جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
القرية قبل الإغتصاب كانت القرية تنهض على تل ينحدر من السفوح الغربية لجبال الخليل في اتجاه الشمال الغربي. وكانت الطريق الترابية، التي تتحول إلى طريق فرعية عند قرية صمّيل في الجنوب الغربي، تصل قرية برقوسيا بالطريق العام الممتد بين مدينة المجدل (على الساحل) ومدينة الخليل. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت برقوسيا قرية متوسطة المساحة، لها شكل مخمس الأضلاع، وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين. في العقود الأولى من هذا القرن (20) تقدم البناء بخطوات بطيئة، وكان معظم هذا التمدد في الجهة الشمالية على جانبي الطريق المؤدية إلى قرية بعلين في الشمال الغربي. لكن في الأعوام الأخيرة من الانتداب البريطاني، انتقلت إحدى ((حمولتي)) القرية نحو كيلومتر في اتجاه الجنوب، فامتد شكل القرية جنوباً جرّاء ذلك. وكان في القرية بعض المتاجر الصغيرة ومسجد صغير. وكان أطفال القرية يؤمون مدرسةً في قرية تل الصافي، التي تقع إلى الشمال الغربي، وكان ثمة إلى الغرب من القرية بئر تمدّ سكانها بمياه الشرب منذ نهاية القرن التاسع عشر. أمّا اقتصاد القرية فكان يعتمد على الزراعة البعلية، وكان سكانها يزرعون الحبوب بصورة رئيسية، لكنهم اعتنوا أيضاً بزراعة الفاكهة. في 1944/1945، كان ما مجموعه 2460 دونماً مخصصاً للحبوب، و 28 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان سكان برقوسيا يربون الغنم والماعز، فضلاً عن اشتغالهم بالزراعة. إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا احتلت برقوسيا في أثناء الهجمات التي شُنت في سياق عملية أن-فار. وقد حدث ذلك، على أرجح الظن، في 9-10 تموز/ يوليو 1948، خلال الفترة الفاصلة بين هدنتي الحرب. في الشهر التالي، سارع الصندوق القومي اليهودي إلى التخطيط لإقامة مستعمرة في الموقع، ففي 20آب/أغسطس 1948، سلّم الصندوق السلطات الإسرائيلية خطة تُظهر مستعمرتين على أراضي برقوسيا وقرية صميل المجاورة. ونصّت هذه الخطة على أن تحل مستعمرتان، سُميتا سغولا ونحلا، محل القريتين؛ وهذا استناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس. القرية اليوم لم يبق أي من منازل القرية. ويشاهَد بعض القبور التي يفصل بينها نبات ذيل الفأر والخبيزة؛ وفوق أحد هذه القبور شاهد عليه نقش. وثمة أيضاً بقايا بئر. وتنبت في أرجاء الموقع أنواع عدة من الأشجار، منها النخيل. ويستخدم الموقع مرعى لأغنام المزارعين الإسرائيليين، الذين يزرعون الكرمة وأشجاراً مثمرة مرة أخرى.
المصدر: كتاب كي لا ننسى
للمؤرخ:وليد الخالدي