قرية الدامون
نقطة تحديدها على الخريطة 2534/1675 تقع في الجبهة الشرقية لمدينة عكا وتبعد عنها كم، كما يمر منها شارع كابول المتفرع عن شارع شفا عمرو ـ وبعد 300 متر عن المفرق.
تحيطها الرويس من الجنوب ومن الشرق كابول وميعار وطمره ومن الشمال البروة وشعب. ترتفع الدامون 25متراً عن سطح البحر وتحيطها الأراضي والمواقع التالية:
من الشمال العجمي، الأجرد، أبو عصيدة، المصرارة.
من الشرق: وعرة الكروم، أرض المزار، المقبرة، الزيتون الشرقي، وعرة المدورة.
من الجنوب: الكردية، أبو جعران، الخلايل، الرغبة، العشر، وعرة أبو سامي المغجرة، وعرة سعد.
من الغرب: القصلية، أبو السحالي، المدرسة، المقبرة الغربية العجرية، العين، غربان، حجارة النص، الحرزات، أم الرمان، القطعات، دعوق، شواريخ.
يمر شال القرية وادي الحلزون ووادي أبو عصيدة، كما كان يشرب السكان من عين البلد وهي بئر عمية قيل أن عمقها 132متراً، كما أن خزان الماء القريب من العين الذي كان في أول البلد، كان لأحد الألمان الذي اشترى الأرض من الدامون وكان يسكن حيفا، وقد هرب أثناء الحرب العالمية الثانية ولم يعد.
اشتق اسمها من الكلمة الكنعانية (Damura) (دامورا) بمعنى العجيب أو (Temarta) بمعنى النخيل، ذكرت في القرون الوسطى باسم (Domar).
كما ذكرها الرحالة الفارسي ناصر خسرو في 5 آذار 1047 حيثُ قال: "بلغ ركبنا بلدة مغارك التي تسمى الدامون وزرنا قبر ذي الكفل.
وقد دفن في الدامون أثناء الحروب الصليبية كل من عبد المغيث وأحمد العجمي، ودفنا في شمالها، وأقيم على قبر كل منهما بناية لها قبة. كما تحدّث عنها أبو الفداء في القرن الرابع عشر الميلادي في كتابه (تقويم البلدان): "ومن البروه بلغت الدامون وزرت المشهد المعروف بقبر ذي الكفل".
سكنها في بداية القرن الثامن عشر علي صالح الزيداني الذي استوطن فيها وضمنها من الشهابيين وكان من ملتزمي الأراضي البارزين وهو الذي بنى جامع الدامون سنة 172م. وقد نقش شعراً فوق مدخل الجامع جاء فيه:
عمر المساجد للتقى وبناها من حل من رتب السعود ذراها
ربي ارْض عن علي ابن صالح ذي الندى والمجد والحسب القديم زراها
زد خمسة صاحي وقل تاريخه شكر الإله قصوركم ورعاها
وهكذا فإن التاريخ موجود في عبارة (شكر الإله قصوركم ورعاها) هو سنة 1130 هـ، يضاف إليه خمسة أي 135 وهذا يعني سنة 172م. ودفن علي بن صالح في الدامون.
كما يوجد في القرية قبر يعرف بقبر أيوب كما كانت توجد فيها حمولة تسمى حمولة (كريم) ترجع بنسبها إلى الزيادنة ولعلها من نسل أيوب الزيدان نسيب ضاهر العمر وابن عمه.
