الحاج عبدالله يوسف الميناوي.. إبداع وتميّز في حفظ جذور عائلة الميناوي اليافية
ياسر قدورة – هوية
18/9/2021
بعد 25 عاماً دخلتُ منزل عائلة الميناوي اليافية في منطقة الطريق الجديدة في بيروت للمرة الثانية.. في المرة الأولى في أواسط التسعينيات من القرن الماضي دخلت المنزل زائراً لعائلة أحد طلابي المميزين في مدرسة أريحا في مخيم شاتيلا، الطالب مازن الميناوي الذي برع في مادة الرياضيات، واليوم دخلته مرةً أخرى بترتيب من مازن ليكون لنا – كفريق عمل مؤسسة هوية - لقاء مطوّل مع والده عبد الله الميناوي.
الحاج عبدالله الميناوي (أبو ماهر)، من مواليد لبنان ولكنه اجتهد مبكراً في جمع تاريخ وإرث عائلة الميناوي من والده اليافاوي الحاج يوسف سعيد الميناوي وكبار العائلة، حتى صار لديه رواية متكاملة تستحق أن تحفظ وتنقل من جيل إلى جيل حتى يبقى حق العائلة في العودة إلى يافا محفوظاً في الصدور والوثائق.
لم تكن مقابلة عادية، بل كانت أقرب إلى ورشة عمل بدأت بالتدقيق في الأسماء التي جمعها الحاج أبو ماهر في شجرة العائلة ومقارنتها مع ما جمعته (هوية) من سجلات النفوس العثمانية لعام 1917.
وعرض الحاج ما يحتفظ به من وثائق وجوازات سفر لوالده الحاج يوسف وجدته لبيبة الحلواني (مواليد 1884) صادرة عن الحكومة البريطانية، وشهادات ميلاد وأوراق طابو، وصولاً إلى التصريح الذي حصل عليه والده من الأمن العام اللبناني عام 1948 وأقام بموجبه في لبنان بصورة شرعية.
حديثنا مع الحاج ابو ماهر لم يقتصر على عائلة الميناوي بل تناول عائلة زوجته ووالدته وجدته، عائلة الحلواني اليافية التي غادرت يافا عام 1948 واستقرت في لبنان.. فكان حديثاً غنياً اشتركت فيه الحاجة أم ماهر وساعدتنا في تدوين أسماء بعض الأفراد في شجرة العائلة.
عند سؤال الحاج أبو ماهر عن سبب هذا الجهد والغاية منه، يختصر الحاج عبد الله الكلام بأن هذا التاريخ أمانة أجتهد في جمعه لسنوات ليضعه بين أيدي أبنائه ليواصلوا بعده المشوار ويكملوا في طريق التمسك بفلسطين وحق العودة إليها.
وكان ختام اللقاء مسكاً بصورة جمعتنا مع عائلة الحاج عبدالله وبعضاً من أبنائه وأحفاده بعدما سلمناه ما جمعناه من طرفنا من وثائق عن العائلة..
ولا يكتمل الحديث دون توجيه الشكر إلى الابن ماهر الذي غاص معنا في أوراق وملفات والده حتى استخرجنا ما نبحث عنه من معلومات وابنته مهى التي حرصت على توفير صور العائلة القديمة والحديثة، وكل التقدير للمميّز مازن الميناوي الذي ضرب الحديد حامياً ورتّب لنا هذا اللقاء على عجل رغم إقامته التي تبعد عنا آلاف الأميال.