المحتوى |
في ناحية من البلدة القديمة من القدس المتاخمة للمسجد الأقصى، تقع الزاوية النقشبندية البخارية، ومن مداخلها تفوح رائحة البخور، فيما تتوزع في جوانبها مقتنيات قديمة، وتراث أوزبكي عثماني من أثاث وأدوات الضيافة، وصور تذكارية، في حين تتناثر شظايا وثقوب على زجاج أحد الخزائن بسبب قنبلة أطلقتها العصابات اليهودية إبان حرب 48، جو روحاني خاص يعكس حياة الصوفية، ويستشعره المقيم والزائر بسكينته المنسجمة مع قدسية المدينة.
وكما يقول الباحث أحمد البخاري، في وصفه للزاوية: "فهي تتألف من ممر ضيق يمتد من الشمال إلى الجنوب، وتطل عليه غرف من كلا الجانبين، وإلى يمين الداخل من الجهة الشمالية جامع صغير عبارة عن غرفة بسيطة فيها محراب للصلاة، إضافة إلى مقبرة دفن فيها عدد من مشايخ البخارية في القدس، ومكتبة تشمل عددا كبيرا من النسخ القرآنية والمخطوطات العربية والتركية والفارسية, عدا عن المقتنيات الهامة كالنقود والسجاجيد وأدوات الطهي التي تعود إلى العهد العثماني".
يضيف البخاري: "تعد الزاوية من معالم القدس العثمانية، ويطلق عليها أيضا الزاوية الأزبكية أو البخارية نسبة إلى القائمين عليها. وقد ذكرها كثير من مؤرخي بيت المقدس، ويعتقد بأنها بنيت في أواخر العهد المملوكي أو أوائل العهد العثماني".
وقد تأسست بهدف إيواء الزائرين وإطعام الفقراء وخاصة القادمين من أسيا الوسطى وأندونيسيا, وقام الشيخ عثمان بك البخاري المعروف بالصوفي بتوسيع الزاوية عام1731م، وتولى الشيخ رشيد البخاري الزاوية، ومن بعده ولده الشيخ يعقوب البخاري المتوفى عام 1956م , ثم انتقلت المشيخة إلى مشايخ عائلة البخاري بالتتالي.
وعن أصول عائلته عائلة البخاري يقول أحمد البخاري: "جاءت عائلة البخاري من أوزباكستان عام 1616م, بهدف تمثيل بلدانها تماما كالسفارات الآن، ونشر جزء من ثقافتها وعلمها على الطريقة النقشبندية الصوفية القادمة من كلمة أوزبكية (نقش – بند) أي بمعنى ان يكون الله منقوشا على قلب المؤمن ولا تؤثر عليه العوامل الدنيوية.
واستضافت الزاوية النقشبندية لفترات طويلة امتدت ل400 عام في أيام الخميس من كل أسبوع أهالي القدس والزائرين للمدينة على موائد مجانية، لكنها تقلصت بعد نكسة 67 بسبب الاحتلال أولا، واتخاذ الأوقاف الإسلامية الزاوية كوقف خيري عام ثانيا، الأمر الذي حد من الاستفادة من ريع تأجير البيوت لصالح الزاوية، وقد كان عدد الزائرين الأوزبكيين والأتراك والأفغان الى فلسطين قبل عام 67 يتراوح من30 - 80 زائرا سنويا.
ويعتبر الشاي هو مشروب الضيافة - كما يقول البخاري - ولكن بالطريقة الأوزبكية حيث يصب ساخنا من إبريق السموار وفق خطوات معينة وأصول في الشرب بفنجان البايلا الشبيه بوعاء الحساء, مع إضافة قطعة سكر توضع في الفنجان أو أسفل اللسان, ويستقبلك الأوزبكي بلباس بلده الذي يتميز بعباءة الشبان المزركشة وحسن التعامل والتحدث بهدوء وأدب.
ويؤكد البخاري بأن أفراد الزاوية ونظرتهم إلى الاحتلال وممارساته القمعية, لا تختلف عن أي فلسطيني آخر، ويرى أن أكبر إهانة للمؤمن وتحديدا الصوفي أن يمنع من الصلاة والعبادة في بلده.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|