سيرة أبي محمد خليل صبحية - بقلم صلاح محمد صبحية

من صفحة: أوراق ترشيحا
ولِدَ أبي محمد خليل صبحية عام 1927 في بلدته ترشيحا، وكان أصغر إخوته مريم وعبد ومحمود..
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ترشيحا الأميرية، وعمل منذ نعومة أظفاره بالزراعة إلى جانب والده..
لجأ مع أهله عام 1948 إلى مدينة حمص وسط سورية، وتزوج من ابنة خاله كاملة أحمد البيك عام 1950، وأنجب ولده صلاح بداية عام 1951 قبل أن يستقر بهم المقام في مخيم العائدين بحمص في العام التالي حيث سكن وعائلته في أحد أكواخ المخيم..
اشتغل بالعديد من الأعمال لتأمين متطلبات المعيشة اليومية..
بعد صحوة الشباب الفلسطيني من مأساة النكبة الفلسطينية والتفاتهم إلى ما حلّ بالشعب الفلسطيني الذي طُردَ من أرض وطنه ليعيش لاجئاً في مخيمات اللاجئين، وإدراكهم للواقع المأساوي الذي أصبحوا يعيشونه، وأن يوم العودة أصبح يبتعد عنهم، انتمى العديد منهم إلى الأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية، حيث كانت تطالب هذه الأحزاب بالتحرير والعودة..
ولكن بعض الشباب الفلسطيني سارع إلى تشكيل التنظيمات الوطنية الفلسطينية، فتم تأسيس منظمة الشباب الوطني الفلسطيني في حمص عام 1954 والتي انتمى إليها العشرات من الشباب الفلسطيني في المخيم وخارجه، وكان والدي رحمه الله من بين الأوائل الذين ساهموا في تشكيل منظمة الشباب الوطني الفلسطيني والتي كان شبابها يعقدون اجتماعاتهم الدورية في الكوخ الذي كنا نعيش فيه..
ولكن والدي الذي كانه هاجسه اليومي التحرير والعودة التحق بكتيبة الفدائيين الفلسطينيين التي تشكلت بإشراف الحكومة السورية عام 1956 مؤمناً بأن طريق الفداء والتضحية هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين، ولكنه لم يستمر طويلا في هذه الكتيبة لأنه لم يقبل هو وآخرين أن ينتقلوا للسكن في دمشق، وكان من بين الذين انتقلوا إلى دمشق محمود عمر علماني وسبع سليم السباعي الذي استشهد في فلسطين..
وعندما قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل جيش التحرير الفلسطيني ذهب والدي للتطوع في جيش التحرير إلا أنه لم ينجح في الفحص الطبي..
وكان لوالدي ثلاثة أولاد وخمسة بنات وكان يسكن معنا بيت جدي لأمي في بيت مكون من ثلاث غرف..
فتح والدي أبو صلاح دكان سمانة، ولكنه بعد فترة التحق للعمل في معمل صناعة أواني الألمنيوم وذلك إلى جانب أخويه أبو منير وأبو سامي..
في عام 1975 ذهب إلى السعودية مرافقاَ لشقيقتي المعلمة واستمر هناك حوالي عشر سنوات، ثم عاد ليستقر في مخيم العائدين بحمص..
أجاد والدي الانجليزية قراءة وكتابة وحديثاً وكان ذلك مساعداً لنا في المرحلة الإعدادية..
كان يأمل دائما بالعودة إلى فلسطين لكن حلمه لم يتحقق، (أرفق هنا أحد رسائله التي كتبها من موقعه في كتيبة الفدائيين)..
أصيب والدي بمرض السرطان في آذار 1994 وتوفي في أيار من العام نفسه بعد معاناة شديدة مع المرض، رحمة الله واسكنه فسيح جناته..
الصور:
1- المرحوم محمد خليل صبحية/ شتاء حمص 1953..
2، 3، 4- رسالة من المرحوم محمد صبحية إلى أحد أشقائه.


