وادي قباني - قرية مغتصبة عام 1948م
عائلة القباني اللبنانية كانت تملك و تقيم في تلك الأرض الواقعة ضمن لواء طولكرم 12 كم إلى الشمال الغربي لمدينة طولكرم وغربي قاقون وعلى بعد 1,5 كلم الى الشرق من الطريق العام الساحلي الذي كانت متصلة به بواسطة طريق فرعية تمر بالقرية و مرتفعة عن سطح البحر 25 متر .هذا الوادي الذي إكتسب مسماه من تلك العائلة تبلغ مساحته (9812) دونما . تلك القرية المبنية فوق خربة الشيخ حسين الأثري الذي يحتوي على أدوات ربما كان تاريخها يعود الى أيام الرومان. وكانت هذه الخربة على ارض مرتفعة في تلك الناحية وكانت المستنقعات تحف بها من الغرب و الجنوب .
وكان يقيم في ذلك الوادي مجموعات من السكان العرب الفلسطينيين تزرع وتفلح وترتزق من أرضه وتقيم عليه بيوتها ويعودون في أصولهم لعائلات وادي الحوارث وقلة منهم من القرى المحيطة مثل قاقون والمهادوة
وبعد أن كانت قد تسرب جزءا كبيرا من أراضيه سابقا بمساعدة الانتداب للمستوطنين الذين أقاموا بؤر سكنهم عليها . قبل أن يأتي يوم 1 آذار، 1948م ويشاهد هؤلاء السكان والبالغ عددهم حوالي (371) نسمة هجمة المنظمات الصهيونية الإرهابية المسلحة والشرسة والتي عملت على احتلال كامل تراب الوادي وتشريد سكانه في عملية سميت التنظيف الساحلي حيث كانت أصدرت القيادة العامة للهاغاناه الأوامر الى وحداتها بان تجلي أو تطرد سكان القرى العربية الواقعة على المحور الممتد بين تل أبيب وحديرا المستعمرة اليهودية الكبيرة الواقعة على بعد نحو 40 كلم الى الشمال منها. ولما كانت قرية وادي قباني تقع عند منتصف الطريق بين النقطتين فقد شملتهاأوامر الطرد مثلما جرى لقرى وادي الحوارث وعرب النفيعات وقاقون المجاورة.
وتم في في هذا اليوم تدمير القرية بالكامل وتشريد جميع سكانهافي عملية تطهير عرقي شملها مع بقية مناطق ومدن وقرى الساحل الفلسطيني
حيث عمل الصهاينة بعد الإحتلال 1948 م على اقامة وتوسيع مجموعة من المستعمرات على أرض وادي القباني المغتصبة وأراضي القرى المحيطة ومنها مستعمرة (مشمارهشارون) و(كفار حاييم) وكيبوتس هعوغن الذي أقيم عام 1947 و( بيت هليفي ) و ( كفار مونش ) .
ولم يبق أثر يشهد على وجودهذه القرية سوى شجرتي شوك المسيح النابتة على مقربة من مقبرة القرية والتي حولت بدورهاالى ملعب للأطفال تابع ببكيبوتسات الغاصبين الصهاينة.
بلغ عدد المقيمين فيها من العرب عام 1945 م (320) نسمة ليرتفع عام 1948م إلى (371) نسمة وقدرت الاحصاءات عدد اللاجئين
اللذين تعود أصولهم إلى هذه القرية عام 1998 م بـ 2,282 لاجئ يقطنون مخيمات منها بلاطة و طولكرم ونورشمس وقسم منهم في مخيمات الأردن
بلغت ملكية الأراضي عام 1945 م
ملكية فلسطينية 427 دونم
تسربت للصهاينة 9,276 دونم
أرض مشاع 109 دونم
المجموع 9,812 دونم
أما عن إستخدام الأراضي عام 1945 م
إستخدام فلسطيني
مزروعة بالحمضيات 0 دونم
مزروعة بالحبوب 408 دونم
صالح للزراعة 408 دونم
بور 128 دونم
إستخدام يهودي
مزروعة بالحمضيات 46 دونم
مزروعة بالحبوب 8,057 دونم
صالح للزراعة 8,103 دونم
بور 1,173 دونم
القرية في كتب التأريخ :
ورد ذكر القرية في كتاب كي لا ننسى للأستاذ وليد الخالدي ومما جاء فيه :
كانت قرية وادي قباني تقع على بعد 1,5 كلم الى الشرق من الطريق العام الساحلي الذي كانت متصلة به بواسطة طريق فرعية تمر بالقرية. وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة الى اسم أسرة لبنانية كانت تملك معظم أراضيها. وكانت القرية مبنية فوق خربة الشيخ حسين الأثري الذي يحتوي على أدوات ربما كان تاريخها يعود الى أيام الرومان. وكانت هذه الخربة على ارض مرتفعة في تلك الناحية وكانت المستنقعات تحف بها من الغرب و الجنوب وكان في القرية ما مجموعه 408 من الدونمات مخصصا للحبوب.
الأرجح أن قرية قباني احتلت في الأشهر الأولى من الحرب في ضوء الدلائل المتاحة عن القرى المجاورة. ففي آذار مارس ونيسان ابريل 1948 انتهت الهاغاناه سياسة عامة في اقتلاع سكان القرى العربية الساحلية الواقعة شمالي تل أبيب وفي وقت ما خلال 8-10 نيسان ابريل أصدرت القيادة العامة للهاغاناه الأوامر الى وحداتها بان تجلي أو تطرد سكان القرى العربية الواقعة على المحور الممتد بين تل أبيب وحديرا وهي مستعمرة يهودية كبيرة تقع على بعد نحو 40 كلم الى الشمال منها. ولما كانت قرية وادي قباني تقع عند منتصف الطريق بين النقطتين فمن الأرجح أنها كانت عرضة لأوامر الطرد مثلما جرى لقرية عرب النفيعات المجاورة.