بيت لحم 29-11-2020 وفا- عنان شحادة
الصدفة قادت الفتاة ياسمين نيروخ إلى عالم التحكيم في فلسطين ومنافسة الرجال، بعد أن قرأت اعلانا في احدى الصحف المحلية يتعلق بتنظيم دورة في التحكيم في لعبة كرة القدم.
وأضافت، أخذت ذلك على محمل الجد وسجلت في الدورة التي كانت تتعلق بلعبة الخماسي في كرة القدم ووقتها كنا ثلاث فتيات، انسحبت اثنتان وبقيت لوحدي، وتفوقت في الامتحان في ظل إلمامي الكبير بأمور التحكيم، لأحصل وقتها على أول شهادة في المجال.
ياسمين محمد نيروخ من مدينة الخليل في الثلاثينات من عمرها الحاصلة على الشارة الدولية في خماسيات الكرة، دخلت التاريخ الرياضي الفلسطيني من أوسع أبوابه، عندما أوكل لها أن تكون ضمن طاقم تحكيمي، حيث شاركت كحكم مساعد في مباراة السموع والأمعري ضمن الأسبوع السادس من دوري المحترفين بكرة القدم.
وقالت نيروخ الحاصلة على شهادة الإعلام، لـ"وفا"، في مجتمعنا ينظر الى كرة القدم أنها خاصة بالرجال قبل كسر هذه القاعدة، من خلال انخراط الفتيات في ممارسة اللعبة وتنظيم دوري خاص لهن، لكن أن ترى فتاة تقوم بالتحكيم فهذا أمر لا يتصوره العقل.
وتابعت: تعلقت بكرة القدم منذ الصغر وكنت أتابعها من خلال التلفاز مع أسرتي، خاصة اشقائي، ولكن لم تتح لي فرصة ممارستها لظروف ما، ورغم ذلك بقيت أتابع الاخبار الرياضية حتى العام الذي كان2010 نقطة التحول في حياتي المتعلقة باهتماماتي الرياضية باقتحام معترك التحكيم.
واستدركت نيروخ، لا أخفي حقيقة أن أسرتي كانت معارضة في بداية الأمر، لكن مع مرور الوقت وأمام إصراري تغيرت وجهات النظر وأصبحوا جميعا مصدرا حقيقيا لتشجيعي على دخول هذا المجال، خاصة والدايّ.
وأشارت الى أنها واصلت البحث عن الأفضل وانخرطت في دورات أخرى دولية أقيمت في رام الله، وبيت لحم وحققت النجاح المطلوب منها لتحظى بشرف أن تكون اول فتاة تقوم بتحكيم مباريات في لعبة الخماسيات في دوري النسوي وكانت المشاركة الأولى العام 2011، كحكم أول.
وقالت نيروخ: إنها في موسم 2018-2019 اشتركت كحكم مساعد في ادارة مباريات دوري الناشئين مواليد 2003-2004 ونالت احترام وتقدير القائمين وهو ما زاد من ثقتها بنفسها لمواصلة الطريق نحو الأفضل.
وبينت أنها شاركت في قيادة مباريات للرجال للمرة الأولى عام 2019 في دوري الثانية والثالثة والمناطق، ثم بعدها في موسم 2019-2020 كانت النقلة النوعية والتميز من خلال تعيينها كحكم رابع في دوري المحترفين بين ترجي وادي النيص وثقافي طولكرم ضمن كاس فلسطين، وفي دوري الدرجة الأولى،" الاحتراف الجزئي" في عدة مباريات.
وأكدت أنها لم تألُ جهدا في متابعة كل المستجدات المتعلقة بقوانين التحكيم وهذا ما قادها للتطور وهو ما جعلها في اهتمام اتحاد الكرة تحديدا دائرة الحكام.
وتابعت الحكم نيروخ: "لحظة ستكون محفورة في ذاكرتي وستكون عاملا آخر نحو الأفضل عندما أبلغت عبر الايميل انني سأكون حكما مساعدا لمباراة السموع والأمعري على إستاد هواري بومدين في دورا، وقتها لم أستطع التعبير عن شعوري بهذا الإنجاز الذي تحقق".
وحول تجربتها الأولى في قيادة مباراة في دوري المحترفين، قالت: "لم يتملكني الخوف بتاتا كنت واثقة من نفسي، دخلت الملعب برفقة طاقم الحكام، وكانت الصورة تختلف عن المشاهد الأخرى في الملاعب الأخرى التي تقام عليها المباريات، لأول مرة فتاة ضمن الطاقم".
وتابعت خلال اللقاء حصل معها خلاف حول قرارها بعدم احتساب تسلل بعدها حصل الامعري على ضربة جزاء، وبعد المراجعة تبين ان قراري كان صائبا وتم الاعتذار مني.
وشكرت نيروخ القائمين على دائرة التحكيم، خاصة رئيسها حسام الحسين الذي كان له الدور الأكبر في منحها الثقة بالوقوف الى جانبها منذ العام 2018، ومنحها فرصة التحكيم في جميع الدوريات والحصول على الشارة الدولية في الخماسيات.
ولفتت إلى أن حلمي الأكبر الوصول الى المحافل الدولية في عالم التحكيم، والمشاركة بتحكيم مباريات خاصة في بطولة الخماسيات.
بدورة، قال رئيس دائرة الحكام في اتحاد كرة القدم حسام الحسين، إن الحكم ياسمين نيروخ تم دعهما على جميع المستويات، خاصة من قبل اللواء جبريل الرجوب من خلال توجيهاته بالاهتمام بها، وتم منحها الثقة بإدارة مباريات سواء النسوي او الرجال داخل الصالات، وبعدها تم دمجها في طواقم التحكيم كحكم مساعد في مختلف الدوريات.
وأضاف، أن نيروخ أظهرت امكانياتها في الفترة الأخيرة وهو ما منحها ثقة الآخرين بترفيعها لأن تكون حكما مساعدا في دوري الدرجة الأولى والمحترفين، مشيرا الى أن العمل متواصل في دائرة التحكيم لدمج الطواقم بالعنصر النسوي، وقريبا سيكون إضافة لها الحكمتين حنين أبو مريم، وآية النشاشيبي في دوري السيدات والرجال.