كتب الشيخ علي خازم في 8 ايلول 2013 في مدونته:
" كنت أفتش عن بلدة باسم "سحمواتا" أقام فيها الحاج ابراهيم صالح الحديثي الشافعي وأتم بخطه وهو قاطن فيها نسخة من القرآن الكريم محفوظة عندي وهي من الحاج أبو هادي مروة.. أرخ إتمامها في 16-12-1167 هجرية أي 3-10_1175 ميلادية فيكون عمرها في عامنا (1434-2013) بالهجري 267 سنة وبالميلادي 259 سنة، فلم أجد لهذه البلدة أثراً عبر محركات البحث في الانترنت. وبالتوفيق الألهي وبينما كنت أفتش عن مقابلة صحفية اطلعت عليها مع الحاج أبو نمر حماد وهو من كبار ووجهاء مخيم برج البراجنة لإخواننا الفلسطينيين، وجدت صفحة باسم أبناء بلدة سحماتا الفلسطينية. فهل تكون البلدة هي نفسها ؟ هذا ما أنتظره جواباً على رسالة وجهتها إلى جمعية أبناء سحماتا.
وهل يحتمل أن يكون الناسخ من بلدة الحديثة الفلسطينية أيضاً وانتقل إلى سحماتا لأنني لاحظت إمكانية أن يكون أصل عائلة اليماني فيها ومنهم المرحوم المجاهد أبو ماهر اليماني الذي كان جارنا أيضاً في برج االبراجنة هو اليمني لأنها من عائلات الحديثة فيكون عندئذ ثمة سبب مشترك للهججرة من الحديثة غلى سحمواتا في تلك الفترة فلعلها كانت تضم مدرسة دينية أو مركزاً دينياً إسلامياً يستحق الهجرة العلمية إليه، زائداً على أن الواو والألف في الفارسية والتركية تلفظ ألفاً مفخمة لا واواً، فيقولون خاجه ويكتبونها خواجه، كما في الكتابة القرآنية للصلاة (الصلواة) مثلاً".
بدورنا لا نعرف ما كان جواب جمعية أبناء سحماتا على السؤال، ولكننا نوضح أن عائلة اليماني أصلها من سحماتا وليس من الحديثي فهم كما نعرفهم أبناء عائلة سليمان، التي عرفت لاحقاً باليماني بسبب خدمة أحمد محمد علي سليمان مع الجيش التركي في اليمن فترة طويلة..
ولكن ورغم أن الحديثة الواقعة في قضاء الرملة بعيدة عن سحماتا الواقعة في قضاء عكا، إلا أن سحماتا كانت جاذبة للإقامة فيها لموقعها الجغرافي المناسب من الناحية الصحية، ومن الناحية العسكرية وفي بعض الجوانب الاقتصادية، وكان قد أقام فيها قبل النكبة عدد غير قليل من الإخوة القادمين من لبنان.
ومع أن معلوماتنا عن سحماتا في القرن العشرين لا تشير إلى وجود مدرسة دينية فيها، إلا أن عدداً من أبنائها كان قد اشتهر بالعلم الشرعي وخرجت العديد من المشايخ لا سيما من آل الجشي..
ونشير إلى أن الشيخ محمود محمد عارف الجشي كان قد روى لنا قصة عن استعارته لكتاب (شرح الأحوال الشخصية) من القاضي سعد الدين في محكمة عكا ونسخه للكتاب بخط يده في قريته سحماتا، قبل العام 1948 بقليل، أي أن فكرة النسخ بخط اليد ليست غريبة عن أهل البلد.
نحن لا نجيب على سؤال الشيخ علي خازم، ولكننا نضع إضاءات قد تساعد في البحث عن جواب.