سنة 1742 وقع خلاف بين محمد علي صالح الزيداني الملقب (أبو ضاني) وابن عمه ضاهر العمر (وقد انحاز محمد علي إلى سليمان باشا العظم والي دمشق طمعاً في أن يصبح حاكماً على البلاد بدل ضاهر العمر، وعندما ترك سليمان باشا البلاد وعاد إلى دمشق، كان ضاهر في هذه الفترة في طبريا وكان يتردد على عكا، وله فيها أصدقاء من التجار ومنهم التاجر الفرنسي يوسف بلاد، ولم تكن عكا في هذه الفترة تابعة لضاهر العمر. بل كانت تابعة لصيدا ويلتزمها من الوزير بالإضافة إلى بيروت وصيدا رجل من صيدا يسمى علي آغا حمود حاول ضاهر العمر إلقاء القبض على ابن عمه للانتقام منه. وقد تمكن من إلقاء القبض عليه وسجنه في سجن طبريا ثم شنقه، واستولى على ناحيته التي كانت تشكل شفا عمرو والدامون حتى قرية الشيخ بريك.
وبقتل محمد علي صالح الزيداني تمهد لضاهر العمر للاستيلاء على مدينة عكا وناحيتها. وذكر أنه في سنة 1809 ظهر في الدامون رجل باسم الحاج محمد خطيب الداموني وكان من الرجال الذين يعتمد عليهم سليمان باشا العادل. بلغ عدد السكان في الدامون سنة 1945 حوالي 1310 نسمات وكانت تضم العائلات التالية:
1 ـ البقاعية وكان مختارها صالح عبد الله بقاعي وقبله مصطفى خليل بقاعي.
2 ـ الزيادنة وكان مختارها مصطفى حسين العلي
3 ـ العياش وكان شيخها سعيد محمد.
3 ـ اللوباني وكان شيخها حسين علي مراد.
6 ـ أبو أحمد وكان شيخها مصطفى سعيد حمد.
كما ضمّت عائلات أخرى مثل عائلة البصل، أبو شاهين، حسان، كيوان، الفرعتاوي، أبو سلام، عثمان، مراد، الحمدون، أحمد المحمود، داهود، أبو سراج، ريان، مرداوي، أبو علو، سالم، العفيفي، النجار وأبو الغنم، الصوفي، أبو علي.
الدامون قرية سكنها المسيحيون والمسلمون منهم من عمل بالرزاعة أو صناعة الحصر أو القفاف أو المعصرة أو الرعاية ومنهم من كانوا أصحاب طرق صوفية مثل عائلة إبراهيم مصطفى الكيلاني (الهندي) كما كانت عائلة أخرى تسمى عائلة الصوفية.
أما العائلات المسيحية فكانت:
1 ـ عائلة الخوري وزعيمها ميخائيل خوري (أبو نديم).
2 ـ عائلة يعقوب وزعيمها عبد الله يعقوب.
وعائلة أخرى يقال لهها أبو حمده، كما كانت تسكن الدامون عائلة عبود التي غادرتها زمن الانتداب وسكنت شفا عمرو والناصرة.
أما كبار ملاكي القرية فكانوا:
1 ـ خليل أسعد بقاعي وكان يضرب المثل في اتساع أملاكه حيثُ يقولون "عندك شواريخ خليل الأسعد" وهي قطعة أرض واسعة وخصبة.
2 ـ عبد الله أحمد بقاعي.
3 ـ الشيخ مهاوش زيادنه.
4 ـ عمر مصطفى زيادنه.
5 ـ ميخائيل عبد الله الخوري (أبو نديم) وأخوه رفيق عبد الله خوري (أبو موفق).
6 ـ عبد الله يعقوب.
يقال أن جد عائلة البقاعي قدم إلى القرية زمن أحمد باشا الجزار من قرية الرفيد في البقاع اللبناني وقد ارتبطت هذه العائلة بنسب عديد مع القرى المجاورة.
وقد كثرت في الدامون المقامات والمواقع المقدسة مثل:
1 ـ مقام عبد الله الدجاني ـ في القرية في الجهة الغربية.
2 ـ مقام محمد وأحمد العروري ـ في موقع المدورة، جنوب شرق البلد.
3 ـ أحمد العجمي ـ مقامه في شمال شرق البلد.
4 ـ يوسف المسلماني ـ بجانب الشيخ عبد الله الدجاني.
