جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الاحتلال يحوّل ليل أهالي المغير كابوسا مرعبا
ما زالت الطفلة نرمين أمجد (10 سنوات) تتذكر ما قام به جنود الاحتلال الاسرائيلي خلال اقتحام منزل ذويها، والخوف والإرباك ما زال باديا على وجهها حيث قامت قوة عسكرية كبيرة قدرت بأكثر من 400 جندي برفقة ضباط مخابرات باقتحام قرية المغير شرق مدينة جنين وشنت حملة واسعة النطاق شملت مداهمة أكثر من 50 منزلا واستجواب المواطنين. تتحدث نرمين لمراسل معا، وتقول: "ستة جنود دخلوا بيتنا وطلبوا من بابا وماما يطلعوا ويروحوا على دار سيدو، وقال الجيش إلنا ابقوا في الدار وكان اخوتي يبكوا من الخوف وانا نمت تحت الحِرام من الخوف لاني خفت على ماما وبابا يطخوهم الجيش". أحمد صوافطة رئيس مجلس قروي المغير قال: إن ثلاث فرق من جيش الاحتلال وعند الساعة الواحدة من فجر الثلاثاء اقتحمت القرية من ثلاث جهات (الغربية والجنوبية والشمالية) وشنت حملة داهم واسعة النطاق طالت أكثر من 50 منزلا. وأضاف كان الجنود يطرقون الأبواب بعنف ويطلبون من الاهالي الخروج الفوري من المنازل مع ابراز بطاقات الهوية، وكل من يحمل الهوية يتم استجوابه من قبل ضابط للمخابرات، ومن ثم يقوم بتصوير المواطن بعد ان يتثبت على صدره ورقه مكتوب عليها رقم هويته، واثناء ذلك كان جنود الاحتلال يجرون تفتيشا للمنزل. وأشار صوافطة إلى أن ضابط المخابرات كان أيضا يسجل ارقام هواتف المواطنين، وحتى النساء والأطفال وكبار السن اجبروا على الخروج من منازلهم في الجو الماطر والبارد جدا. وأوضح أن قرية المغير لم تشهد عملية واسعة بهذا الشكل منذ 20 عاما، حيث كان الاحتلال قد اقتحم القرية في عام 1992 مستخدما الطائرات المروحية لإنزال الجنود وجرت مداهمات لكافة منازل المواطنين في حينه. وأعرب صوافطة عن استغرابه لهذه العملية التي ليس لها معنى. المواطن أمجد محسن قال "عند الساعة الثانية فجرا تعرض باب منزلي لطرقات قوية فخرجت مسرعا وإذا بجنود الاحتلال يوجهون البنادق نحوي، طالبين مني اخلاء المنزل فورا فخرجت انا وزوجتي وأربعة من ابنائي في ظل أجواء باردة وماطرة". وأضاف "طلبت من الجنود ادخال الاطفال من المطر لكنهم لم يستجيبوا لي وتحت إلحاحي وبعد انقضاء نصف ساعة تقريبا سمحوا للأطفال بالدخول الى المنزل، وطلبوا مني وزوجتي ان نتوجه الى المنزل المجاور وهو منزل والدي وتجميع كافة المتواجدين فيه، وجمعونا في احدى الغرف داخل المنزل واستجوبونا فردا فردا حتى النساء". يشار إلى أن قرية المغير وعدد سكانها 3000 نسمة تقع بالقرب من جدار الضم والتوسع بالإضافة الى مستوطنتي "معاليه جلبوع" و"ميل جيشوع" الاسرائيليتين، حيث التهم الجدار والمستوطنتان الآلاف من الدونمات الزراعية العائدة لأهالي قريتي المغير والمطلة.
المصدر: وكالة معاً