في تجمع أم الخير شرقي يطا قضاء الخليل موهبة تحاكي تقانة الصغائر إلا أنها ليست في علم معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي، بل هي فنّ خاص بـ عيد الهذالين ( 30 عاما) الذي يعمل في مؤسسة لإزالة الألغام، لنا أن نصفه بفن تقانة الطبيعة.
عيد يستقي مواده من تجمعه البدوي الصغير، مستفيدا من طبيعته الغنية بالمواد والمشاهد، ساعيا حوله وماشيا في مناكبها، فمن ( البلاستيك، المطاط، الحديد، الأسلاك، الصاج، قطع الزينكو، وبعض المخلفات القابلة لاعادة الاستخدام)، التي لا تماثل احداها الأخرى لونا أو شكلا أو حجما، يخرج عيد بابتكارات من المروحيات والجرافات والشاحنات واليات الحفر والآليات الزراعية مستخدما في صنعها بعض القطع والكماشات والمقصات البسيطة ضاربا بعرض الحائط استخدام الات اللحام أو الات القطع الكهربائية، فمنتجاته يدوية الصنع بامتياز.
يقول عيد الهذالين:" أقوم بتجميع هذه المواد وأطورها للحصول على منتج بشهرين من الزمن أو أكثر، حيث أنني وفي أحدى المرات استفدت من بقايا زينكو هدمته جرافات الاحتلال في المستوطنة المحاذية لتجمعنا السكني وصنعّت منه احدى اليات الحفر".
وعند الانتهاء من التصنيع يطليها عيد بما يريد من ألوان ويرسم عليها ما يشاء من رسومات.
"كانت لي تجربة في عرض مدته عشرين يوما في بريطانيا لجرافة صنعتها" تحدث عيد بثقة عن مهارته مضيفا:" أي شخص يريد مني أن أصنع له شيئا فليجلب لي صورة له فقط، لديّ القدرة على انتاجه وبمواد أولية من الطبيعة".
ينشد عيد الابداع ما استطاع اليه سبيلا، فلا تتجه أنظاره صوب المردود المادي لموهبته، ولكن إن كان هناك ثمة من يدعمه لتصنيع المزيد منها وادراك أهدافه بالرقي بهذه المنتجات، فهو على أتم الاستعداد.
المصدر: وكالة معا