الموقع والأهمية
تقع قرية بيت صفافا في الضاحية الجنوبية الغربية من مدينة القدس على ربوة تطل على هذه المدينة الغالية في عيوننا وقلوبنا جميعا وتعد مفتاحا مهما من مفاتيحها وهي حلقة الوصل بينها وبين مدينة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام تبعد القرية عن القدس حوالي 4 كيلو مترات يحدها من الشمال ميكور حاييم والبقعة ويحدها من الجنوب بيت لحم ويحدها من الغرب شرفات والمالحة ومن الشرق دير مارالياس وصورباهر .
جغرافية بيت صفافا التاريخية:-
أجملَ ياقوت الحموي وصف القدس وما جاورها 626 هجري – 1228م بقوله ( ارض بيت المقدس وضياعها وقراها جبال شامخة)
المناخ والأمطار:
تمتاز قرية بيت صفافا بالمناخ الجبلي والذي يزيد ارتفاعها عن 750م عن سطح البحر وهي مندرجة ضمن مناخ البحر المتوسط بارد ماطر في الشتاء ومعتدل الحرارة صيفا وتتراوح معدلات الحرارة في الصيف بين 23العظمى و12 الصغرى إلا أنه في بعض السنين تزيد الحرارة في الصيف عن 30 وتتدنى درجات الحرارة في الشتاء دون الصفر المئوي .
يمتد فصل الشتاء لأربعة أشهر من شهر كانون الأول وحتى شهر آذار وفي بعض السنين قد تسقط الأمطار مبكرا وقد تتأخر في سنين أخرى وتتساقط الثلوج في بعض السنين، امطارها إعصارية ناشئة عن المنخفضات الجوية وتتراوح معدلاتها ما بين 500 ملم -900 ملم وتهب على القرية في فصل الشتاء الرياح الشرقية وهي جافة وباردة كما تهب عليها الرياح الخماسينية القادمة من الصحراء الكبرى وهي حارة وجافة ضارة بالمزروعات وأزهار الأشجار .
الطقس في بيت صفافا بشكل عام لطيف وجوها صاف وهواؤها عليل وتأكيدا على هوائها العليل بناء المستشفى للأمراض السارية عام 1936 والذي كان يرأسه المرحوم الدكتور محمود الدجاني .
المساحة والأرض:-
كتب خليل التفكجي خبير شؤون الاستيطان في جمعية الدراسات العربية في جريدة القدس" تحت عنوان بيت صفافا العربية التي كانت " ، في كانون الثاني عام 1993 اتخذت الحكومة الاسرائيلية برئاسة اسحق رابين قرارا سريا بتشجيع الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية في دائرة قطرها 10 كيلومترات حول القدس .
وفي جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي قال وزير الطاقة والبنية التحتية جونن سيغف أن الحكومة الحالية تبني في نطاق القدس الكبرى ما لم يبنه الليكود طوال سلطته وفي هذه الأثناء تدور معركة في جنوب غرب القدس أشرفت على نهايتها وأسفرت عن تفسخ قرية بيت صفافا العربية إلى مجموعات من بيوت متناثرة ومحاطة من جميع الجهات بالطرق والمستعمرات لتكون نموذجا لما سوف يحدث لبقية الأحياء العربية في القدس وقرية بيت صفافا الواقعة إلى الجنوب الغربي من القدس الموسعة تعتبر مثالا على الأثر السلبي للمستعمرات اليهودية على القرى الفلسطينية .
تبلغ مساحة القرية 3314 دونما ، كانت موارد القرية في الماضي تعتمد على الاقتصاد الريفي القائم على الزراعة ومع التطور الطبيعي للاقتصاد الحديث المختلط فإن هذه الأراضي ضرورية جدا للتطور والنمو ولكن السياسة الاسرائيلية في مصادرة الأراضي في التخطيط المبرمج الهادف إلى تدمير النمو الطبيعي وسهولة السيطرة على السكان مما جعل قرية بيت صفافا محاصرة ومحاطة من الشمال والغرب بمناطق صناعية ومناطق سكنية تابعة للقدس الغربية ومن الجنوب الشرف بمستعمرتي جيلو وجبعات همتوس .
وقد بنيت مستعمرة جيلو أساسا (صلّيب سابقا) على اراض صودرت من قرية بيت صفافا وشرفات ومدينة بيت بيت جالا ففي تاريخ 3081970 تم الإعلان عن مصادرة 2700 دونم ونشرت هذه المصادرة بالجريدة الرسمية الاسرائيلية لذلك لم يستطع السكان إقامة أبنية بسبب حرب عام 1967 وما تلاها من سيطرة إسرائيلية على الأرض أما الأراضي التي تقع بالقسم الشمالي من قرية بيت صفافا فقد وقعت تحت السيطرة الإسرائيلية منذ عام 1949 عندما قسمت القرية بواسطة الخط الأخضر وهي الآن منطقة صناعية إسرائيلية .
