محمد احمد صالح ابو كشك
المواطن الاصلي: عشيرة ابو كشك/منطقة يافا
مكان الاقامة: مخيم عسكر/نابلس
الأرض تاعتنا كانت لعشيرة ابو كشك بس كان في نابلس تانيين من عشاير تانية ساكنه معنا متل حمولة القرعان، حمولة العرايشية وحمولة الخطاطرية واللبابده والموالحة، وفي كمان غيرهم وفي كان خمسين عيلة محسوبين عالعيلة، خمس تالاف نسمه عدد سكانها، كانو يعتمدو ع زراعة القمح والخضار والحمضيات والمواشي كمان.
كانت الناس تعيش بخير والحياة منيحه، مكنش ناقصنا شي، كانو اليهود يشتروا اراضي من الناس الي كانو متوليين عالشعب الفلسطيني ايام تركيا، هدول الولاة كانو يفرضو ضريبة العشر على الفلاحين، في ناس مكانوش يقدرو يدفعو فكانت الدوله العثمانية تاخد الارض، وتصير ممتلكات دوله، هدول الناس باعو الاراضي، لما راحت تركيا باعوها لليهود، في ناس باعت اراضي لليهود، مكانوش يفضو يشتغلو بالارض، فباعو جزء من اراضيهم، بس لما صارت الناس تفهم قصة الصهيونية والاستعمار، صارت تقاوم، وبطلو يبيعو الاراضي لليهود. يعني في شيخ من عشيرة ابو كشك، قام بثورة ضد الانجليز واليهود في العشرينات في منطقتنا، الشيخ شاكر ابو كشك، كبير عشيرة ابو كشك، عمل ثورة ضد اليهود، وحارب ضد اول مستوطنة عملوها ايهود كانو يسموها بيتح تكفا، اسمها العربي «ملبس» في منطقة يافا.
الانجليز كانو بدهم يثبتو اليهود في ارضنا، ويحموهم ويدعموهم، وقمعو الثورة في منطقة عرب ابو كشك وملبس في العشرينات، اتمكنو الفلسطينيين من طرد اليهود من ارض ملبس اللي بسموها مستعمرة بيتح تكفا، كانت مبنية جديد، بس الانجليز اجو ودعمو اليهود وثبتوهم في ملبس او اللي بسموها مستعمرة بيتح تكفا اليوم.
كانت الناس وانا صغير بيخرفو عن ثورة البراق، والثلاثاء الحمراء، التلاته اللي اعدمهم الانجليز من الثوار محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي، وسمعت كمان عن ثورة السته وتلاتين، قامت فيها يافا بالاضراب لمدة ستة شهور، ولا حد يروح ع شغله ولا يفتح دكانه، ولا اشي، بس اضراب ضد الهجرة اليهودية لفلسطين، واتدخل يومها رئيس العراق نوري السعيد وحل الاضراب بعديها صارت تبدا المشاكل بين الفلسطينيين واليهود بزيادة، كانو الفلسطينيين يحاولو يتسلحو ويقاتلو بسب مكانيش الهم تنظيم، كان كل واحد يوفر من جيبته حأ البارودة، الشيخ توفيق ابو كشك، شيخ العشيرة كان آخر واحد بطلع من القرية، كان يقاوم ويسهر على امن العشيرة تاعته.
بدت المشاكل بآخر سنة 1947 واحنا هاجرنا بربيع سنة 1948 كان سبل القمح طالع، اليهود احتلو فلسطين بقوة السلاح، لما اليهود يحتلو قرية بيجو الانجليز يدعموهم ويثبتوهم فيها، بذكر انا معركة حيفا، كانت النجدات الفلسطينية تروح لحيفا، بس الانجليز ما كانو يخلوهم يوصلو، في حين كانو يخلو النجدات اليهودية تروح لحيفا.
احنا استمرينا بالحياة وما طلعنا، كنا محوطين من كل الجهات، بالمستوطنات من الشرق والغرب والشمال، كان المنفد الوحيد هو يافا، ويافا طلعت، قرى الشيخ مونس والجماسيين وقرى الغرب انقطعو عنا، احنا منعنا الناس يطلعو من القرية، لكن اليهود حاصرونا ومنعو عنا انه يدخل النا أي تموين، صارت مفاوضات انه نطلع، انه نخرج بدون ما يمسونا، خرجنا كلنا بسلاحنا برجالنا ونسواننا وأولادنا، فتحولنا الجزء الشرقي من البلد، كان قائد جيش الانقاذ مدلول بيك هو مسؤول المنطقة بالجيش العربي، الانقاز، خرجنا كلنا من القرية، كان في اشتباكات قبل يومين من خروجنا من القرية، انقتل منا ناس وانقتل من اليهود كمان، كنا مجهزين حالنا نقاوم بس ما اجتنا ولا نجده من الخارج، كنا محاصرين، مش مهم نقاتل يومين تلاته المهم نستمر في الصمود، صرنا في وسط الدائرة المحاصرة، بس بدنا الاستمرار، صارت المفاوضات، قائد الثورة اللي عنا ابو كشك كان جايب من مصر قطعتين تلاته سلاح، بعديها ما قدر يفوت عالبلد لما رجع لانه كنا محاصرين.
الكل هاجر، والمختار هاجر، كل واحد مع عيلته، يا اما بتثبت بالبلد يا اما بترحل بكرامتك، كان العرب يكزبو علينا انه بس اسبوع، انتو ارحلو ليش تكونو تحت الدمار، لاننا جايين ندمر المستعمرات اليهودية، يعني مجرد اسبوع او اسبوعين كل القصه، ليش تكونو تحت دمار المدفعية، اخلو المنطقة وبعد خمست عشر يوم بترجعو، كنا نسمع اذاعة الشرق الأدنى واذاعة القدس والقاهرة.
بعد ما خرجنا دمرو القرية كلها، كنا نسمع الانفجارات من جلجوليا، ونشوف الدخان من عنا، احنا رحنا ع جلجوليا وقلقيلية، يعني المناطق اللي بتشرف ع بلدنا، ع ابو كشك، قعدنا اشهر لا انهم العرب وقعو الهدنه مع اليهود، كانو الناس عايشين سنتين تلاته بجلجوليا، اخدنا فراش واواعي الولاد، راحت الدور والاراضي، احنا طلعنا باتفاقية هدنة فاخدنا معنا فلوسنا وعفشنا، بعديها كل عيلة راحت على جهة، احنا استقرينا بنابلس والباقي اتشردو بالضفة والأردن.
المثلث كان كله بيارات لاهل طولكرم وقلقيلية، كانت الناس تتسلل ويجيبو برتكان من اراضيهم، كثير ناس انقتلو لما تسللو. في جزء من العيلة ضلو بجلجوليا، ولما سقط المثلث بايدين اليهود صارت اتفاقية تبادل اراضي، ورحلو عاللد بعديها. الناس اللي هاجرت كانت كتيره، خرجت اللد وحواليها عشرين قرية، وخرجت يافا، صارو اللاجئين كتار، وصار كل واحد لازم يعتمد ع نفسه، حتى اجا الصليب الاحمر وبعديها وكالة الغوث وصارت الهدنة الدائمة، وتم تسليم المثلث باتفاقية، والمثلث بمتد من غرب القدس لعند العفولة في الشمال، قلب ساحل فلسطين، ما بين الساحل وجبال الضفة الغربية، ام الفحم ومجدو وعاره وعرعرة وكفر قرع وباقة الغربية والطيبة وكفر قاسم والرملة وبيت صفافا لحد القدس.
كانت البلاد امان ايام الاردن، الحرامي طوالي يعلقو صورة عالشوارع لا يمسكوه، وكان في امن بالشكل الصحيح، ما كان في حدا يعتدي ع حدا، الجيوش العربية كان في مقاتلين فلسطينيين مسلحين اعطاهم الجيش العربي معاش لاربع اشهر وبعديها اخد منهم السلاح وتركهم، وخرج الجيش العراقي وترك الضفة والجي المصري كان موجود من بيت لحم لعند عسقلان ودخل لقطاع غزة.
ما كانت الناس تفكر زي اليوم، ما كان عندهم قدرة على اشي، بدأ القتال بعد الكرامة وانطلقت فتح والشعبية والقيادة العامة والصاعقة وبلشت العمليات من جديد بعد 1/1/1965 بلش الدم من جديد. كان الواحد يشتغل باليوم بمصروف عيشته اليومية، واللي مكانيش يشتغل كان عايف حاله، انا اتغلبت لا اشتغلت، كانت الناس عايشه في المغارات، كانت الناس عايشه في غرفة وحده منها غرفة نوم وحمام وكل اشي.
بعد اسبعه وستين لما اليهود احتلو الضفة، نزلنا عالبلد نشوفها، القينا فيها مصانع سلاح، رحت زرت بلدي، لقيت فيها سكان يهود من المهاجرين الجدد، كل الناس حاولت تشوف قراها بعد النكسة، اختي لما شافت ارضها وبيتها بالبلاد صارت تعيط اجو اليهود وطحوها.
فش فلسطيني الا بفكر في بيته وارضه، احنا بنورث القضية من جيلنا للجيل اللي بعده، قضية فلسطين في الذاكرة لا تنسى، ورح تستمر هالقضية، هاي القضية من سنة الـ1917 ما خلصت ولا توقف النضال، لا يمكن نستسلم. حتى لو قبلت انا بالتعويض المالي اولادي بعد اكم سنة رح يرفضو ويطالبو بحق العودة، لو تنازل كل العالم عن حق العودة انا ما بتنازل، حتى لو ما حققناش العودة رح نضل نطالب فيها لو بعد ميت سنة، ولا فلسطيني عنده شرف بقبل التعويض مهما كان المبلغ حتى لو مليون دولار، وان تنازلت واخدت المليون دولار بكون لساني اللي تنازل بس قلبي ما تنازل.
شهود النكبة
روايات شفوية للشهود العيان على حرب عام 1948
اعداد: علاء ابو ضهير