الفنان فايز محمد عبد الهادي الشروف ابو صلاح
31/1/2005 - جريدة الغد الأردنية - عمان -
فجأة بدون مقدمات تزينت بعض الصحف المحلية الأسبوعية برسوم كاريكاتورية، وبورتريهات لشخصيات اعتبارية معروفة ممهورة بتوقيع جديد لم تألفه صحفنا من قبل.
وحدث التغيير التقني في رسم البورتريهات من قبل الرسام والنحات فايز الشروف 17/1/1950 الذي قضى الغالبية العظمى من عمره الفني خارج البلاد.
بدأت موهبة الرسم عند فايز منذ الصغر ، وأكمل فايز دراسته متنقلا بين عمان والخليل حتى حصل على الثانوية العامة في اربد، قبل ان ينطلق منها للقاهرة لدراسة هندسة الميكانيك لمدة لم تزد عن عامين 1968 - 1970 قطعهما للدراسة في معهد الفنون الجميلة الذي انشأ مطلع السبعينات في عمان بإدارة الأكاديمي الفنان مهنا الدرة.
وحافظ فايز على التقاليد المحافظة المتوازنة التي نشأ عليها في بيت الأسرة ولهذا فان التزامه الفني سواء أثناء العمل أو بعده ظل محافظا على الطابع الأسري الديني العام. فلم يقم بتقليد فناني الغرب سواء في العمل أو حتى في شكل الفنان نفسه الذي ينحو نحو الغرائبية سواء في موضات الشعر والهندام أو الملابس وأحيانا طرق الحديث مع الآخرين.
وشهد العام 1974 أول هجرة طويلة في حياة الفنان الى ليبيا للعمل في مجال الحاسبات بمجموعة شركات أجنبية لم تثنه عن الاشتغال بالفن من خلال العمل في شركات إعلامية رسم خلالها مجموعة من اللوحات (الزيتية والاكلوريكية واليدوية والجدارية) شارك من خلالها في العديد من المعارض التي شهدت إنجازه للعديد من اللوحات الخاصة التي استخدمها للعرض أكثر منها للبيع.
ولم يسر أي من أبناء فايز على نفس الخطى الفنية التي اتخذها الاب متخصص قطاع تكنولوجيا المعلومات كشقيقته دارين فيما اختارت ميسون ولما دراسة الهندسة ومريم التأمين ولا تزال فرح على مقاعد الدراسة الثانوية وان انشغلت لما بالموسيقى ودارين بالرسم المنزلي اللااحترافي.
وانشغل فايز في الفترة التي شهدت عودته لعمان 1994 - 1999 بالتجارة قبل ان يعاود الوصال مع الفن في اميركا 1999 - 2003 التي عمل فيها مع مؤسسة خاصة (بانوراما ارت) متخذا فن التصميم الحاسوبي والرسم اليدوي وسيلة لإغراق الصحف والمجلات العربية بفيض أعماله في مجالات الدعايات , الكرتون, الرسم العادي, اللوغوس, النحت, الكاريكاتور , والبورترية ويحسب له ان صمم اللوغو الخاص بصحف النبراس, شرق وغرب, إيوان ومرايا التي تصدر باللغتين العربية والإنجليزية وتخاطب العرب الذين يعيشون في أميركا التي عاد منها الى بلاده للعمل في الصحف الأسبوعية التي لم توفه حقه لا ماليا ولا معنويا لأنها طبقا لرأيه لا تقدر الجهد الحقيقي للفنان وبالتالي لا تعرف كيف تقيمه او تفيه حقه .
وقدم فايز خلاصة ما تعلمه من فنون وتقنيات لرسم الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا بعدما جمع أكثر من صورة لهما وتخيل وضعا جديدا لهما على لوحات يصل ارتفاعها نحو المترين توحي الواحدة منها انها طبيعية للدقة غير العادية في التعامل مع التفاصيل الصغيرة فيها , كما رسم العديد من النواب والوزراء والأعيان والشخصيات الاعتبارية المحلية والعربية والعالمية.
وكتبت الصحف العربية في أميركا بإفاضة عن الفنان الذي قدم هناك أعمالا مميزة في فترة وبهذا الصدد فهو لا يعتبر نفسه مظلوما من الناحية الاعلامية المحلية لان تجربته هنا قليلة نسبيا من ناحية ولأنه يضع أسرته في المرتبة الأولى من ناحية أخرى ولهذا فأنها تتصدر قائمة اولوياته وقد اثر هذا كثيرا على العديد من القرارات التي وضع أسرته في سلم اولوياته خيارته ولهذا فهو قليل الاختلاط بالأجواء الفنية المحلية وبهذا الصدد يعتبر ان الفن يجري في العروق لكنه يأتي في المرتبة الثانية بعد اهتمامات العائلة التي وفرت له كل أسباب السعادة والهناء والأجواء المثالية للعمل والتي لا تزال تتابع باهتمام تطوره وإبداعاته الفنية المختلفة.