شهادة الحاج محمد عيد "أبو وليد" ابن زرنوقا واللاجئ إلى مخيم المغازي في قطاع غزة :
قبل أيام من سقوط القرية حاصرت مجموعة من العصابات اليهودية أحد المنازل التي كان سكانه يحيون حلقة ذكر دينية، وألقوا في الداخل قنبلة أدت إلى مصرع الشيخ أحمد أبو شاويش صاحب المنزل، وزوجة المواطن عيسى الشوربجي.
تابع الحاج أبو الوليد: بعد هذه الحادثة طوقت العصابات البلدة وبدأوا في إطلاق النار وقذائف المورتر ودارت اشتباكات محدودة بسبب قلة العتاد لدينا، وبعد أن اشتد القصف والدمار بدأ سكان القرية في الهرب إلى القرى المجاورة على أمل العودة بعد أيام إلى منازلهم.
ويقول: كان عمري يومها (22 عاماً) وكنت متزوجاً ولدي طفل وطفلة، وبعد أن رأيت سكان القرية يفرون تبعتهم وذهبنا إلى قرية يبنا المجاورة وأمضينا الليل في أطراف القرية على أمل العودة إلى القرية في اليوم التالي، وعندما اشتدت الأوضاع قسوة،تسللت إلى القرية لإحضار بعض الأغطية للعائلة، فوجدت العصابات الصهيونية تعيث فيها فساداً، فعدت أدراجي إلى حيث العائلة.
وبعد أن يتوقف الحاج أبو الوليد لحظات يعود للحديث : بعد أيام ركبنا إحدى السيارات وذهبنا إلى قرية اسدود في الجنوب، وفي الطريق شاهدنا عشرات الجثث الملقاة على جانب الطريق ، وكانت جثث من تعدمهم القوات الصهيونية أثناء فرارهم، فواصلنا الهرب في اتجاه أسدود بحذر، إلا أننا اصطدمنا بكمين.
أطلقت العصابات النار علينا، إلا أننا واصلنا السير وأطلقنا عليهم النار من بنادق كانت قديمة بحوزتنا ، وبالفعل نجحنا في مواصلة الطريق ثم مكثنا في أسدود عشرة أيام هربنا بعدها إلى غزة، حيث سكنا في منزل أحد الأقارب لتبدأ حياة اللجوء والغربة بعيداً عن القرية التي ولدنا وترعرعنا فيها.
المصدر: الدكتور اسامة الاشقر
كتاب زرنوقة جنة الليمون والبرتقال