جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
إجراءات تهويدية تهدد هوية المسجد الإبراهيمي الإسلامية
منذ مذبحة المسجد الإبراهيمي الشريف التي ارتكبها المستوطن العنصري باروخ غولدشتاين عام 1994م والتي استشهد على أثرها 39 مصليا كانوا يصلون الفجر في شهر رمضان المبارك، خضع المسجد إلى إجراءات احتلالية عنصرية هددت هويته الإسلامية. وتمثلت هذه الإجراءات في اقتطاع أجزاء من ساحات المسجد وباحاته وتحويلها إلى كنيس يهودي بفعل قرارات لجنة التحقيق المسماه بلجنة شمغار والتي تشكلت بعد المذبحة البشعة، وأصبح المسجد الإبراهيمي بعد عملية التقسيم هذه ثكنة عسكرية للجيش الصهيوني والمستوطنين. كما أحيط المسجد بالعديد من الحواجز العسكرية والأبواب الالكترونية وبات الدخول والخروج من وإلى المسجد أمرا صعبا، وأصبحت المؤسسة العسكرية الصهيونية هي التي تتحكم في إدارة شؤون المسجد. وزادت سلطات الاحتلال من تحكمها في المسجد فأصبحت تغلقه متى شاءت، وتمنع الأذان فيه وتجري تدريبات عسكرية بداخله، وتتحكم في إدخال المصلين فتسمح لمن تشاء وتعتقل من تشاء. ويعلق الشيخ زيد الجعبري -مدير أوقاف محافظة الخليل السابق- على هذه الممارسات الصهيونية بقوله "إن المسجد تعرض إلى إغلاقات قسرية من قبل الجيش الصهيوني تقدر بنحو عشر مرات كل عام، ومن خلال ذلك تهدف سلطات الاحتلال إلى تحويله إلى كنيس يهودي بكامله ومنع المصلين المسلمين من دخوله والصلاة فيه". تدنيس طهارته بدوره أشار الشيخ تيسير أبو اسنينة -مدير الأوقاف الإسلامية الحالي- "إن سلطات الاحتلال استباحت ساحات المسجد وأروقته الطاهرة؛ فقبل أيام قليلة اغلق الجيش الصهيوني المسجد لمدة ساعة وأجرى تدريبات عسكرية داخله". وقال الشيخ أبو سنينة في حديث خاص لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن قوات الاحتلال أخرجت المصلين والزوار المتواجدين من المسجد بهدف إجراء تدريب عسكري داخله، وهذا عمل مشين ترفضه كل الأعراف الدولية". واستنكر مدير الأوقاف الشيخ أبو اسنينة رسميا هذه الإجراءات، واعتبرها تعديا على مساجد المسلمين وعباداتهم وشعائرهم، هذا الحق الذي كفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية التي تؤمن بحرية العبادة والوصول إلى الأماكن الدينية. وذكر التقرير نصف السنوي لعام 2013م الصادر عن الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الفلسطينية "إن الأساليب الممنهجة التي يقوم بها الاحتلال لمحاصرة المسجد الإبراهيمي في الخليل تمثلت في الإغلاقات المتكررة التي زادت عن 5720 منذ عام 1967". كما أكد التقرير أن "قوات الاحتلال تتعمد اعتقال الشبان على أبواب المسجد لمنعهم من الصلاة فيه وتركه مفتوحا فقط للمستوطنين الصهاينة". كما كشف التقرير عن حفريات يجريها الاحتلال حول جنبات المسجد لتغيير معالمه ولخلق وقائع جديدة على الأرض، حيث قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بهدم الكثير من الأحياء العربية الإسلامية المحيطة بالمسجد. سبت الرقص والصخب من جانبه أكد الحارس سعد الدين الجعبري أبو الحسن (67 عاما) والذي يعمل في المسجد الإبراهيمي منذ 23 عاما، "إن المستوطنين يعيثون في المسجد فسادا كل ليلة سبت؛ حيث يتجمعون بأعداد كبيرة جدا، ويقومون بالصراخ والصخب والنفخ في الأبواق وقرون الأكباش، كما يعقدون حلقات الرقص والدبكة مما يحول المسجد إلى صالة أفراح ورقص وطرب". وأضاف أبو الحسن في حديث لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن "المسلمين يعانون يوم السبت داخل المسجد الإبراهيمي؛ فلا يتمكنون من الصلاة بهدوء، بل يقتحم المستوطنون عليهم أحيانا كثيرة الحضرة الإسحاقية حيث مقام سيدنا إسحق وزوجته وحيث المكان الذي يصلي فيه المسلمون، فيعتدون على المصلين ويلوثون المكان بأقدامهم". وأكد أن "يوم السبت يشهد اعتقالات واحتجازات كثيرة للعديد من الشبان الفلسطينيين، فيما تشهد ليلة الجمعه اعتداءات من قبل المستوطنين على المنازل العربية داخل البلدة القديمة". إنها صلاة تحت الحراب يشوبها الرعب والخوف والتهديد بالقتل، صلاة ممزوجة بالألم في ظل عنصرية المستوطنين وفسادهم، ومحاربتهم للمقدسات وأماكن العبادة.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام