أول اشي مع جيش الانقاز بعديها اتفقت العراق والأردن ان تسلم المنطقة الأردن، الجيش العراقي قعد لسنة 1951، يعني سنتين، انا ما اليش هوية بام الفحم، ما انحصيت عندهم، بعد نكسة السبعة وستين كنت أنا أول واحد بروح ع ام الفحم من الضفة الغربية بعد النكسة وبعد ما انفتحت البلاد على بعض، كان طول السنين الماضية ما في تلفونات بين اسرائيل والضفة، كان بس في ضباط ارتباط بين الطرفين.
انا كنت اتخطى الحدود كل سنة مرة أو مرتين تقريباً، كنت افوت من الجبال، كنت اشتغل بالتهريب كنت افوت مشي من الجبال، انا ابن البلاد، بعرف الطريق مزبوط، لحالي بهالليل، انزل واشوف اهلي واجيب منهم مصاري عشان اعيش، لانه كان فش شغل بالضفة، امي تلململي من اخوتي، وتربي جاج وارانب وتبيع عشان تحوشلي لمصروف السنة، لما اروح عندها، تعطيني سبع تمن دهبات، عشر دهبات، عشت اربعة وعشرين سنة اعتمد عليهم، بعديها اخوتي قالو لي اعتمد على حالك، احنا علينا مسؤوليات، دبر حالك.
قبل النكسة بسنتين فتحت محل نوفوتيه وصارت النكسة بالـ67، لمن دخلوا اليهود كان علي شكات لتجار من عمان، حأ البضاعة، صارو بيجو التجار يتسللو بيجو ياخدو مصاريهم، وانا كنت اهرّب بضاعه من عمان لداخل اسرائيل، اواعي وقنابيز لانه ما كان في اواعي عربية (باسرائيل).
لما نزلت لاحظت كتير واضح التغير بالبناء، بعكس ما هاجرنا ايام النكبة، لقيت فيها بناء وعمران كتير، لانه كانت ام الفحم بناءها من اللبن والطين، في حداها لام الفحم قرى عاره وعرعره ومصمص وعين ابراهيم، ومناطق معاوية ومجدو اخدوها بالحرب مش بالاتفاقية. احنا اقرب مدينة علينا هي العفولة وبعديها الخضيرة. انا كنت مرتبط مع الجيش العراقي، بعد الجيش العراقي أجا الجيش الأردني، كنا في الكتيبة 11، انا تزوجت في قرية يعبد، انا قبل النكبة قالت لي امي ان صار اشي وانقطعت عنا في اللك خالة بقربة يعبد، وانا اتزكرت كلامها بعد النكبة، ورحت عيعبد وسألت عن خالتي لا لقيتها ورحت عند خالتي وعشت 17 سنة عندهم، انا لما صار عمري 21 سنة تجوزت بنت خالتي سنة1953.
بعد النكبة كنت اهرب بضاعه من الضفة والأردن واهربها (لاسرائيل)، حطات وعقل وقنابيز، كان فش هيك اواعي(باسرائيل)، نهرب بالليل، نحمل اواعي بشي اربعين دينار، ونربح خمس دنانير بالمشوار. كان فش تجاره رسمية بين اسرائيل والأردن، كان فش غير التهريب، كان في حرس حدود، بس مش بكل متر يعني. انا كنت انزل من يعبد لعانين عالحدود، عانين قريبة للحدود، يعني مجرد عشر دقايق، بينها وبين ام الفحم تلاته كيلو، نتواعد وين نلتقي، نمشي نص كيلو في داخل فلسطين المحتلة، بدنا نعيش كنا، كنا نسلم البضاعة بسرعة ونحاسب ونتواعد وينتا نلتقي المرة الجاي، كان فش شغل، كان العامل يشتغل بخمس قروش بس، كان الوضع الاقتصادي سيء جداً، انا بزكر انه وانا امشي بقرية عانين كل الحارات مليانه نوي تمر عراقي، يعني فش اشي غير التمر العراقي يتاكل.
الناس اللي اجو يوم النكبة كتار، يوم النكبة يمكن فوق العشرين الف نسمة اجو على نابلس، انا مش ابن هاي البلد، بس عشت فيها عشرات السنين، انا كل يوم بشوف الفقراء كيف عايشين. شفت الخيم بقرية جنزور، وهي قرية بين جنين ويعبد، عند قبور الشهدا تاعين الجيش العراقي، كانت الخيمة بينها وبين الخيمة التانية متر، حياة يرثى لها، لما تشتي الدنيا تخبص الأرض، اشي ببكي ومأساوي، كان مخيم حوالي اربعة كيلو متر مربع، عند قباطية، شالوه ورحلوهم عملو لهم غرف صغيرة كتير، اليهود اللي بيجو من أوروبا بعملولهم شقق مرتبة، اللاجئين بالمخيمات عايشين لحد الان بغرف صغيرة، ولما بتتحسن اوضاعهم كانو يوسعوا الغرفة ويبنوا فوقيها. انا قالولي تعال نهرّب بقدره، بس ما حبذت الفكرة، وفضلت اشتغل بالتهريب، لاني انزقطت مرتين تلاته، مره انحبست سنة ونص في سجن شطه، ومرة تانية انحبست شهر بسجن كركور، رحت مره اشتغلت بالتهريب بحيفا سنتين، اشتغلت بالبناء في عماره بحيفا بالتهريب، وجمدت شوية مصاري اجيت فتحت فيهم دكان بنابلس.
احنا لحد الان شعب اعزل من السلاح و(اسرائيل) عندها قنابل نووية، اسرائيل بتجتاحنا كل يوم وما عم نقابلهم الا بالحجر، احنا لو عنا سلاح ما بتسترجي تفوت علينا بالدبابات، عيب عليه ا(اسرائيل) تفوت على شعب اعزل بقاومها بالحجارة، هاي دولة مستبدة بدها تاخد الأراضي ببلاش من الشعب الفلسطيني، وبدهم يرحلو الشعب الفلسطيني من فلسطين ويقعدو بداله بالارض.
شهود النكبة
روايات شفوية للشهود العيان على حرب عام 1948
اعداد: علاء ابو ضهير