24/4/2015
محمد محسن وتد-الحدثة المهجرة
عاشت الثمانينية زكية أبو الهيجاء نشوة الانتصار لساعات بالعودة إلى مسقط رأسها قرية الحدثة المهجرة قضاء طبريا التي احتضنت فعاليات ذكرى النكبة السابعة والستين، وذلك بالتزامن مع احتفال (إسرائيل) بالاستقلال.
وبهذه الفعاليات أعلنت القوى السياسية والوطنية والإسلامية والحزبية عن انطلاق معسكرات العودة للقرى المهجرة والتي ستتواصل خلال مايو/أيار المقبل، للتأكيد على حق عودة اللاجئين وعدم التنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية.
وانضم الآلاف من فلسطينيي 48 إلى الحاجة زكية في مسيرة العودة الـ18 التي تنظمها سنويا جمعية "الدفاع عن حقوق المهجرين" للقرى المدمرة تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا".
وكسر المشاركون الذين تسلحوا بروايات الأجداد بمسيرة العودة حاجز الخوف، وحسموا معركة الصراع على التاريخ والرواية وشحذوا الذاكرة للتأكيد والتشديد على أن قيام إسرائيل بالعام 1948 أتى بتدمير 530 قرية ومدينة والتسبب بتهجير ولجوء مئات الآلاف من الفلسطينيين للدول العربية وعشرات الآلاف منهم تشتتوا داخل الوطن ويصل تعدادهم اليوم قرابة 360 ألف لاجئ.
تخويف وترويع
بدت أبو الهيجاء اللاجئة داخل الوطن مليئة بالحيوية والنشاط حين داست بقدميها تراب الحدثة التي هجرت منها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها. كان ذلك بعد أيام من عقد قرانها، حيث دخل مسلحون يهود القرية وفجروا المسجد لتخويف وإرهاب السكان ودفعهم للهجرة.
وأسوة بغيرها من سكان القرية غادرت قريتها واستقر بها الحال في بلدة طمرة بالجليل -شمال فلسطين-، وذلك بحثا عن الأمن والأمان وتفاديا لسلاح ونيران الجماعات اليهودية المسلحة، بيد أن القرية وحين شرع السكان بالعودة إليها بعد أسابيع كانت قد دمرت منازلها بالكامل وطمست معالمها.
وبصوت شجي يحرك المشاعر استقبلت الحاجة أبو الهيجاء من تفقدوا أنقاض بيتها المدمر وسردت لهم قصة الحياة والتهجير وخاطبتهم بذكريات من مشاهد القرية الاجتماعية والتراثية وتغنت بحلم العودة، ورغم مرور 67 عاما على التهجير والتشريد ما زالت تعيش على الأمل لتنقل مسيرة وقسم العودة للأجيال.
ورغم الانتكاسات والتحديات التي ما زالت تلازم القضية الفلسطينية والخوف والقلق حيال المصير المبهم لملف اللاجئين، بعثت الحاجة زكية برواياتها إلى الأجيال الشابة وغرست الحلم لديهم بسيرورة ومسيرة العودة.
يقول عضو جميعه المهجرين محمد سلامة عن المسيرة إنها "رسالة للمؤسسات الإسرائيلية برفض مشاريع التوطين وتصفية عقارات اللاجئين والتمسك بحق العودة والتأكيد على أن النكبة ما زالت متواصلة وتحمل أشكالا متعددة من سياسات التمييز والعنصرية والإقصاء وتصعيد العداء للفلسطينيين".
ويعول أبو سلامة على النشء والجيل الشاب -الذي حضر في المسيرة بكثافة- على حمل راية العودة، لافتا للجزيرة نت إلى أن إسرائيل تستغل الظروف الإقليمية الراهنة وتتذرع بالدوافع والمخاطر الأمنية والوجودية عليها لتصفية القضية الفلسطينية وتصعد بقضايا الأرض والمسكن والتحريض الدموي على فلسطينيي 48 لتخويفهم وردعهم عن مواصلة الانتصار لعودة اللاجئين.
المصدر : الجزيرة