اخبرني عمي (والد زوجي): "الحاج محمد نمر حسن نصرالله: وهو الذي يحب قاقون وتراب قاقون وأهل قاقون
حدثني عنها مراراً فأحب أن يكتب ما حدثني عنه وأسطر لكم الآن تاريخ هذه القرية الوادعة:
قاقون، قرية وادعة تبعد عن طولكرم 6كم من الشمال الغربي، لا تربطها طرق معبدة،وسيلة النقل فيها عبارة عن عربات الخيول والحمير،يحيط بها من القرى:الطيرة ودير غصون وعتيل. كانت ترتوي من بئر خاص بالبلدة وهذا البئر ما يزال قائما لليوم حيث تم وضع شيك يحيط به من قبل اليهود وابقوه على حاله وكان يوجد بها مدرسة ابتدائية كذلك يوجد سكة حديد من الشمال إلى الجنوب تمر قريبة من قانون وهناك محطة في طولكرم قرب مدرسة خضوري الزراعية، أول سيارة دخلت قاقون كانت ملك للسيد محمد الأحمد أبو هنطش
-كان يعتمد أهلها على الزراعة التي تتكون من قمح وشعير والترمس والسمسم والذرة البيضاء وكانت تحيط بها بيارات البرتقال وتزرع بها أنواع مختلفة من الخضار ( كالفلفل والملفوف والكوسا والخيار.......) والفاكهة مثل البطيخ
ومن أسماء تلك البيارات المحيطة بقاقون الشكعة،العنبتاوي،النابلسي،زعيتر،البسطامي،الحج صدقي، أما من بيارات أهل البلدة مثلاً بيارة نمر أبو دية،عقاب أبو هنطش،عبدالله الجبر،رجا النصار، الحاج محمد خليل
ومصدر ري تلك المزروعات من العيون كما كانت تسمى سابقاً فهي تحفر على عمق مترين ليخرج
الماء،الخضار كانت تباع في طولكرم وكذلك في المدن الأخرى،أما البطيخ فكان يحمل على ظهور الجمال ويصدر إلى ميناء البحر الأبيض المتوسط وتأتي القوارب تحمل البطيخ إلى أوربا والدول الأخرى
زي النساء والرجال في القرية
زي النساء: كانت ترتدي النساء ثوبا طويلا مقدمته تسمى الرقعة ومطرزة بالحرير وكذلك القبة،وكانت هناك شالة على الرأس وتسمى خرقة، اما تحت الثوب فتلبس النساء سروالاً طويلا مخيط بالحرير أيضاً،ثم تلبس على ثوبها طبقة ثانية تسمى قفطان وهو مصنوع من المخمل أو سرطلية من الحرير وكانت تصنع في الشام ثم يأتي الحزام المصنوع من الحرير
أما بالنسبة للرجال:فكانوا يرتدوا قمبازاً من الصوف في الشتاء وجاكيت من الصوف،ويلبسوا سروالاً طويلاً وحطة وعقال، أما في الصيف فكانوا يرتدوا الدماية مصنوعة من الروزا أو القماش المخطط وسروال وحطة وعقال كذلك.
· طريقة عمل الخبز:
يعجن طحين في اللجن وتوضع فيها الخميرة وكان يصنع الخبز في الطابون المصنوع من "تراب الحور"،كما كانت النساء تصنع فرن " الطابون" بحيث يكون واسعا من الأسفل وضيق من الأعلى ليغطى هذا الطابون بغطاء من حديد له يد بحيث تستطيع المرأة أن تمسكها فترفع الغطاء وتخبز فيه، اما وقود الطابون فكان من القش أو زبل الحيوانات يوضع ويشعل ليحمى الفرن، وكان يستخدم في الطبخ وعمل الشاي، وكان الطبخ على الطابون يجعل الطعام ذو مذاق مميز حتى أن هناك قصة طريفة تروى عن الطابون.
بأن أحد الضيوف جاء يزور رجل من قاقون فأصر الرجل على الضيف بأن يتغدى عنده دجاج وحمام (حيث كانت منتشرة بين أهل القرية تربية الدجاج والحمام )ولكن الضيف أبى وحلف أن يتغدى من الطعام المطبوخ في الطابون لطعمه الشهي ولكن الرجل ابى وهكذا حتى استقر رأي الضيف وذهبا ألى الطابون ووجدا فيه عدسا
*أدوات الطهي أواني مصنوعة من الفخار ولها غطاء وكان يطهى فيها الخبيزة والمفتول بزيت الزيتون الذي يجلبه التجار لقاقون من القرى المجاورة وكان رخيص الثمن ويباع بالجرة وتساوي من جنيه فلسطيني إلى جنيه ونصف وكانوا يشتهروا بأكلة المسخن وهو معروف بالطريقة المعتادة، كان في القرية دكانيين واحدهما لرجل من دار الشولي وكذلك ملحمتين
في اخر فترة لأهل قانون في فلسطين،حصل بينهم توافق وأخذوا في مسيرة التقدم يشاركون بعضهم بعضاً فمثلا كان كل اثنين أو ثلاثة يتشاركون في ماتورات الماء بدلاً من نشل الماء ليسقوا بها مزروعاتهم
يتبع في قاقون في سطور 2