حول أحداث قرية بلد الشيخ قضاء حيفا، يقول أحد شهود العيان، وهو أحمد محمد سباعنة كما في توثيق جرح النكبة: "دخلوا البلد من جميع الجهات، وكانوا يدخلون المنزل ويذبحون الناس بالرشاشات، واستمروا حوالي ساعتين وهم يذبحون الناس"، ويضيف قائلاً: "مررت على امرأة وهي ترضع طفلها؛ يدها تمسك بالسرير وثديها في فم الطفل، فقلت: يا بنت.. يا بنت، فلم ترد، فقمت بسحب طفلها من ثديها، فإذا هي ميتة من جرَّاء القصف وبقي الطفل على قيد الحياة.
في مشهد فظيع تصف شاهدة العيان الحاجة عيدة محمد صالح بعضًا مما حصل في قريتها سمسم، وتقول: "الشهيدة رسمية الحمدني مسكها اليهود وهي عند كيس التبن وذبحوها بالخوصة مثلما تذبح الشاه بالضبط من عند رقبتها، والشهيد عيسى أبو ناصر الشليح مسكوه وأخذوه وربطوه وجابوا بلطة وقطعوه".
باع الرجال ذهب نسائهم واشتروا أسلحة:
بينما تشير الحاجة شاهرة ذياب أحمد رمضان -حسب توثيق جرح النكبة- إلى حال المقاومة قائلة: "جاء اليهود إلى أرضنا، وكنت أحصد مع أبي فحذرنا اليهود ألا نأتي للأرض، ولم نهرب وحملنا السلاح؛ حيث باع الرجال ذهب نسائهم واشترى كل واحد منهم سلاحًا ليحارب به اليهود".
أما الشاهد شفيق علي حسن غراب فقال: "كنت أنا شاويشًا، فجمعنا المال من كل من استطاع الدفع، واشترينا 300 قطعة سلاح، قسمنا المقاومين نصفين: 150 مقاومًا في الجنوب و150 في الشمال"، ويضيف: "هجم اليهود فهبَّ المناضلون، وحملوا السلاح وأخذوا في مقاومة العدو، وكان اليهود معهم مصفحات، والمناضلون كانوا بصدورهم، كان منهم من يختبئ وراء شجرة أو حجر".
ويردف الحاج حسين مطلق مقبل عايد قائلاً: "لما انسحب الإنجليز سلَّموا مراكزهم لعصابات (الهاغاناه) حق العودة محفور في الذاكرة.
وتواصل سلطات الاحتلال الصهيوني على خطى العصابات الأم: "الهاغاناه" و"الأراجون"، مسيرتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني الصابر في الوطن والشتات، ولعل الاحتلال يعتقد من وراء ذلك صحة العبارة التي يرددها قادتهم حينما قالوا: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لكن الواقع الفلسطيني يؤكد أن حق العودة محفور في الذاكرة ومنقوش على قلوب المهجرين.
ارض العرب
www.arab-land.net