عصام النمر: أطلق أول مركبة للفضاء ورحل بصمت للأرض!
شبكة جنين: تحتفظ سونيا النمر بشريط ذكريات يؤرخ لسيرة حياة عمها الراحل عالم الفضاء د. عصام. تفيد، وهي تُرجع عجلة التاريخ إلى الوراء: كان د. عصام متخصصاً في (ضغط الوقود بالمركبات الفضائية)، وعمل في وكالة الفضاء الأمريكية"ناسا" بدءاً من مشروع أبولو(11) إلى أبولو (13)، وكان أحد الخمسة المسؤولين عن إعطاء شارة البدء لإطلاق مركبات الفضاء.
تتابع النمر التي تحمل لقبي الدكتواره في التاريخ، وأول أسيرة في جنين (اعتقلت من العام 1973-1978): "أعطى عمي شارة البدء لأول مركبة فضائية تهبط على سطح القمر في تموز 1969".
ووفق سونيا، فقد ولد العالم عصام سعيد النمر في جنين عام 1926 لأب كان من أوائل الأطباء الذين تخرجوا من جامعة استنبول في العام 1914 والجامعة اليسوعية ببيروت.
درس عصام في كلية النجاح الوطنية بنابلس، ووقف طيلة دراسته على قائمة المتفوقين. وعقب التحاقه لسنة واحدة في الجامعة الأمريكية ببيروت عاد إلى جنين، وعمل أستاذاً في مدرستها الوحيدة، لسنة.
بعدها، غادر أرض الوطن إلى الولايات المتحدة العام 1949، وتخرج بدرجة بكالوريوس في علوم الهندسة من جامعة ولاية (يوته) سنة 1953 . فالهندسة بكلية في ولاية نيويورك . وفي عام 1955 عمل مهندس تطوير في شركة "انترناشونال" في شيكاغو.
مما نحفظه سونيا عن عمها: كيف أنه اثبت خلال عمله مهارات عملية رفيعة في تطوير آلات الاحتراق الداخلي، الأمر الذي ساعده لالتحاق بصناعة الفضاء . وانضم لأكبر شركة صانعة لمحركات الصواريخ في كاليفورنيا العام 1960 . وبعد ثماني سنوات التحق بمركز القضاء في "هيوستن" بولاية تكساس، وتولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية ومهمتها " كيفية طيران المركبة في الفضاء وإنزالها على سطح القمر".
كان د.عصام واحداً من العلماء الخمسة الذين يعطون الإشارة النهائية لإطلاق مركبات الفضاء، حيث شارك في إطلاق مركبات "أبوللو" ومن ضمنها " أبوللو" 11، وهي أول مركبة فضائية تهبط على سطح القمر في العام 1969. كما تولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية من طراز "لونا".
شاهدت سونيا عمها في لندن عدة مرات، وقد تآمر الزمن عليه، كان أخرها العام 1997، وكرر لها مقولاته عن انتقاله من طوباس إلى جنين، ومن جنين إلى الولايات المتحدة، بالقول:" كانت النقلة في حياتي من جنين إلى عالم الفضاء، أصعب من أن أجمع الملح برموش عيني".
تضيف: توفيت جدتي (والدة د.عصام) رمزية وعمي بعمر سنة، وتولت عمته ثريا "أم الطاهر" تربيته. ثم تزوج من مواطنة نمساوية، وأنجبا: الابن الأكبر جاري (اليوم يقف في سن الخامسة والخمسين)، وستيفين ومايك والابنة باتريشيا.
توالي: "لعمي خمسة أخوة، أربعة أطباء ومهندس، و له أربع أخوات. ساهم عمي الأكبر المرحوم د.عوني في تأسيس مهنة الطب في دولة الكويت منذ قيامها. أما المهندس المرحوم فتحي فكان أول من أدخل التيار الكهربائي إلى جنين".
مما عرفته سونيا عن عمها، ما أورده حافظ طوقان خلال مقابلة عشية زيارة د. عصام اليتمية لجنين العام 1972. كيف أنه سلم رواد الفضاء حجراً صغيراً كتب عليه " مدينة جنين " ، وأرسله إلى سطح القمر بعد أن انزله الرواد هناك. وقد أجاب على سؤال: لماذا لم تكتب فلسطين أيضاً على الحجر؟ بالقول:"حتى نتمكن من إيصاله إلى هناك".
تستقر في أوراق أستاذة الدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت عن عمها الراحل، حكاية الهدية القيّمة التي قدمها بلدية جنين ولأهالي مدينته العام 1972 (وهي آخر زيارة له)، وتمثلت بصورة موقعة من رواد الفضاء الثلاثة:نيل آرمسترونغ، و ويز ألدرن، ومايكل كولديز. تنهي د.سونيا بحزن: توفي عمي بصمت في مدينة هيوستون، بعمر 79 سنة، في تموز عام 2007.
فيما يفيد الأستاذ مخلص الحاج حسن، المهتم بكتابة تاريخ جنين: "علّمني الدكتور عصام مادة الحساب، وأنا في الصف الأول عام 1947. فقد كان بشوشاً ولطيفاً معنا."تتبع الحاج حسن لاحقاً سيرة أستاذة الثرية، ونقلها إلى صفحات كتابه(جنين: ماضٍ وحاضر). وقال: "رحيله كانت خسارة كبيرة للوطن ولجنين وللعلم."
تقول إسراء علي، وهي معلمة فيزياء في مدرسة بالمدينة: "منذ أن عرفت عن د. النمر، صرت أشرح لطالباتي عن حياته وعلمه. والخسارة أننا لا نجد اسم شارع أو مدرسة أو مؤسسة تخلد اسمه وإبداعاته".
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
زياد صايل النمر
رحمك الله يا ابن العم, ولم يقصر اهالي طوباس وجنين بعمل تابين له بعد مرور 40 يوما على وفاته في ديوان جنين في عمان, وكان من بين المتحدثين في هذه المناسبه ابن العم السفير السابق في الخارجيه الاردنيه/نبيه النمر, وعدد من الشخصيات من طوباس وجنين الذين عرفوا الفقيد عن قرب.