جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يُحكى أنه كان لأحد الأشخاص عبدٌ يرعى مع إبله وشائه، وكان لجارٍ له غير بعيد منه جارية سوداء، وكانت هذه الجارية تهوى ذلك العبد وتحبه، وكانت تبعث له بين الحين والآخر شيئاً يأكله، أو مشروباً يشربه دلالة على حبها له وشغفها به، وكان العبد يبادلها ذلك الشعور وتلك العاطفة ويتمنى الزواج منها، ولكنه لا يجرؤ على البوح لسيده بذلك الأمر، ودام الأمر على ذلك الحال فترة من الزمان رحل خلالها الرجل صاحب العبد بإبله ومواشيه وعبيده إلى مكان آخر يكثر فيه الربيع والكلأ، وكان ذلك المكان قرب قرية تسمى حُليقات في منطقة الساحل ، وشعرت الجارية بأن العبد الذي تهواه قد ارتحل وابتعد عندها، فاحتارت في أمرها وفكّرت ماذا عساها تفعل ، فعمدت إلى بعض الطرق لكي تُحَبِّب ذلك المكان الذي ارتحلوا إليه إلى سيّدها عساه يرتحل إليه وكانت تقول له: سمعت يا حَبَّاب (2) أن العشب في حليقات للخِلّة (3)، أي أن طول العشب في حليقات يصل إلى طرف الساتر الخلفي للخيمة وهو حوالي متر ونصف المتر ، وهي تمني النفس أن يرحل سيّدها إلى ذلك المكان فتتمكن بدورها من رؤية العبد الذي يحبه قلبها، ولكن سيدها كان يدرك ما ترمي إليه الجارية، فلم يعر الأمر اهتماماً، بل ارتحل إلى مكان آخر حيث يكثر العشب والربيع وظلت الجارية تعيش على ذكرى ذلك العبد فترة من الزمان دون أن تتمكن من رؤيته.