5 ـ مغارة بنات الزاوية ـ جنوب غرب البلد في وعرة أبو شامة
وقد أوقفت الأراضي للأماكن المقدسة الإسلامية المسيحية.
مثلاً: أوقف بذار 30 كيلاً للجامع.
أوقف بذار 30 كيلاً للكنيسة.
أوقف بذار 12 كيلاً للشيخ عبد الله الدجاني.
أوقف بذار 12 كيلاً للشيخ أحمد العروي.
امتازت أراضي الدامون بخصوبتها واتساعها، تقدر بـ 20.000 دونم كانت تنتج أجود أنواع البطيخ والشمام كما زرعت فيها أشجار الفاكهة والحمضيات، وعمل السكان في الزراعة وصناعة الحصر والقفف من الخوص والحلفاء أو السمار الذي ينبت على ضفاف النعامين كما ضمت مدرسة منذ العهد العثماني.
أما السكان الذين كانوا يعملون في صناعة الحصر فقد كانوا يحصلون على السمار والسعد والحلفا من أرض الموت التي كان يطلق عليها اسم السبطة والصيره.
كان يمتلك هذه الأراضي دار الحاح ودار الإدلبي من عكا وباعوها لبولص دباس، عندها خاف السكان على صناعتهم ومصدر عيشهم فأوكلوا الحامي راغب البرغوثي للدفاع عنهم، أما أصحاب الأراضي فقد أوكلوا المحامي أحمد الشقيري للدفاع عنهم، وقد ترك القضية عندما شعر أن أهل الدامون سيُظلمون نتيجة لذلك وقد استمات السكان في الدفاع عن مصدر رزقهم وسجن وعذب بعضهم. ولم يتوقف السكان عن ذلك إلا عندما زار المندوب السامي سنة 1934 الموقع وحكمت المحكمة بأن تبقى الأرض تحت تصرف أهل الدامون والتي كانت تقدر مساحتها بـ 10.000 دونم.
كما سكنها أحد الأرمن وكان اسه عمانوئيل وحفر بئراً ارتوازية بقرب العين وكان يضخ الماء منه، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية سجل أملاكه لنقولا الحايك وهرب من البلاد، أما نقولا الحايك فقد قام بمشروع معصرة زيت وبابور طحين حديث شراكة مع علي الجربوني من عرابة وعلي العوض ونايف أبو حميد.
لقد شاركت الدامون في ثورة سنة 1936 وكان قائد فصيلها محمد مهاوش واستشهد منها كل من سعيد طه زيداني، مصطفى عمر زيداني، ومحمد خطيب بقاعي، كما تمّ الحكم بالإعدام زمن الانتداب على كل من: عبد العزيز سعيد بقاعي وأحمد عبد شاويش لأنهما حاولا اغتيال المندوب السامي البريطاني بالقرب من بير الطيره، واستشهد سنة 1948 بعد سقوط كل من عكا والقرى المجاورة ودمرت تدميراً كاملاً.
وتقع حول الدامون عدة مواقع أثرية مثل:
1 ـ تل كيسان: في الجهة الغربية وجنوب تل العياضة. ويقال للإنسان إذا أراد الغدر والباطل (ركب كيسان) كانت تقوم على بلد أكشاف بمعنى السحر أو العرافة وهي قرية كنعانية ذكرت بين أسماء المدن التي فتحها تحتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كما خيمت على تلك كيسان وتل العياضية جيوش صلاح الدين في حربها، وقد عثر في تل كيسان على آثار تعود إلى عهد الهكسوس.
2 ـ قرية الداعوق: آثار قلعة صليبية حملت اسم (Castiel Doc) أي الحصن المشرف وقد جرت عليها معركة طاحنة بين الفرنجة وصلاح الدين وتمكن صلاح الدين من احتلال الحصن وتدميره.
المصدر: كتاب من قرانا المهجرة في فلسطين