كان أمس يوم الاحد وهو عطلة المدرسة ورأيت من المناسب أن أذهب الى الميناء للتفرج على عملية تصدير البرتقال من هناك وكان الجو أمس دافئا معاننا في بداية فصل الشتاء أو أخر فصل الخريف والمعروف ان درجة الحرارة لا تنخفض كثيرا في يافا في فصل الشتاء وكانت درجة الحرارة يوم أمس12مئوية .
وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا توجهت ماشيا من دارنا الى الميناء ووصلت الى رصيف الميناء قبل الساعة الحادية عشرة بقليل وتوجهت لتوي الى مخازن صناديق البرتقال الخاصة بخالي زهدي وانا أعرف مكانها لا تيسبق ان ذهبت اليها وهذه المخازن تخزن فيها صناديق البرتقال المرسلة من البيارة بالسيارات وتبقى فيها يوما أو أكثر لحين شحنها بالجرومة لتوصلها الى الباخرة التي تنقلها الى بلاد الانجليز لبيع البرتقال هناك .
وعند وصولي الى المخازن التقيت بابن عمي ممدوح وهو يشتغل مع خالي وهو مسؤول عن استلام صناديق البرتقال القادمة من البيارة وتخزينها .رحب بي ابن عمي كثيرا وبعد ذلك قلت له اني أريد قضاء اليوم عندك أتفرج
على عملية شحن البرتقال وطلبت منه أن ينقلني بأحد المراكب الى الباخرة على عملية شحن البرتقال وطلبت منه أن ينقلني بأحد المراكب الى الباخرة
وتجول بي ابن عمي في المخازن ورأيت صناديق البرتقال مصفوفة فيها ثم رأيت العمال يحملون الصناديق الى ( الجرم ) ويرتبون الصناديق فيه الى ان امتلأ وكان الجرم مربوطا بجنزير من الحديد الثقيل وركبنا انا وابن عمي في الجرم وجلسنا الى جانب ( الريس) وهو من دار الكاشف وهو الذي يتعامل معه خالي في شحن البرتقال من المخازن الى الباخرة ...
وعائلة الكاشف من عائلات البحارة المشهورين وبدأت اتحدث مع الريس بينما الجرم بعبر البحر في طريقه الى الباخرة التي كانت تقف بعيدا في عرض البحر بسبب طبيعة ميناء يافا وقلت له أريد بعض المعلومات عن بحارة لأني سأكتب موضوع انشاء قد كلفنا به مدرس العربي الاستاذ أديب الخوري فوافق الكاشف وبدأ الحديث قائلا :
" ان بحرية يافا لهم جمعية كبيرة ومن ضمنها جمعية الصيادين وجمعية لرؤساء المراكب وجمعية البحارة الذين يعملون في الميناء ورئيس هذه الجمعية هو الحاج حسن أبو شليح وكان رئيسها في السابق الحاج علي
هيكل , ولما سألت الريس الكاشف عن اشهر البحارة قال ان رؤساء البحارة كثيرون منهم المدهون والكاشف وابو شليح وجهير واليسيرو عوض واللواح واشكنتا والمشهراوي والزيبق والتلبيني ودولة وعوض واللواح واشكنتا والمشهراوي والزيبق والتلبيني ودولة والقبطان وغيرهم "ثم قلت للكاشف " سمعت ان بحارة يافا يسمون بحارة يافا " الاشاوس " فلماذا سموا بهذا الاسم ومن الذي اسماهم فرد علي قائلا " ان الذي سماهم الاشاوس هو الحاج علي امين الحسيني رئيس الهيئة العليا لانهم كانوا ابطالا وكانوا دائما يشعلون الثورات التي تبدأ بيافا ثم تنتشر في كل انحاء فلسطين وكانوا يطلعون باللنشات ويضربوا المهاجرين اليهود القادمين بالبحر بالقنابل والرشاشات لذلك قلت الهجرة اليهودية لفلسطين لبعض الوقت ثم قال " اليهود كانوا يهربون السلاح عن طريق ميناء يافا قبل انشاء ميناء تل أبيب وفي احدى المرات سقط أحد الصناديق أثناء تنزيله من الباخرة " بالونش " فانكسر الصندوق وبانت الأسلحة والقنابل التي كانت فيه ...!
بعد ذلك طلبت من الريس ان يذكر لي عن لهجة البحارة والالفاظ التي يستعملونها فأجاب ضاحكا " منها ياريسي , ياخوي , شايف كيف , هات الباتاتوكا والحقني على الفلوكا ,,, يعني هات الجاكيت والحقني على الفلوكة .." ولما سألته عن لباس البحارة قال لي " البحارة يلبسون الشراويل يعني شروال ابيض وفوقه شروال أسود والبحار يلف الشملة ويلبس الصدرية والطربوش الاحمر أو الطربوش المائل الى السواد "ولما وصلنا قرب الباخرة ساعدني اثنان من البحارة على الصعود اليها مع ابن عمي ورحب بنا قبطان الباخرة وهو انجليزي وقال لي ان باخرته هي باخرة شحن انجليزية وذكر انه سيتجه بحمولته من صناديق البرتقال الى ميناء ليفربول الانجليزي غدا لتفريغ الباخرة من البرتقال الذي يباع هناك بأسعار جيدة وبعد ان تجولنا في الباخرة لبعض الوقت عدت لركوب " الجرم "بمساعدة بعض البحارة !!وفي اثناء عودتنا تجاذبت أطراف الحديث مع " الكاشف" عن البحر والبرتقال وفي اثناء عودتنا تجاذبت أطراف الحديث مع " الكاشف" عن البحر والبرتقال وفي اثناء عودتنا تجاذبت أطراف الحديث مع " الكاشف" عن البحر والبرتقال فاقترح علي ان أسال أحد الصيادين أو أحد بائعي السمك عن ذلك ,,وبعد وصولنا الى الرصيف نزلت من الجرم وشكرت الريس الكاشف وودعت ابن عمي ممدوح وعدت راجعا الى بيتي ...