مخيّم اليرموك: حركة نزوح واسعة... ومخاوف من بابا عمرو جديد
شهد مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، الإثنين، نزوح العشرات من الفلسطينيين إلى خارج المخيم؛ نتيجة أعمال العنف التي تدور في المنطقة ومحيطها، لاسيما بعد سقوط عشرات الشهداء والجرحى، إثر قصف الطائرات الحربية التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أحد مساجد المخيم.
وقال نشطاء من مخيم اليرموك: "إن سيارات الأجرة امتنعت عن نقل النازحين، ومعظمهم هرب سيرًا على الأقدام إلى خارج المخيم، وأكثر من 80% من سكان المخيم غادروه بحثًا عن مناطق آمنة".
وأشاروا إلى أن القصف أسفر عن تدمير مدرستي "المنصورة" و"الجرمق"، وإلحاق أضرار كبيرة بهما، وأول من أمس دمّر القصف مستشفى ومسجدًا في المخيم.
ويشهد مخيم اليرموك الذي يعيش فيه قرابة (525) ألف شخص, في الآونة الأخيرة, هجمات من نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ بزعم وجود عناصر مسلحة من الجيش الحر في المخيم.
ودعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تجنيب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الأزمة في سورية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري؛ من أجل "توفير حماية للفلسطينيين في سوريا".
وقال عباس في بيان له: "إننا نتابع في غاية القلق ما يجري من إقحام لشعبنا ومخيماتنا بسوريا في الصراع الداخلي المؤسف هناك، وقد وصل الأمر إلى القصف الذي عرض له مخيم اليرموك بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من أبناء شعبنا شهداء وجرحى".
وطالب عباس بوقف إقحام اللاجئين الفلسطينيين بالصراع الداخلي الدائر في سوريا، داعيًا "الأطراف المتصارعة" إلى تجنيب المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني في سوريا "ويلات هذه المعارك، وعدم إقحام الفلسطينيين فيها".
وكانت الحكومة الفلسطينية أدانت على لسان الناطق باسمها طاهر النونو، أول من أمس، استهداف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، ودعت إلى وقف استهداف أبناء الشعب الفلسطيني، وتجنيبه ما يجري هناك.
بدورها قالت دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس": "إن الشعب الفلسطيني يؤيد الشعب السوري في ثورته، ويتعاطف معه، ويدين الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام الحاكم ضده".
وأضافت الدائرة في بيان لها: "إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لا يشاركون الشعب السوري في ثورته؛ ذلك أن الفلسطينيين اختاروا عدم التدخل في شئون الدول المضيفة لهم, ولانشغالهم في معركة تحرير فلسطين من الاحتلال (الإسرائيلي)".
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ما وصفته بالقصف الإجرامي الذي عرض له مخيم اليرموك، وأكدت في بيان حرصها على أمن وسلامة الشعب الفلسطيني في سوريا، معبرة عن عميق حزنها وأسفها لإراقة الدماء في سوريا، سواء كانت سورية أم فلسطينية.
ودعت الحركة العرب والمسلمين كافة وكل أحرار العالم لتحمل مسؤولياتهم، والسعي إلى حقن دماء كل السوريين والفلسطينيين، والسعي لإخراج هذا البلد وشعبه من محنته ومأساته الراهنة.
وقال عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين ماهر الجعبري: "إن الاعتداءات على مخيم اليرموك في دمشق تكشف عن زيف دعوى الممانعة الكاذبة التي تبجح بها الأسد، ومن دار بفلكه من فصائل فلسطينية نسبت نفسها للمقاومة، وهي تكشف أن هذا النظام لم يكن يومًا أمينًا على قضية فلسطين ولا على مشروع تحريرها، بل ظل يسخّر الفصائل الفلسطينية التي عاشت في كنفه لتحقيق مآربه في خدمة أمريكا".
في تلك الأثناء، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): "إن الأحداث المروعة التي جرت تثير تساؤلات خطيرة حيال استقرار وحماية لاجئي فلسطين في سوريا".
وأضافت الوكالة في بيان: "إننا تتابع ببالغ القلق والاهتمام الصور المروعة التي التقطتها وكالات الأنباء والتقارير العديدة للعديد من الإصابات التي وقعت في صفوف لاجئي فلسطين، وهم يحاولون الفرار من مخيم اليرموك".
وناشد المفوض العام لـ(الأونروا) فيليبو غراندي السلطات السورية والأطراف المتنازعة كافة المحافظة على أمن اللاجئين الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم في سوريا.
في غضون ذلك، ووجهت صفحات اجتماعية وشخصيات اعتبارية وكتاب وباحثون رسالة إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي يترأسها رئيس السلطة محمود عباس، تناشدها إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين بمخيمات سوريا، الذين يعرضون لبطش النظام.
وقالت الرسالة: "إن الفلسطينيين في المخيمات السورية حرصوا منذ بداية الثورة السورية على النأي بأنفسهم عما يجري في سوريا، وتجنيب مخيماتهم تبعات الصراع المسلح فيها، وتحويل المخيمات إلى مناطق آمنة لاحتضان أهالي المناطق المنكوبة".
ودعوا إلى حث المنظمات الدولية على فرض الحماية على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وحث منظمة (الأونروا) على القيام بواجبها الإنساني في هذا المجال، ومطالبة كلٍّ من: الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل، والقيام بواجبهما في هذا المجال.
المصدر: فلسطين أون لاين