"شباك ريمون" يجمع أسرى عائلة الزعانين بـ"أم رامي"
انتظرت الحاجة هدى الزعانين بفارغ الصبر ستة أعوام تنتظر خبرا يظمئ شوقها وتلهفها لرؤية نجليها المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وحرمت الحاجة وهي في العقد الخامس من عمرها، والمعروفة بـ"أم رامي"، من رؤية نجليها، رامي ولؤي، إلى جانب صهرهما، وابن عمهما تامر الزعانين منذ يوم اعتقالهما إبان اجتياح قوات الاحتلال بلدة بيت حانون، شمالاً، في 3 نوفمبر/ تشرين الآخر 2006م.
ووفقاً لأم رامي، فإن الخبر الشافي لجرحها الذي لم يلتئم بعد، وصل بعد ستة أعوام من اعتقالهما عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وخاض الأسرى الفلسطينيون، إضراباً مفتوحاً عن الطعام في ابريل/ نيسان 2012، واستمرت مدته 28 يوماً، عرف باسم إضراب "الكرامة"، من أجل المطالبة بحقوقهم المنزوعة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وفي مقدمتها عودة زيارة ذوي أسرى قطاع غزة.
وقالت الحاجة، "أخبرني الصليب الأحمر بتحديد موعد زيارة نجلي في آب/ أغسطس الماضي، وهي الزيارة التي ستكون والدة تامر فيها وتحديداً إلى سجن (إيشيل) الإسرائيلي".
وحرم الاحتلال الإسرائيلي أسرى قطاع غزة، من زيارة ذويهم لهم في السجون عقب أسر المقاومة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في يونيو/ حزيران 2006م، والتي أفرجت عنه لاحقاً في صفقة تبادل بين حركة حماس و(إسرائيل) بوساطة مصرية، في الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2011م، مقابل إفراج الاحتلال عن 1027 أسيرا وأسيرة فلسطينية، ومن قبل 20 أسيرة.
وأضافت "لم تكن الزيارة لـنجلي رامي ولؤى فحسب، بل جمعت الزيارة ابن عمهما، وصهرنا تامر، على شباك واحد".
لحظات قليلة توقفت خلالها الحاجة التي أخذ الكبر من وجهها نصيباً، لتتابع "صهرنا تامر، اعتقله الاحتلال بعد زواجه من ابنتي بثلاثة أشهر".
ورفعت الحاجة يديها إلى السماء، داعية خالقها، "اللهم انتقم من (إسرائيل)، وأعوانها"، متسائلة في الوقت ذاته، أين الدول الديمقراطية ؟، والنخوة العربية أمام أعداد الأسرى، وأعمارهم التي تذهب عاماً تلو الآخر؟.
السماح بالزيارة
وعلى الرغم من نكث جرح الحاجة الزعانين أثناء لقاء "فلسطين" معها، خلال تواجدها في اعتصام الأسرى الأسبوعي أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غير أنها لم تنس وصف تلك اللحظات التي جمعتها بالأسرى الثلاثة.
وامتزجت مشاعر الفرح بالحزن لدى الحاجة عند رؤيتها لهم من خلف لوح زجاجي، والكلام للأم الزعانين، مشيرة إلى ضعف أجسادهم ووجوههم بفعل الحياة المعيشية السيئة داخل سجون الاحتلال.
وعبرت الوالدة عن قلقها البالغ من سوء الأوضاع المعيشية للأسرى الفلسطينيين، مطالبة المنظمات الدولية بالوقوف على مسئولياتها ومهامها الإنسانية "إن كانت إنسانية" وفق تعبيرها.
وقضى كل من الأسرى الثلاثة سبعة أعوام، من أصل أحكامهم المختلفة، حيث إن رامي محكوم بالسجن لمدة (11 عاماً)، وشقيقه لؤي (14 عاماً)، وابن عمهما تامر (12 عاماً).
وتتمنى أم رامي من المؤسسات المعنية بالضغط على الاحتلال للسماح لزوجها المسن وأبناء نجلها لؤي من الزيارة للأسرى داخل السجون.
ويسمح الاحتلال لأقرباء الأسير من الدرجة الأولى، "الأم والأب والزوجة"، بالزيارة إلا أنه لا يلتزم بهذه المعايير، عوضاً عن حرمان أبناء الأسرى وأشقائه وشقيقاته من الزيارة.
وطالبت الزعانين المؤسسات الدولية، وجمهورية مصر العربية -الراعي لاتفاقيات الأسرى- بمراقبة سجون الاحتلال والضغط على (إسرائيل) للسماح للأسير برؤية جميع أهله.
وقالت: "هذا لا يجوز، لا في دين ولا في أعراف دولية، أن يقضي الأسير كامل عمره داخل سجون الاحتلال، دون أن يتمكن من رؤية أهله وأبنائه".
وأضافت: "نريد زيارة تجمعنا بهم، وجهاً لوجه، لا أن يفصلنا لوح زجاجي، وتربطنا بهم سماعة هاتف"، في إشارة لحال زيارة ذوي الأسرى لأبنائهم في السجون.
ولـ"أم رامي"، نجل ثالث "فادي" وهو شهيد، قضي إثر قصفه بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية خلال عملية عسكرية لقوات الاحتلال في بلدة بيت حانون عام 2004م.
المصدر: فلسطين أون لاين