جولة في مدينة الحصون المتقدمة المجدل – جاد....!!!
بقلم : د.مازن محمود حمدونه
عمقها التاريخي :
هي مدينة ولدت من عمق التاريخ فوجدوها بعمر عمرت في القرن التاسع عشر من قبل ميلاد
التاريخ .وسكنت المرتفعات من أعلى البحر بخمسين مترا .. ومساحة ترابها (42324) دونما من دونمات التراب الغالي .. سماها أهلها من بني كنعان "إله الحظ" لأنها تنطق .
كلمة مجدل – جاد وهي أراميه حملت مفهوم البرج او القلعة المشرف على الحراسة .. ساحلية المكان ومناخها كإقليم البحر المتوسط فشتائه دافئ وصيفه جاف ويعمر فيها رياح الخماسين الحارة في شهري ابريل ومايو من كل عام .
مياها أبارا ارتوازية وأمطارهاً شتوية .
ومن حيث موقعها الجغرافي :
أحاطت بها قرى عسقلان ... فمن صوب البحر من جنوبها الغربي أهل الجورة وشاطئ البحر ، ومن جنوبها الغربي الخصاص ونعليا .. وبربرة وهربيا جنوبا، ومن شمالها حمامة واسدود ، ومن شمالها الشرقي المسمية ..ومن شرقها الفالوجا وكراتيه وعراق سويدان.
حفروا في بواطنها فوجدوا من كنوز أهلها الذين قضوا تحت التراب منذ فجر التاريخ فمروا بها من :
العصر الحجري الحديث من عظام واوانٍ حجرية وصدف واثار حياتهم المعيشية ، والعصر البرونزي، والحديدي والرواني، والهليني ،و الصليبي الذي بنى سور عسقلان ريتشارد في عهد صلاح الدين ولها أربعه أبواب: باب يافا وبوابه القدس ، وبوابه غزة وبوابة البحر ولها من البروج ما سمى برج العذارى ، وبرج الدم .
وفي عهدنا المعاصر وجدوا من تحت ركام الأرض أعمدة عادت للقرن الثالث الميلادي رسم عليها معركة دارت رحاها بين اليونانيين والغال .
عندما تمر بترابها وأنت قادما من طريق غزة شرق البلدة تجد كامب فتون والسبلاية وممر سكة الحديد القديم والجديد ..
المعـــارك التي مرت بها :
- ومن معاركها قبل الاحتلال والتهجير كانت حتى عام 1948 معركة دير سنيد ومعركة أسدود ومعركة نجبا وهي ما بين المجدل والفالوجا على مقربة من شرطة عراق سويدان ومعركة نيت سانية قرب حمامة واسدود.
- في تاريخ 15 تشرين الأول من العام 1948م نسف الأعداء الصهاينة الجسر الكبير الكائن بين غزة ودير سنيد فقطعوا الاتصال بين غزة والشمال وركزوا قصف الطيران لمدينة المجدل والجورة وراحوا يحصدون المدنيين بدانات الإنزال من عبوات التفجير ..فكان نصيب المجدل في يومين أربعة ونصف طن من المتفجرات!!
- ومعركة تبة الخيش على دوار كوكبا " سقط من أهالي المجدل شهداء ما قارب
ثلاثمائة(300) شهيدا جراء القصف البحري المركز على مدينة المجدل بعد ان سقطت منطقة
تبه الخيش ..
- معركة معسكر جولس "كمب خسه": وقعت هذه المعركة على هذا المحور في المجدل بتاريخ 17/3/1948 م ، وذلك عندما انفجرت الألغام التي زرعتها وحدة التدمير بقيادة "حمد دراز" عند دوار المجدل "شرق المدينة" الساعة الثانية بعد الظهر ، وقلبت إحدى المصفحات اليهودية وأعقبها اشتعال المعركة.
