فارس قدورة – سحماتا
أتمنى عندما يتوافني الله أن يأخذوني وأدفن لو على حدود فلسطين
أنا فارس عبد الحميد قدورة من سحماتا، مواليد 1932، لم نخرج من سحماتا كانت عامرة بقي المسيحيون فيها، أقاموا دعوة ويريدون العودة، فلما ربحوا هذه الدعوة خلال 3 ساعات جاء الطيران دمّر البلد حتى لا يعودوا الى سحماتا.
طلع معنا مختار سحماتا المسيحي الى لبنان وتوفي في لبنان.
كان عندنا بسحماتا مدرستين، مدرسة تحتا ومدرسة فوقا، وكانت المدرسة تدرس لغاية الصف الرابع الإبتدائي ومن يريد أن يكمل تعليمه يذهب الى ترشيحا.
أنا تعلمت للصف الرابع وذهب الى ترشيحا لأكمل تعليمي.
أما المسجد فبقي منه حائط واحد، لقد زرت سحماتا سنة 1977 أنا والوالدة. وباقي البيوت كلها مدمرة.
لم يكن عندنا عيادة صحية، ومن يريد الطبابة كان يذهب الى ترشيحا أو عكا أو نهاريا.
أول مختار لسحماتا كان جدي أحمد نعمان، ثم محمود صالح قدورة، ثم علي صالح قدورة.
فقُبل طلبي أنا والوالدة، وفي الأردن أخذت تصريح لدخول فلسطين، زرت أخوالي وإبن عمي كامل علي قدورة وأولاده، وكانوا بترشيحا والرامة وبعدها خرجت من فلسطين.
بيوت سحماتا، كانت بيوت فلاحين من باطون ورمل، بلدنا عبارة عن حارتين غربية وشرقية، أنا كنت بالغربية.
الذي أخرجنا من فلسطين هو الطيران والقصف على البلد، وصعدنا على البقيعة، ثم الى لبنان. ونحن في الطريق لم يتعرض لنا أحد.
عندما غادرنا بلدنا أخذنا معنا فرس فقط، لم نُخرج شيء على أساس اسبوع وبنرجع بقينا 64 سنة. وسمعنا بمجزرة دير ياسين من خلال ما تناقله الناس.
دخلنا الى لبنان، ثم الى الرميش وبنت جبيل وصور وبعلبك، بقينا ببعلبك 14 سنة، أنا كنت لحام بفلسطين وجئت وإشتغلت لحام ببعلبك.
ومن بعلبك الى الراشدية بقينا 17 سنة.. جئنا الى المخيم وكان معمّر ببيوت وجاهز.. وفي عيادة للأنروا ومدارس.
عندما زرت فلسطين، وشفت جدين صرت أبكي..
أتمنى عندما يتوافني الله أن يأخذوني وأدفن لو على حدود فلسطين.
لا أقبل تعويض ولا بديل عن فلسطين.