جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
على صوت مذياعه القديم، وأبوابه الخشبية المهترئة يرتشف الوافدون إلى المسجد الأقصى فنجان قهوة أو كأس شاي من مقهى "أبو موسى" الصغير، أحد أبرز معالم البلدة القديمة في القدس المحتلة. مقهى "أبو موسى" المقام في الثلث الأخير من سوق القطانين، بمدينة القدس، منذ عشرات السنين، يتوسط مدخله طاولة معدنية عليها "بابور كاز" قديم ذو صوت مرتفع. في كل صباح يضع "أبو موسى" كراسي القش القديمة ويرتبها بشكل مستقيم، ليبدأ المتوافدون إلى المسجد الأقصى من حراس وموظفين وطلاب وصحفيين وسيّاح بشغلها خلال دقائق. يقول صاحب المقهى رياض الحلاق "أبو موسى": "ورثت المقهى الذي يزيد عمره عن 45 عاماً عن والدي، وأنا أعمل فيه منذ 20 عاماً، أما مرتادوه فهم في ازدياد يوماً بعد يوم، رغم كل ما تقوم به شرطة الاحتلال من مضايقات".
ويشير الحلاق، إلى تعرضه لمضايقات ممنهجة من قبل شرطة الاحتلال كبقية المقدسيين، فبمجرد أي حدث يغلق الاحتلال باب القطانين على الفور، وتمنع دخول المقدسيين أو السيّاح، ما يعني إغلاق جميع المحال التجارية بما فيها المقهى". ويلفت "أبو موسى" إلى أن أكثر المضايقات التي يتعرض لها المقهى هي مسيرة المستوطنين الشهرية في البلدة القديمة، والتي يتم خلالها إغلاق السوق بأمر من شرطة الاحتلال، مشيراً إلى أن الأمر إجباري وكل من لا ينفّذ أمر الشرطة تتم مساءلته من قبل الضريبة أو موظفي بلدية الاحتلال، وهو ما يعيق عملنا. وتحدث "أبو موسى" عن ما جرى معه الأسبوع الماضي، حينما خرجت مسيرة للمستوطنين جابت شوارع البلدة القديمة، قائلاً: "أمرتنا شرطة الاحتلال بإغلاق المحال التجارية عند الساعة السادسة مساء، لكننا ماطلنا في إغلاقها حتى أصبحت الساعة السابعة إلا ربع، فما كان من شرطة الاحتلال إلا أن عاقبتنا وأغلقت السوق بشكل كامل". ويوضح أن مسيرة المستوطنين الشهرية تبدأ من حائط البراق ثم تصل إلى سوق القطانين وهناك يؤدون صلواتهم بالقرب من المسجد الأقصى، ثم تصل إلى أزقة البلدة القديمة وشارع الواد، بحماية مشددة من عناصر شرطة الاحتلال، وهو ما يعيق العمل في السوق. ويضيف: "رغم ما تقوم به شرطة الاحتلال من سياسات تعيق من خلالها عملنا، إلا أننا صامدون وثابتون على هذه الأرض، وستبقى رائحة القهوة المقدسية تنتشر في أرجاء البلدة القديمة المحتلة رغم أنف الاحتلال".
المصدر: فلسطين الان