ومن غرائب الاحداث :
وصف الانفجار في منزل العاور: في نهاية شهر رمضان من العام 1938 م اجتمع الثوار بعد آذان المغرب في منزل في الحارة الغربية شمال المجدل وكان يعود المنزل للسيد خليل عبد الفتاح العاور ، تم رسم خطة بقيادة عمران شوشر شقوره تهدف الخطة الهجوم على قاعدة الجيش الموجودة في مدرسة الذكور . وكانت الخطة تنطوي على وضع لغم كبير تحت الجسر المقام على وادي "الشبار" الواقع قرب مسلخ البلدية القديم والهجوم على قوة الجيش ، ثم نسف الجسر عندما تمر عليه أي عربة عسكرية من عربات النجدة التي قد يستدعيها الجيش من مركز قيادته المقيم في أرض فتون .
وكان عدد الثوار المجتمعون في منزل العاور 18 فرداً وهم :
1. الحاج محمود القدرة.(الحلاق/ الزيان)
2. أحمد الشيخ عبد الرحيم مهدي.
3. سعيد طه الخطيب.
4. سليم خليل العشي.
5. أحمد محمد عبد الفتاح الضابوس.
6. القائد عمران شقوره الملقب "عمران شوشر".
7. أحمد درويش حمدونه.
8. محمد الفرام .
9. عوض حبوب.
10. صابر زندح.
11. خليل عبد الرحمن العاور .
12. دياب الشريف.
13. يوسف الاشقر شقورة الملقب "الزوراني".
14. حسن محمد شقوره.
15. حسين اللوقا"ابو خليل".
16. محمد الشيخ يوسف طموس.
17. ريا نجم "جدة خليل العاور".
ويضيف أهل المجدل انه كان من ضمن الموجودين داخل المنزل طفلة صغيرة في سريرها اسمها هند خليل عبد الفتاح العاور ، فطار السرير من شدة الانفجار وهبط في مكان آخر من
المنزل تحت الأنقاض ، ولكن الطفلة نجت بأعجوبة وهي الآن موجودة ومتزوجة من محمد عبد الله ميمه ولها أسرة مكونة من 8 افراد يقيمون في مشروع بيت لاهيا لتوطين اللاجئين . علماً بان المنزل تهدم تماماً بأثر شدة انفجار اللغم، والذي هز المنطقة بكاملها وسمع صوته من مسافات بعيدة .
ذاع صيت أهل المجدل بسمات معروفة من فن الزراعة وصناعة النسيج والحراير والتطريز والتجارة وكانت من مدن تزامنت بتطوير مجتمعها من التعليم والصحة .
والمدينة من داخلها تنقسم لاربع ارباع : ابو شرخ و المدهون وزقوت وحارة الطلسة .
ومن عمق التراب تجد الخرب تحت رحم التراب :
خربة عجس، خربة الحبلة ، خربة سدرات سامه ، خربة الكباكبة ، خربة شاتيلا ، خربة معصبه ، خربة بغاث ، خربة بشه، خربة مكوس ، خربة بزه ، خربة الابطح ،
- ومن أشهر تراثها الإسلامي المسجد الكبير ..
- ومن أبارها القديمة المرتبط بنشأة المدينة بئر روميه . وودايانها واد الشبار الذي
يشطر المدينة لنصفين شرقي وغربي على امتداد المدينة من أقصى الشمال إلى الجنوب مارا ببركه يطلق عليها الفورة.
ومن الزوايا والمقامات :
زاوية أبو شوشه ،زاوية التميمي ، وضريح الشيخ اسعيد.
ترى رسمنا نحن رعيل المجدل من جيلها المتوسط والثالث ، ومازالت ذاكرة الزمان والمكان تعمر في أعماقنا ووجداننا ومازلنا نناضل من اجل تحقيق رؤية حملناها عن الأجداد والآباء كميراث لن نتنازل عنه مهما تبدلت أحوال وأهوال الواقع وها نحن واقفين على بوابة التاريخ والذاكرة لتحقيق رؤية العودة لمدينة استوطنها الغرباء.فالمجدل مدينتي وأنا مازلت أناضل من اجل تحقيق رؤيا أبائي وأجدادي .