أنا محمود دياب العوض، فلسطيني من عشيرة عرب الهيب، مواليد 1945، مواليد وادي الحنداج قضاء صفد، اللواء الشمالي.
نحن عشيرة تسمى عشيرة الهيب وهي تؤلف من عدة عائلات، هذه العائلات تناسب وتصاهر بعضها البعض، يربطهم الحفاظ على العتيبة، من صفاتهم الكرم والشجاعة، وحماية الدخيل، من أهدافهم التراضي مع بعضهم، والوقوف أمام أي خطب خارجي، وكونهم عشيرة كانوا يتنقلون، وعندهم ماشية من الإبل والأبقار والأغنام والماعز.
بالنسبة للعشيرة لا أبالغ إن قلت إنهم كالأخوة، يتضامنون عند أي حدث، مثلاً لو اعتدى أحد على العشيرة يقفون وقفة رجل واحد حتى لو ابتلت العشيرة بقتيل، فكانوا يتعاونون لدفع الديّة مهما بلغت الديّة، فهي توزع عليهم.
كان لنا جوار، وحسن الجوار مع كل الناس المجاورة، والعشيرة لا مشايخ، يعني عندما يقرر الشيخ بشيء، فالجميع يلتزم، فهو يقرر ما يصلح للعشيرة.
من مشايحنا حسين العلي، خليفة، رحيم خلف، سعيّد، موسى الحسن، فرحان شتيوي، ذيات مصطفى، نزال المريحيم.. فهم يشكلون مثل مجلس الشورى.
القرى التي تحدّنا: علما، الرأس الأحمر، الحبش، طيطبا، ديشوم.
بيوت العشيرة تعتبر بيوت شهر فهو يصلح للتنقل من مكان لآخر، ولكن الإقامة في وادي الحنداج "عبارة 3 آلاف دونم بين جزر وسهل وجبل"، وكانوا يزرعون القمح، الحبوب التي تنفعهم. والمزروعات كانت للبيت.
علما قريبة وفيها مسجد يُصلى فيه، نحن ليس عندنا مسجد.
كل شيء من المشايخ السابقين كان عنده ديوان وله قهوته والأباريق والدلة.. كان الأهل يجتمعون ويتسامرون ويعيشون في سعادة ليس لديهم هم.
لم يكن بالقرية مدرسة، وأيضاً المدرسة كانت بعلما، أنا تعلمت بلبنان، فقد خرجت وعمري سنتين ونصف من فلسطين.
العشيرة كان لها كبار، كا عائلة لها كبير، واجتمعوا ليس برغبة منهم لترك الوطن بسبب إتجاه العصابات الصهيونية الى القرى التي كانت تنكل بالأهالي وترتكب الجرائم لما سمعت مثل صلحة قتلوا فيها 60 شاب، وأيضاً في كفر قاسم ودير ياسين.
هذه الجرائم أخافت الناس والناس تخاف على أعراضها، قرروا الهجرة الى سوريا، والقسم الآخر الى لبنان، وقسم بقي في الوطن.
لنا أقارب عددهم كبير بالداخل في الوطن،الإتصالات معهم غير ميسرة، فالهجرة حالت دون العثور عليهم. رجل واحد له قرابة من أخوالي "علب الغازي"، عندما وصل الى حدود لبنانوفضّل العودة الى الوطن وبقي هناك.
عندما طلعنا الى لبنان تمركزنا في القرى الجنوبية من لبنان، مثل الرميش يارون. كانت الناس ليس لها مسكن، وعاشت تحت الأشجار فتنقلوا من مكان الى آخر حتى وصلنا الى القليلة وبقينا سنة هناك ثم حصلت مشاكل على الحدود، عمل بطولي هزّ الصهاينة وعلى أثرها قررت الدولة تحت ضغوط دولية، قررت ترحيل الفلسطنيين الى مناطق أخرى فجئنا الى البرغلية، وقسم كبير عندما تشرّدوا الأنروا هيأت لها خيام بسيطة متنقلة، وبعد ذلك هيأوا مدارس ومستشفى في البص، وكانت الطلاب تدرس، والأهالي عانت لأنه لا يوجد أي مقومات للحياة. كان الفلسطيني يعمل بلقمة العيش وكان يؤثر تعليم أولاده، فأنا آثر تعليم وطبابة أولادي على لقمة العيش والمسكن، سكنت فترة طويلة تحت الزينكو أو خيام لا تردّ برد ولا حر، وتحملنا..
نسأل الله تعالى أن ينصر هذه الأمة ويوحد صفوف المسلمين وعندنا يقين على العودة، وأنطلق من كتاب الله، الله سبحانه وتعالى يقول في أهمية المسجد الأقصى، فهي أرض الأنبياء فجعل الله رابطة بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام فقال: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حولهم لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".
هنا بيّن الله سبحانه وتعالى الشيء بعلمه سابقاً ماذا سيحصل لهذا الشعب، وكيف اليهود سيقومون بأعمال ستكون في نهاية المطاف تكون نهايتهم من الفساد الذي يقومون به.
إن الله سبحانه وتعالى بإرادته أمدهم برجال يهاجرون وبأموال مغدقة عليهم وجعلهم أكثر مباغتة لأنهم ممنوعون من جميع الدول العاطية السلاح الذي يأتي هبة وجديد من المصانع فيُجرب على شعبنا ومخيماتنا وجنوب لبنان وسيناء والأردن وسوريا، يباغتون ولا يحاربون إلا من وراء جدار ناسهم بينهم شديد، العالم يحسب أنهم يد واحدة ولكن الله بعلمه يبيّن لنا أنهم متنازعون. فهم قوم لا يعقلون.
ولك عندنا يقين أن نهايتهم أصبحت قريبة:
وأقول
يا أمتي لا تعجبي هذا الطلب يا أمتي كانت عناقيد الغضب
فجليلنا وبحارنا يتساءلوا أين العروبة والعرب
ياسينها قسامنا ورجالنا وجنودنا وقالوا لما التساؤل
هل غيرنا يوجد عرب قتل الشباب ونسفهم لبيوتنا
تزداد في أعماقنا موجة غضب الله أكبر يا عروبة كبّري
والقدس عاصمة العرب
ما زال ترابط هذه العشيرة موجود، والهدف المنشود ما زال موجود والأمل الكبير أن نعلّم أبناءنا وقد سعينا الى ذلك، في العشيرة هناك الأطباء والمهندسون والأساتذة والجامعيون وهم على وعي ودراية بأن الوطن لا يُستغنى عنه ولا بدَّ من تقوى الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
فأقول لشبابنا وبناتنا لنتقِ الله ونعود الى الله حتى نعود الى فلسطين.
رسالتي الى كل شاب فلسطيني أن يكون هدفه الأسمى الذي يسعى إليه هو تحرير فلسطين وأن يلتقي مع أخوانه ويتحد معهم ويُحصِّل العلم والتقوى لأنه إذا نصرنا الله أقمنا العدالة والمحبة والوحدة.
الله ينظر إلينا بعين الرحمة.
إن النصر من الله سبحانه وتعالى إن تنصروا الله ينصركم ويثبِّت أقدامكم ولا غالب لكم.
ووعد أكيد كما أرى الكون إن هذا الشعب بإذن الله سيعود الى وطنه. وعلى كل شاب فلسطيني وعربي أن يبتعد عن النزاعات ويكون همّه العمل والمعرفة وحب هذا الشعب والوطن.