جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
شهادة هوية سعيد علي عامر في منزله في بعقلين بعد 74 عاماً
هوية - لبنانلم يكن الوصول إلى عائلة المرحوم سعيد علي عامر في بعقلين في جبل لبنان يسيراً، فقد حصلنا على شهادة هويته الفلسطينية من الأرشيف منذ أشهر ولكننا لم نتمكن من التواصل مع عائلته إلا بعد جهد من الناشطة في موسوعة القرى الفلسطينية بلسم الصايغ التي تواصلت مع العائلة ومهّدت الطريق لفريق عمل هوية لزيارتهم في بعقلين. عصر يوم الجمعة 11/11/2021 كان الابن عمر عامر وزوجته حنان في استقبالنا، وكان ترحيباً حميماً يعكس اهتمام الأسرة بتاريخ الوالد وحماستهم للقضية الفلسطينية. دقائق قليلة وحضرت الوالدة نوال طربيه واكتمل المجلس بمشاركة الناشطة بلسم. اغتنمنا الفرصة لنعرّف بطبيعة عمل مشروع هوية وسبب اهتمامنا بالوثائق جميعها، ومنها شهادة هوية سعيد علي عامر التي حملناها معنا لتقديمها للعائلة. هي شهادة هوية فلسطينية استحصل عليها سعيد عامر من مختار الناصرة موسى عودة بحكم إقامته في المدينة، ولا تحمل الشهادة الصادرة بتاريخ 4/7/1947 الكثير من التفاصيل ولكنها تحمل صورة سعيد وتشير أنه كان يعمل عند فرح حنا جبران منذ قرابة سنتين. أمسكت السيدة نوال بالوثيقة وبدأت بسرد الحكاية. سعيد مواليد 1924 وذهب للناصرة وعمره 20 سنة تقريباً ليعمل في صناعة الأحذية، المهنة التي احترفها من خلال العمل مع خاله في بيروت. ذهب إلى الناصرة واجتهد في العمل لتحصيل ما يعينه على الزواج وبناء أسرة في لبنان، وكان يعمل مع شخص يدعى حنّا وكان كثيراً ما يبيت عنده. غادر سعيد فلسطين قبل النكبة بفترة وجيزة وعاد إلى لبنان، وتزوج عام 1966 وكثرت سفرياته متنقلاً بين الكويت والسعودية والأردن حتى استقر في بعقلين مجدداً وكبرت عائلته هناك. عمر لا يستحضر التفاصيل الدقيقة عن فترة مكوث والده في الناصرة، ولكنه يؤكد أن الوالد كان كثيراً ما يشير إلى فترة إقامته فيها وأن الناصرة وفلسطين عموماً كانت بلداً مزدهراً تدب فيه الحياة ويقصدها كل باحث عن العمل والرزق. بعد الجلسة الجميلة في دار عمر عامر أصرت الوالدة أن لا نغادر بعقلين قبل أن نزور بيت المرحوم ونشرب القهوة هناك. انتقلنا جميعاً لمنزل سعيد عامر فقلّبت لنا السيدة نوال أرشيف صوره وقصائده ورسائله القديمة، وبعد أن شربنا قهوتنا حملت السيدة نوال صورة الوثيقة الفلسطينية الموضوعة في برواز خشبي، ووجدت لها مكاناً على جدار المنزل قرب صورة زوجها وهي تقول: ليتك كنت معنا.. ليتك شهدت هذه اللحظة التاريخية. هي فعلاً لحظة تاريخية.. لحظة استعادت فيها العائلة اللبنانية بعضاً من ذكرياتها عبر الوثيقة واستعدنا نحن خلالها فترةً زمنية كانت فيها فلسطين بيتاً لكل عربي قبل أن يجثم الاحتلال على صدرها ويهدم بيوتها ويشرّد أهلها.