ميرفت صادق-رام الله
اعتقلت قوات ضخمة من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد ( 13/1/2013) كافة نشطاء قرية "باب الشمس" التي شيدها الفلسطينيون الجمعة على أراضٍ مهددة بالمصادرة لصالح بناء مشروع "إي 1" الاستيطاني شرق القدس المحتلة.
واقتحم مئات الجنود الإسرائيليين في الساعة الثانية فجرا القرية التي ضمت نحو 40 خيمة يبيت فيها نشطاء من كافة أنحاء الضفة الغربية، وهدمت خيامها قبل أن تعتقل نحو 150 ناشطا بينهم سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي.
وحاول النشطاء ربط أنفسهم بالخيام رفضا لعمليات إخلاء القرية، وراحوا يهتفون "بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين"، غير أن قوات الاحتلال اعتقلتهم بالقوة مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم. وتمّ الإفراج عن معظمهم قرب حاجز قلنديا جنوب رام الله بالضفة الغربية.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان عبد الله أبو رحمة أثناء احتجازه مع المعتقلين بحافلات أخرجتهم من المنطقة، إن نحو ثلاث آلاف جندي إسرائيلي شاركوا في الهجوم العنيف على قرية باب الشمس، وقاموا بضرب النشطاء بشكل مبرح خلال اعتقالهم.
وذكر أبو رحمة للجزيرة نت أن عددا من النشطاء أصيبوا بجروح جراء تعرضهم للضرب المبرح، لكنه شدد على أن فكرة باب الشمس لا يمكن هدمها وأن هذه "ثورة باب الشمس بدأت الآن".
وقال الناشط فادي قرعان، الذي بات لليلة الثانية بقرية باب الشمس وساهم مع أكثر من 250 آخرين ببناء القرية الجمعة، إن هدم القرية كان أمرا متوقعا وإن إزالة الخيام واعتقال "سكانها" لا يعني انتهاء باب الشمس.
وأضاف قرعان للجزيرة نت خلال اعتقاله، "لقد كانت البداية ونحن من سننتصر في النهاية، وعلى العالم أن يعرف أن تجربة باب الشمس كانت إشارة لنهضة فلسطينية جديدة".
نتنياهو أوعز لقواته بإخلاء قرية "باب الشمس" (الجزيرة)
وكان النشطاء يهتفون في حافلات الاعتقال "على القدس رايحين شهداء بالملايين". ومن أبرز المعتقلين الناطقين باسم القرية محمد الخطيب وصلاح الخواجا، بالإضافة إلى مصمم شعار باب الشمس الفنان حافظ عمر والنشطاء علي عبيدات وزيد الشعيبي وحسن فرج وعلي قراقع ومنذر عميرة وغيرهم، وجرى اعتقالهم جميعا أثناء مبيتهم في القرية.
وخلال العملية حاولت قوات الاحتلال عرقلة عمل الصحفيين وطواقم الإعلام ومنعهم من التغطية، ومن بينهم طاقم قناة الجزيرة وتلفزيون فلسطين.
أوامر مباشرة
وجاء هذا الاقتحام استجابة لأوامر مباشرة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي أوعز لقواته بإخلاء القرية فورا مساء السبت.
وبناء على ذلك، تقدمت حكومة الاحتلال بالتماس للمحكمة العليا لإلغاء القرار الصادر عنها الجمعة والذي سمح لنشطاء المقاومة الشعبية باستمرار المخيم لستة أيام. واستجابت المحكمة لتوصية من الحكومة ادعت فيها وجود حاجة أمنية ماسة لإخلائهم، وعلقت قرارها بإبقاء الخيام قائمة.
وأقيمت قرية باب الشمس على أراضٍ فلسطينية تنوي إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية عليها في منطقة القدس ضمن ما يعرف بمخطط (إي 1)، ويسميها الفلسطينيون "أراضي الزانبة"، حيث تعيش 15 عائلة بدوية تضم أكثر من 200 فرد منذ أكثر من 80 عاما.
ولاقت إقامة القرية أصداء سياسية وإعلامية فلسطينية وعالمية واسعة خلال محاولة النشطاء الفلسطينيين تسليط الضوء على مخاطر المشروع الاستيطاني الأكبر على الأراضي المحتلة عام 1967 ، والذي سيفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وعن مدينة القدس في حال تنفيذه
الجزيرة نت