وتعتبر خارطة بيت صفافا الهيكلية نموذجا للخطط التي أعدتها السطات الإسرائيلية للأحياء العربية في القدس وقد وضعت السلطات الإسرائيلية مخططا هيكليا يحمل رقم 2317 ويشمل مساحة 2285 دونما بما فيها أراضي قريتي بيت صفافا – شرفات البالغة مساحتها أصلا 5288 دونما وقد حددت الخارطة كيفية استعمال الأراضي من قبل الأهالي بالإضافة لمصادرة ما مساحته 54.3 % من مساحة الأراضي كمناطق خضراء أو شوارع أو ما يعادل 1240 دونم ، أما الشوارع الإقليمية والمحلية فقد التهمت المساحات
شارع رقم 5 التهم 50 دونما من شارع الطوق
شارع رقم اربع التهم 140 دونما
شارع بات- جيلو 170 دونما
شارع رقم 1 ، 100 دونم
المجموع 460 دونم أو ما يعادل 20% ، وهكذا تحولت قرية بيت صفافا من قرية هادئة إلى قرية مقسمة محاطة بالشوارع التي تغرق القرية في بحر من التلوث والضوضاء أما النظام المرفق فإنه لا يسمح بالبناء بأكثر من 50% من مساحة الأرض ( طابقين) وجاءت المصادرات الأخيرة والبالغ مساحتها 200 دونم لتقضي على أي أمل في التوسع مستقبلا باتجاه الغرب بالإضافة إلى خلق تواصل إسرائيلي ما بين قرية المالحة عام 48 ومستعمرة جيلو لملئ الفراغ وإحكام السيطرة على قرية بيت صفافا.
مصادر المياه :-
إن قرية بيت صفافا تفتقر إلى الينابيع والعيون ولعل الدكتور شكري عراف ذكر في كتابه القرية العربية الفلسطينية ص198 أن كلمة بيت صفافا تحريفا لكلمة صفيفا ومعناها بالسريانية بيت العطشان وربما يكون هذا الكلام صحيحا استنادا إلى خلو القرية من الينابيع والمياه وأقرب مكان للمياه يبعد حوالي 5 كيلومترات المسماه عين يالو وعين الحنية قرب الولجة ومن الجدير بالذكر أن أهل قرية بيت صفافا كانوا يتزودون بالمياه من بعض الآبار القريبة من القرية وهي بئر الحمرة القريب من مقبرة القرية وبئر قاديسما ومعناها باليونانية بيت الاستراحة حيث استراحت مريم العذراء في طريقها لبيت لحم لتضع طفلها سيدنا عيسى عليه السلام وتقع هذه البئر 500 م غرب مارإلياس وفي عام 1970 أغلقت بلدية القدس بئر قاديسما بالاسمنت المسلح وذلك لتوسيع الشارع الذاهب إلى جيلو.
ومن أسماء الآبار في بيت صفافا أيضا بئر الحمرة وبئر الخربة والبئر الشرقي وبئر أبو خشبة وبئر الشوك وبئر علي ، ومما يجدر ذكره ان هذه الآبار لم تعد قائمة توسع البناء وفتح الشوارع.
سبب التسمية :-
لقد أورد المؤرخ المرحوم عارف العارف الفلسطيني في كتابه المفصل في تاريخ القدس ص 33-35 رواية تاريخية مفادها أن اليهود سمعوا بقدوم الاسكندر المقدوني وجيشه من غزة فهرعوا لاستقباله خارج مدينة القدس مرتدين الثياب البيضاء ورافعين الرايات البيضاء وطالبين منه أن لا يؤذيهم فقبل ذلك وعفا عنها وعن دفع الجزية وحصل الصفاء بينهما في هذه القرية سنة 333 ق.م وسميت فيما بعد بيت الصفا ومع مرور الزمن أصبحتا تدعى بيت صفافا وتوجد رواية أخرى منقولة عن الأجداد ذكروا ان أحد اباطرة الروم كانت لها ابنة وحيدة اسمها صفاء منحها خالص حبه ولما اصبحت في ريعان شبابها أصيبت بمرض عضال أعيا الأطباء من شفائها فأشار غليه بعض المقربين أن يذهب بها إلى مكان فيه هواء نقي عليل فاختار قرية بيت صفافا حيث بنى لها قصرا _ البرج اليوم) في وسط القرية استنادا لهذه الرواية كان يوجد في بيت صفافا قبل عام 1948 أكبر مستشفى في فلسطين للامراض السارية وكان يشرف عليها الدكتور محمود الدجاني رحمه الله .
يقول الدكتور شكري عراف في كتابه القرية العربية الفلسطينية في ص198 أن كلمة تحريفا لكلمة صفيفا ومعناها بالسريانية بيت العطشان وربما يكون هذا الكلام صحيحا استنادا إلى خلو القرية من الينابيع والمياه وأقرب مكان للمياه يبعد حوالي 5 كيلومترات المسماة عين يالو وعين الحنية قرب الولجة .
وقد ورد في كتاب مصطفى مراد الدباغ ( بلادنا فلسطين) أنه سماها الفرنجة
( بيت هفافا ) وهي كلمة سريانية معناها البستان الجميل وحرفت مع الوقت وأصبحت بيت صفافا .
__________________
المصدر : كتاب بيت صفافا طيب انبت وصفاء القلوب للباحث الصفافي مصطفى عثمان
أرسلتها: ماجدة صبحي