العليا تصدر أمرا بإعادة النظر في مسار جدار الفصل في بتير
أصدر قضاة المحكمة العليا، اليوم الخميس، أمرا يلزم الدولة بإعادة النظر في طريقة بناء جدار الفصل العنصري في منطقة قرية بتير، التي تبعد بضعة كيلومترات عن القدس جنوبا وتتبع لمحافظة بيت لحم، وذلك من أجل تجنب المس بالمشهد الزارعي التقليدي والمدرجات الزراعية القديمة فيها، خاصة وأنها مرشحة لتكون في قائمة التراث العالمي من قبل اليونيسكو.
وكانت العليا الإسرائيلية قد ناقشت يوم أمس التماسين، الأول قدم من قبل منظمة "أصدقاء الكرة الأرضية"، والثاني باسم كان قرية بتير. وحذرت الالتماسات من الأضرار التي قد تقع للمدرجات والزراعة التقليدية.
وجاء في القرار أنه بسبب الطابع الخاص للمنطقة فمن الأجدر أن تقوم الجهات الأمنية بإعادة النظر في الترتيبات الأمنية، وتقديم اقتراح بديل لإقامة الجدار الإشكالي خلال 90 يوما.
تجدر الإشارة إلى أن البلدة التي يقطنها نحو 5 آلاف نسمة ولا تزيد مساحتها عن 12 ألف دونم ويمر من طرفها الشمالي خط سكة حديد الحجاز الذي أنشاه العثمانيون ويستخدمه الاحتلال، قد فازت خلال نيسان/ أبريل الماضي بجائزة "ميلينا كوري" للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي التي تقدمها منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، وذلك من بين ثلاثين موقعا عالميا شاركت في المسابقة مرشحة لقائمة لتراث العالمي.
وتكتسب البلدة ذات المياه الوفيرة والطبيعة الخضراء أهميتها من ذلك الإرث الحضاري الذي توارثته منذ ما يزيد على خمسة آلاف سنة، أبرزها الخربة والزيتون الرومي وينابيع المياه والمدرجات الزراعية ومنظومة ري نادرة توارثتها عبر الأجيال ومتوافق عليه بين عائلاتها الثماني لري مزروعاتها في قطع شبه متساوية.
كما تجدر الإشارة إلى أن جدار الفصل يفصلها عن القدس، ويعزل نحو ألفي دونم من الأراضي عن مالكيها. ويتجه الجدار من قرية الولجة شرقا، ويخترق أراضي البلدة غربا بموازاة خط سكة حديد الحجاز (سابقا) الذي يربط اليوم القدس بسائر المدن الإسرائيلية، مفسدا قنوات الري وعازلا كروم الزيتون.
المصدر: عرب 48