جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
1- ثورة الشيخ عز الدين القسام الشيخ عز الدين القسام هو عالم دين أزهري التعليم سوري الجنسية عربي الإنتماء إسلامي الهموم والتوجه من مواليد بلدة (جبلة) في سوريا التي تقع على البحر الأبيض المتوسط . جاء إلى مدينة حيفا عام 1922م وكان من علماء السلف واتخذ من جامع الإستقلال في حيفا منبراً له حيث كان يلقي الدروس الدينية ويبصر الناس بالعقيدة الإسلامية الصحيحه السمحه وكان ينبه لأخطار اليهود فتقاطر عليه الكثيرون وأصبحت خطبة في المساجد تغص بالمصلين . لاقت توجهاته الدينية القبول والإستحسان لدى الكثيرين حتى سمي الذين يعرفونه بين الناس بـ ( القساميين) فاطلقوا اللحى وحفوا الشوارب وكثر مؤيدوا الشيخ ومريدوه في كل فلسطين وزرعوها طولا وعرضا . وقد تزامن تواجد الشيخ عز الدين القسام وجود الشيخ حسني صاحب إحدى الطرق الصوفية والذي كان يدعو إلى عدم مقاومة البريطانيين وكان أنصاره يحلقون شواربهم ويطلقون لحاهم على السنة لكن يتقلدون المسابح الكبيرة التي كانت تتدلى من رقابهم إلى أسفل البطن ويجوبون المناطق الفلسطينية على ظهور الحمير .كان أكثر تواجدهم في منطقة طولكرم . في عام 1935م أطلق الشيخ عز الدين القسام ثورتة ضد اليهود والبريطانيين فراحت الإدارة البريطانية تطارده من أجل أن يكف يده عن التحريض على قتال اليهود والبريطانيين إلى أن حاصرته مجموعة من القوات البريطانية في أحراش ( يعبد ) الواقعه إلى الغرب من مدينة جنين حيث استشهد برفقة إخوانه الأربعة فانتهت ثورة القسام بموت شيخها . أصيبت فلسطين بالذهول لفقد الشيخ عز الدين فتقاطر الناس على حيفا للإشتراك في تشييع جنازته وقد دفن في قرية جبلية اسمها " بلد الشيخ " الواقعة إلى جوار مدينة حيفا من الجهة الشرقية والتي يقع تحتها الآن مصنع الاسمنت "نيشر ". خلَّف ابنتين ، ما زالت إحداهن ( تعمل معلمة ) وتعيش في مدينة الزرقاء في الأردن وسمعنا مؤخرا أنها أحيلت على التقاعد . شكلت ثورة القسام النواة الأولى لما جاء بعدها من ثورات فلسطينية وذلك منذ أن أعلن المفتي الأكبر الحاج أمين الحسيني الإضراب العام احتجاجا على قرارات لجنة تحقيق أنجلو أمريكية بشأن تقسيم فلسطين ذلك الإضراب الذي استمر ستة أشهر كاملة وأدى إلى امتناع العرب في فلسطين عن التعامل مع الدولة وتوقفت حركة السير العربية . كان الناس آنذاك يتنقلون إما سيراً على الأقدام أو ركوباً على ظهور الخيل والجمال والحمير وفي عربات تجرها البغال تلك كانت وسائل النقل المعتمدة بين المدن والقرى الفلسطينية أثناء الإضراب المذكور . عندما أنتهى الإضراب انطلقت السيارات العربية بعد طول غياب تسير على الشوارع والناس يشاهدونها وكأنها تدخل فلسطين للمرة الأولى . أما السيارات والباصات اليهودية فقد استمرت بالسير في المناطق اليهودية وكان بعض العرب يستخدمون تلك الوسائلٍ في تنقلاتهم . تخلل الإضراب العديد من العمليات العسكرية من قبل الثوار الذين أخذوا يتشكلون فأشعل الحاج أمين الحسيني ثورة مسلحة أكثر شمولية ودعا أبناء فلسطين للمشاركة فيها وحثهم على تصفية العملاء المحميين سواء من عائلاتهم أو من القوات البريطانية . فاشتعلت الثورة الكبرى في فلسطين عام 1936م واستمرت حتى عام 1939م حين ساقت بريطانيا خيرة قادتها وجنودها لإخماد الثورة التي استعرت حتى وصلت القوات البريطانية المشاركة في اخمادها إلى ما يربو على ثمانين ألف جندي . استمر القتال سجالا ضد القوات البريطانية ودورياتها وقطاراتها طيلة السنوات الأربع اللاحقة. وبالرغم من أن الثوار الفلسطينيون لم يكونوا يملكون الأسلحة والذخائر إلا أنهم تمكنوا من إيقاع خسائر في صفوف الانجليز . شارك في الثورة العديد من تلاميذ الشيخ عز الدين القسام وأصبحوا فيما بعد قادة لها نذكر منهم :الشيخ فرحان السعدي الذي أعدمه الانجليز وهو صائم في رمضان وكان يتعدى السبعين من عمره ، والثائر يوسف أبو درة من السيلة الحارثية الذي قبض عليه الإنجليز في شرقي الأردن وأعدموه . وكان منهم محمد الصالح الحمد (أبو خالد) والشيخ حسن سلامة وعارف عبد الرزاق ومعه الحاج مسلم ( وهو من الحجاز ) و سليمان أبو خليفة من وادي الحوارث وعبد الحمدي المرداوي وسعيد سليم من (بيت ايبا ) والقائد العام عبد الرحيم الحاج محمد ( أبو كمال) . ************ 2-قصة شخص آخر اسمه أسعد الحمد الحجي أعدمه الإنجليز شنقا في سجن عكا أيضا لأنه كان يعبث بعيار ناري فارغ ( فشكه فاضية ) لم يسمع له القضاة الإنجليز في المحكمة العسكرية التي حاكمته دون أي دفاع حتى أن الرجل لم يكن له معرفة بتاتا بالسلاح وليس له علاقة بحركة المقاومة الفلسطينية . ولا ننسى المجاهد الشيخ فرحان السعدي الذي أعدمه الإنجليز صائما في رمضان وهو في السبعين من عمره ، الذي القى عليه القبض اللورد كرادون كما أعترف بذلك فيما بعد . وعندما استشهد قائد الثورة عبد الرحيم الحاج بعد صلاة الفجر وهو على ظهر حصانه في بلدة صانور كان يرافقه قائد آخر من بدو وادي الحوارث عند الخضيرة اسمه سليمان أبو خليفة إذ أصيب في أثناء المعركة في صانور وقد أنسحب من المعركة وهو ينزف إلى منزل حيث قامت النساء باخفائه وعلاجه لكن الإنجليز تتبعوا الدم حتى دخلوا عليه في المنزل وقتلوه صبرا بالحراب دون أن يعتقلوه .