يحاول الاحتلال سرقة الأراضي الفلسطينية بما تحويه من آثار وتراث بمختلف الأساليب والحيل، ومن هذه الحيل الادعاء بوجود آثار تتبع لهم ولأنبيائهم كما يحصل مع قبر الرجل الصالح "يوسف" شرق نابلس، والذي يزعم اليهود أنه مقام للنبي يوسف عليه السلام.
تزوير للتاريــخ
قبر "يوسف" يقع في "بلاطة البلد" شرق مدينة نابلس، ولا يبعد سوى مئات أمتار عن مخيم بلاطة للاجئين، صار المستوطنون الصهاينة يؤمونه بشكل يومي للصلاة فيه والغناء وإزعاج الأهالي، وذلك بعد التنسيق مع مليشيا عباس لتامين حماية المكان.
المواطن محمد المصري من مدينة نابلس، يقول إن المكان هو قبر لأحد أولياء المسلمين وهو مكان تاريخي، ومزاعم المستوطنين كاذبة هدفها الاستيلاء على القبر، و لا يوجد قبر لنبي يعرف تحقيقًا إلا قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بحسب ما ورد في أكثر كتب التاريخ.
وأضاف: "للأسف الشديد فإن السلطة تقر بما هو ليس موجود، وتعطي المستوطنين ذريعة للسيطرة لاحقًا على الأماكن التراثية بشكل متكرر بسماحها للمستوطنين بزيارة القبر عبر التنسيق المسبق".
وقد حاولت الحركة الصهيونية إقناع العالم الغربي بأن فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهو ما يطمح إليه المستوطنون عبر تعزيز فكرة الارتباط بالمكان، وهو ارتباط سياسي وديني وأيديولوجي.
سرقـــة للتراث
ويخشى أهالي نابلس أن يتحول "مقام يوسف" إلى منطقة دينية يرى اليهود أن لهم فيها حقًا، كما حصل في "قبة راحيل" ومسجد بلال ببيت لحم، ويفرضون فيها واقعًا جديدًا.
وبحسب الحقوقي ناصر أبو شيخ فإن المستوطنين يلجأون إلى تزوير التاريخ واستحداثه خاصة فيما يتعلق بالتراث الفلسطيني في تلك الأماكن لتسهيل السيطرة عليها، ويضرب مثالاً على ذلك مزاعم المستوطنين بأن لهم حقًا في الحرم الإبراهيمي، وهو ما أدى بالتالي إلى تقاسمه مع المسلمين ولاحقًا قد يطردون المسلمين.
وبحسب كتب التاريخ فلم يثبت بالشكل القاطع نسب المقامات والقبور الموجودة في فلسطين لشخص بحد ذاته. . لكن وعلى الرغم من ذلك فقد استخدمت "الحركة الصهيونية" القبور والمقامات مبررات لبسط سيطرتها وسرقتها للأراضي الفلسطينية، واستحدثت قبور قديسين مثل "قبة راحيل "التي ربطتها بمستوطنة أفرات جنوب الضفة.
ويعتبر "مقام يوسف" مكانًا للخوف والذعر والتوتر المتواصل للأهالي في منطقة "بلاطة البلد" وخاصة للمنازل القريبة منه، وعلى مدار السنوات الماضية شكل هاجسًا لسكان المنطقة، حيث كان المقام في بداية انتفاضة الأقصى مسرحًا لعمليات إطلاق نار متبادلة بين نشطاء الانتفاضة وجيش الاحتلال.
المصدر : المركز الفلسطيني للاعلام