هوية: المشروع الوطني للحفاظ على الجذور الفلسطينية

قصص وروايات العائلة استعراض

لا توجد سجلات

عندما يكون العيد فرصة للتوثيق ولمّ الشمل الفلسطيني:

جمع شجرة عائلة ابو شليح - يافا

هوية - 30/3/2025

في أيام عيد الفطر، وبين التهاني المتبادلة والتواصل مع الأهل والأصدقاء، قد تأتينا مصادفات جميلة تُعيد إلينا ذكريات بعيدة وتفتح أمامنا آفاقاً جديدة. هذا ما حدث معنا في مؤسسة هوية خلال عطلة العيد، حينما صادفنا منشوراً لصديق قديم، ياسر أبو شليح، فرقنا عنه الزمن لأكثر من 25 عاماً، لكنه ظهر من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، مستقراً في كندا.

في منشوره، لفتنا نشره لصورة قديمة لشخص كبير في السن تبدو عليه ملامح الجديّة والوقار، يعرّفه بأنه جده، واسمه سعيد حسن أبو شليح. ومن طبيعة عمل هوية أنها تبحث عن أي صورة لجيل النكبة، هؤلاء الذين عاشوا فلسطين قبل الاحتلال وحملوا ذاكرتها معهم في الشتات. تواصلنا مع الصديق برسالة قصيرة نسأله فيها عن جذور جده، فجاء الجواب: “من يافا”، مع ترحيب ومعايدة جميلة بالمناسبة.

لم يكن هذا الاكتشاف ليمر دون أثر، فقد بحثنا سريعاً في أرشيفنا عن ما لدينا حول عائلة أبو شليح من يافا، ووجدنا أن لدينا نواة شجرة عائلية تضم حوالي 60 اسماً. أرسلناها إليه، فكانت فرحته كبيرة! لم يكن يتوقع أن هناك من يهتم بجذور العائلة ويوثق أسماء أجداده. هذه الفرحة دفعته فوراً لإرسال ما لديه من معلومات، وأضاف أسماء جديدة، خاصة اسم جد سعيد وإخوانه، محمد ومصطفى، وهو ما سمح لنا بربط أجزاء متفرقة كانت لدينا سابقاً. خلال ساعات قليلة، تطورت الشجرة لتضم أكثر من 200 اسم، وأصبح لدينا صورة أكثر وضوحاً لعائلة أبو شليح من يافا.

هكذا، وفي قلب العيد، لم يكن الفرح فقط بإنجاز توثيقي سريع يساهم في حفظ تاريخ العائلات الفلسطينية، ولكن باستعادة تواصل مع صديق انقطعنا عنه لسنوات.. وفوق ذلك فإن حماسة صديقنا جاءت لتفتح لنا باباً للتواصل مع أبناء الجالية الفلسطينية في كندا وبعض مؤسساتهم الناشطة هناك.

إنها لحظات تؤكد أن التواصل لا يقتصر على التهاني، بل يمكن أن يكون جسراً نحو إعادة بناء الذاكرة الجماعية الفلسطينية، ومدّ الجسور بين الأجيال رغم تباعد المسافات.

تمت الاضافة من قبل Howiyya بتاريخ 02/04/2025
السجلات 
 من 4٬862