يخشى المراقبون لسياسة الاستيطان الصهيوني بالضفة الغربية أن تصبح كل منطقة مهمة أو خصبة فيها ذات موقع زراعي أو سياحي أو ديني تحت أيدي المغتصبين الصهاينة، وذلك في ظل غياب ما يردعهم ويوقفهم عند حدهم.. "وادي قانا" بمحافظة سلفيت أحد هذه المناطق المهددة بالمصادرة.
خصوبة وجمال
يقع "وادي قانا" غرب بلدة "ديراستيا" في الشمال الغربي لمحافظة سلفيت، ويعتبر أحد أجمل وديان الضفة الغربية المحتلة، وهو مقصد للسياح ولكل من أراد الاستجمام والتنزه، وبحسب المهندس الزراعي محمود بركات فقد بلغت مساحة أراضي "واد قانا" ما يزيد عن 10 آلاف دونم، كما أن فيه 11 عين ماء.
ونظرًا لأهميته وخصوبته أصبح "وادي قانا" هدفًا للمشاريع الاستيطانية الصهيونية، حيث صادر المستوطنون جزءًا من الوادي، في الوقت الذي منع فيه الاحتلال الأهالي من دخول جزئه الآخر، حيث يقول الناشط في مقاومة الاستيطان محمد عبد الله إن الاحتلال أقام على أراضي الوادي وعلى الأراضي المطلة عليه ست مغتصبات صهيونية.
ويضيف: أن من أبرز هذه المغتصبات الصهيونية هي "عمانوئيل" من الشرق، والتي تلقي بمياهها العادمة في الوادي، حيث وصلت المياه العادمة إلى تلويث عيون الجوزة والفوار، بالإضافة إلى مستوطنات "يا كير" التي تطل على الوادي وتحاصره من ناحية الجنوب، حيث سيطرت على معظم الطرق المؤدية إليه، وكذلك مستوطنة "نوفيم".
تخريب صهيوني متعمد
وفي إطار سعي المستوطنين للاستيلاء الكامل على الوادي من خلال تبادل الأدوار مع جيش الاحتلال الصهيوني، يقوم المستوطنون بإلقاء نفاياتهم ومياههم العادمة في الوادي، بالإضافة إلى تخريب متواصل لحقول المزارعين هناك، ويتزامن ذلك مع إعلان سلطات الاحتلال منطقة "وادي قانا" منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت المزارعين والمواطنين من الدخول أو الخروج من الوادي.
وتعقيبًا على ذلك قال رئيس بلدية "ديراستيا" نظمي سلمان: إن عددًا كبيرًا من جنود الاحتلال انتشروا غرب بلدة ديراستيا في الشارع الرئيس على مدخل وادي قانا، ومنعوا المزارعين والمواطنين من التوجه إلى أراضيهم الزراعية في الوادي، في الوقت الذي يوجد فيه 13 حافلة صهيونية تقل المستوطنين من مغتصبات "ألفيه منشيه"، و"كرني شمرون" في الوادي.
مناشدة
ويروي شهود عيان من البلدة لمراسلنا قيام المستوطنين بين فترة وأخرى باقتلاع أشجار الزيتون، وحرق المزروعات، ومصادرة السياج الذي يحيط بالأراضي المزروعة في وادي قانا، وضرب المزارعين وتهديدهم بالطرد والملاحقة.
وقد ناشد المزارعون ورعاة الأغنام كافة الجهات المعنية بالعمل على وقف اعتداءات المستوطنين، التي تتم بحماية جيش الاحتلال، كما ناشد رئيس بلدية "ديراستيا" كافة الجهات الحقوقية التدخل الفوري لوقف الاعتداءات على "وادي قانا" قبل سرقته والاستيلاء عليه من المستوطنين.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام