القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية تقع في السهل الساحلي, وتبعد مسافة يسيرة إلى الشمال من الطريق العام الذي يصل المجدل بالرملة, وبطريق القدس- يافا العام. وكان نعت (الشمالية) المضاف إلى اسمها يميزها م قريتين مجاورتين تحملان الاسم الأول ذاته السوافير. وكانت هذه القرى الثلاث معا تشكل مثلثا قائم الزاوية يتجه ضلعه الأطول في تجاه الشمال الغربي- الجنوب الشرقي. ولربما كانت السوافير الشمالية تقع في موقع بلدة شافير التوارتية التي أتى إلى ذكرها يوسيبوس المؤرخ البيزنطي المولود في فلسطين. وقد ذكر يوسيبيوس أنها كانت في أيامه بلدة جميلة تقع بين عسقلان وبيت جبرين( أنظر بيت جبرين, قضاء الخليل). غير أن معظم العلماء, في يومنا الحاضر يرى أن موقع شافير هو خربة القوم(145104), أما الاسم الذي أطلقه الصليبيون على القرية, فقد كان زيوفير وأشاروا إلى أنها كانت ملكا لأسقف القدس في أوائل القرن الثاني عشر. وتظهر القرية في الوثائق العثمانية, في القرن السادس عشر تحت اسم (سوافير الخليل). وكانت تابعة لناحية عزة (لواء غزة)و فيها 616 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على القمح والشعير وأشجار الزيتون والفاكهة.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت السوافير الشمالية تضم عددا من البساتين الصغيرة والآبار وكان الكثير من منازلها مبنيا بالطوب, وإن كان بعضها مبنيا بالحجارة. وكان سكانها من المسلمين, ولها مسجدها الخاص لكنها كانت تشارك القريتين الأخريين في مدرسة بلغ عدد تلامذتها نحو 280 تلميذا في أواسط الأربعينات وكان سكانها يزرعون الحبوب والحمضيات والعنب والمشمش. في 19441945 , كان ما مجموعه 481 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و4632 دونما للحبوب, و10 من الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت القرية تضم بقايا أثرية كقطع من المرمر وتيجان وأعمدة قديمة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
احتلت السوافير الشمالية مثلها في ذلك مثل شقيقتها (السوفير الشرقية والسوافير الغربية), في أثناء عملية براك (أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة). ولعل سكانها طردوا في 10 أيار مايو 1948, جراء هجوم على قرية بيت دراس مهد له قصف بمدافع الهاون. لكن يرجح أنهم غادروا القرية خلال هجوم على القرية ذاتها أدى إلى احتلالها في 12 أيار مايو (بالإضافة على احتلال قرية بشيت المجاورة)وذلك استنادا إلى نبأ أوردته وكالة إسوشييتد برس, وعزته إلى المصدر في الهاغاناه. ويزعم المؤرخ الإسرائيلي بني موريس, مخطئا في أرجح الظن أن سكان القرية فروا منها في أيار مايو وقت الهجوم على السوافير الشرقية. أما (تاريخ حرب الاستقلال), فقد جاء فيه أنه عند نهاية الهدنة الأولى في الحرب(أوائل تموز يوليو 1948 ), خططت القوات المصرية والسودانية لاحتلال القرى الثلاث الشقيقة لكنها منعت من ذلك في مرحلة مبكرة.
القرية اليوم
تسم الموقع بضعة منازل خالية وأجزاء من منازل قائمة وسط الأعشاب ولأحد هذه المنازل رواق مسقوف يدعمه عامودان. وتشاهد أيضا طريق قروية قديمة. وينمو نبات الصبار وأشجار التين في الموقع أما الأراضي المجاورة فمزروعة.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية السوافير الشمالية ويصعب تحديد مواقع الكثير من المستعمرات في المنطقة بسبب التغيرات العديدة التي طرأت على أسمائها منذ تأسيسها (أنظر السوافير الشرقية والسوافير الغربية لتحديد الأسماء والمواقع).
المصدر: كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي