جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
صفات البدو يرى ابن خلدون أنّ الإنسان ابن عوائده ومألوفه، لا ابن طبيعته ومزاجه. وحسب رؤية ابن خلدون فإن صفات البدو وطباعهم هي نتيجة ظروف حياتهم الاجتماعية أكثر مما هي نتيجة تربيتهم أو حتى إرادتهم. يتصف البدو بالكرم والشجاعة وكرم الضيافة والتفاني في إرضاء ضيفهم وإكرامه مهما كلفهم ذلك، وهم لا يتفاخرون بذلك من أجل الشهرة، بل هو نابع من طبع أصيل، والجار عند البدوي محل اعتزاز وتقدير والتزم بالدفاع عنه وعدم الغدر به، ويظل البدوي موضع ثقة الآخر وإن اختلفت المنابع والأنساب. فهو يطلق صفة ابن عمي على أي بدوي آخر، حتى ولو كان من عشيرة غير عشيرته. إن قضية العرض هي من أكثر القضايا حساسية لديه، حيث يوليها الأهمية الكبرى، إذ تتعدى عملية القتل، فالكل يُجمع على أن: مصيبة المال ولا مصيبة العيال، مصيبة العيال ولا مصيبة الدين، ومصيبة الدين ولا مصيبة العرض. فالعرض لديهم شيء مقدس ومن هنا نجد أن البدو يحافظون على النساء وحوادث الاغتصاب لا وجود لها عندهم، فالبدوي إذا وجد المرأة يحميها ويحافظ عليها وواجبه أن يوصلها إلى أهلها. البدوي بطبيعته متدين. وهو يحافظ على عاداته وتقاليده، يعتز بها ويفتخر. حتى لهجتهم البدوية وطريقة أحاديثهم لم يستطع البدوي أن يتخلى عنها. ويفتخر بانتمائه إلى عشيرته لأنه يكتسب من خلال هذا الانتماء أصولهُ العرقية والاجتماعية. والروابط بين أفراد العشيرة تقوم على أساس صلة الدم والقربى. يشتهر البدو منذ غابر الأزمنة في تقفي الأثر الذي يسمى في لغتهم البدوية قصّ الأثر، وتظل قهوة «الأجاويد» القهوة المُرة من أهم ما يتميز به التراث الشعبي البدوي